IMLebanon

أزمة الخليج: “القطيعة” الى ما بعد الانتخابات!

لا حل للازمة الدبلوماسية بين لبنان والدول الخليجية في المدى المنظور، وعلى الارجح “القطيعة” ستستمر الى ما بعد الانتخابات النيابية المرتقبة مبدئيا الربيع المقبل، وفي ضوء نتائجها، سيبني الخليجيون على الشيء مقتضاه.

هذا ما تقوله مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، معتبرة ان رهان بعض اهل الحكم في الداخل وعلى رأسهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على خرق ما، يُمكن ان تحققه زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الى كل من الرياض وابو ظبي والدوحة، في جدار الازمة الناشئة السميك، مخطئٌ، وعلى الارجح، سيخيب. فطالما لم يبادر لبنان الى اتخاذ خطوات تُبدي حسن نية تجاه الرياض وتُظهر إدراكَ الحكومة “الخطأ” الذي اقترفه احد اعضائها وزيرُ الاعلام جورج قرداحي (ولو قبل ان يُوزّر)، فتُقدم على اقالته مثلا، من الصعب جدا ان ينجح الرئيس الفرنسي، عرّاب “معا للانقاذ”، في تليين الموقف السعودي الذي يعتبر الدولة اللبنانية، حتى قبل تصريحات قرداحي، واقعةَ تماما، تحت هيمنة “حزب الله”.

من هنا، من غير المستبعد ان يغيب الشأن اللبناني عن مناقشات سيّد الاليزيه في المملكة، او ان يحضر “عرضا”، ذلك انه وفي حال قرّر “فتحَ” هذا الملف، فإن مضيفيه سيخيّبون آماله، وقد حضّروا له جملة مواقف صدرت بعد الازمة، عن القيادات اللبنانية، من شأنها صب الزيت على النار، بدلا من مدّ اليد للخليج!

ففي مقابلة تلفزيونية اجراها خلال وجوده في قطر، انتقد رئيس الجمهورية ميشال عون قرار الخليج معاقبة الشعب اللبناني بأسره وعدم فصله بين مواقف الافراد ومواقف الدولة اللبنانية. كما انه سأل لماذا لم يُعاقَب صحافي خليجي “شتمه” في إحدى الحلقات التلفزيونية. اما لدى سؤاله عما اذا كان يجب اليوم اقالة قرداحي كما استقال وزير الخارجية السابق شربل وهبه، فلم يجب عون والتزم الصمت.

في الموازاة، واصل حزب الله حملاته التخوينية والتحريضية على المملكة ودول الخليج، رغم الازمة، والاخطر، تضيف المصادر، أنه واصل ايضا نشاطه العسكري في اليمن، لا بل فعّله، حيث أظهرت فيديوهات مشاركةَ عناصره في تدريب الحوثيين في مطار صنعاء، على استهداف الاراضي السعودية بالمسيرات المفخخة.

امام هذه المؤشرات السلبية والعدوانية كلّها، التي تصدر من بيروت، تتابع المصادر، لا يكفي اعلان رئيس الحكومة عند كل مناسبة، حرصه على افضل العلاقات مع الدول الخليجية، فهذا “الكلام” لا يطعم “خبزا”، وقد شبع الخليجيون من “الكلام”. وبطبيعة الحال، لا تكفي بيانات وزارات الخارجية اللبنانية التي، وبعد ان “وقعت الفأس بالرأس”، دأبت على اصدار بيانات الادانة لاستهداف السعودية من قِبل الحوثيين، وآخرها امس، في وقت تتفرّج الدولة على مسلّحي “الحزب” يسرحون ويمرحون عبر حدودها، ليصلوا الى اليمن لمناصرة الفصيل الايراني الشقيق له، في حربه ضد الشرعية اليمنية وداعميها.