IMLebanon

مشعل في بيروت… و”أمل” على خط التهدئة الفلسطينية

كتب محمد دهشة في نداء الوطن:

وسط المشهد الفلسطيني المأزوم في لبنان على خلفية احداث مخيم البرج الشمالي، برزت الأربعاء زيارة رئيس حركة “حماس” في الخارج خالد مشعل إلى بيروت، وكانت مقررة مسبقاً للمشاركة في أنشطة وفعاليات الذكرى الرابعة والثلاثين لانطلاقة الحركة؛ وعقد سلسلة من اللقاءات الرسمية والسياسية اللبنانية واخرى مع القوى والفصائل الفلسطينية لمتابعة مختلف تطورات القضية الفلسطينية.

ورغم قرار “حماس” الغاء حفل الاستقبال المركزي الذي كان مقرراً إقامته في بيروت اضافة الى انشطة عديدة في المخيمات ارتباطاً بما جرى في البرج، الا ان زيارة مشعل بقيت سارية المفعول في شقها اللبناني والفلسطيني، حيث من المتوقع ان يلتقي اليوم الخميس رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وعدداً من المسؤولين الامنيين، اضافة الى مسؤولين فلسطينيين، وستفرض تطورات البرج الشمالي نفسها على جدول المحادثات، الى جانب تعزيز العلاقات الثنائية وسبل تحسين الأوضاع الاجتماعية والإنسانية للفلسطينيين في ظل الازمات المعيشية والاقتصادية وتداعياتها السلبية على ابناء المخيم مع ارتفاع نسب البطالة والفقر المدقع.

سياسياً، تواصلت تداعيات ما جرى في البرج، وقاطعت “فتح” وفصائل “منظمة التحرير الفلسطينية” وسفير دولة فلسطين في لبنان اشرف دبور زيارة مشعل، بعدما اعلنت قيادة الحركة بأنه ردٌّ على اتهامات “حماس” لقوات الامن الوطني الفلسطيني باطلاق النار عمداً والقتل المتعمّد في البرج، قررت وقف كل اشكال التواصل والاتصال مع “حماس” وعلى كافة المستويات وفي كل المناطق في الساحة اللبنانية وتبعها فصائل “المنظمة”، حيث غاب ممثلوها ايضاً عن المشاركة في موكب تشييع الضحايا الثلاث في صيدا والذين قضوا باطلاق النار في البرج.

وعلمت “نداء الوطن” ان “حماس” أبلغت قائد “القوة المشتركة” في مخيم عين الحلوة العقيد عبد الهادي الاسدي تجميد عضويتها في القوة التي تشارك فيها مختلف القوى الفلسطينية، وبأنها لن تشارك في اي لقاء او اجتماع يشارك فيه مسؤولون عن “الأمن الوطني”، في مؤشر على مدى توتر العلاقة بين الطرفين، في محاولة للفصل بين الحركة والامن، الا ان “فتح” رفضت ذلك، مؤكدة انهما واحد.

أمنياً، سلم “الأمن الوطني” في البرج أحد الاشخاص إلى الاجهزة الأمنية اللبنانية بعدما تم استدعاؤه للاستماع الى افادته باطلاق النار، في وقت كشف ممثل “حماس” في لبنان الدكتور احمد عبد الهادي انه زود الاجهزة اللبنانية بلائحة تضم 15 متهماً “وما زالت لدينا اسماء اخرى سنزودهم بها لكشف كل ملابسات ما جرى”، معرباً في الوقت نفسه عن استعداد الحركة لتسليم اي عنصر في حال طلب للافادة، مؤكداً ان قيادات الحركة الذين شاركوا في التشييع كانوا موجودين في لبنان مسبقاً للمشاركة في زيارة مشعل ولم يفدوا خصيصاً لمواكبة ما حدث.

في المقابل، استغرب مسؤول فتحاوي تصعيد تهديد “حماس” واتهامها الامن الوطني، رغم اصدار فصائل المنظمة و”فتح” والسفير دبور بيانات تستنكر وتدين هذه الجريمة النكراء، و”الاعلان عن استعدادنا الكامل للتعاون وتسليم كل من يثبت تورطه للقضاء اللبناني وقد تم ذلك فعلاً، إلا ان “حماس” دأبت منذ اليوم الأول بإطلاق التصريحات جزافاً وإلقاء الاتهامات العشوائية والمضللة وحملات التجني والتحريض على “الامن الوطني”، وذلك قبل انتهاء تحقيقات الاجهزة الامنية اللبنانية والقضاء اللبناني في هذه الجريمة النكراء”.

وفي خضم التوتر، واصلت “حركة أمل” مساعيها الحثيثة للتهدئة ومنع الانزلاق الى اي توتير مع المعلومات التي أكدت خطورة الوضع الصحي لاحد الجرحى، وحرص الطرفين على وأد الفتنة، ودعا المكتب السياسي بعد اجتماعه الدوري برئاسة جميل حايك، “جميع الاخوة في الفصائل الفلسطينية إلى التعالي على الجراح والوقوف لحظة تأمل أمام ما يُرسم لتصفية القضية المركزية، وشطب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وفرض التوطين، في ظل هذه الاندفاعة المتسارعة والإختراقات المتتالية في الجسم العربي جرّاء مشروع التطبيع والتتبيع ومشاريع تهويد المقدسات، كل هذه الوقائع تدعو إلى أن يكون الاخوة الفلسطينيون واحداً في خندق المواجهة ضد العدو الصهيوني”.