IMLebanon

إرشادات غذائية تحميكِ من سكّري الحمل

كتبت سينتيا عواد في “الجمهورية”:

إنّ سكّري الحمل، أو ما يُعرف بالـ»Gestational Diabetes»، هو نوع من السكّري الذي يحدث خلال الحمل. وفي حين أنه ليس بالإمكان الوقاية منه دائماً، إلّا أنّ الحامل تستطيع اتّباع خطوات معيّنة لخفض الخطر، خصوصاً أنه قد يؤثر سلباً في صحّتها وسلامة جنينها. إذ تبيّن أنّ سكّري الحمل يرفع معدل ضغط دم المرأة، ويزيد من احتمال تعرُّضها للسكّري النوع 2 في المستقبل، ويؤدي إلى ارتفاع وزن الطفل عند الولادة، والتسبب بالولادة المُبكرة، وغيرها من المشكلات الصحّية.

قالت اختصاصية التغذية جوزيان الغزال لـ»الجمهورية» إنّ «هناك عوامل عديدة تُحفّز الإصابة بسكّري الحمل أبرزها العمر وتحديداً بعد تخطّي 35 عاماً، أو مُعاناة زيادة الوزن أو البدانة، أو الإصابة بسكّري الحمل خلال حملٍ سابق، أو التشخيص بمقدّمات السكّري، أو وجود تاريخ عائلي للمرض».

وأشارت إلى أنّ «العديد من النساء المُصابات بسكّري الحمل لا يواجهن أعراضاً ملحوظة. كما أنه من الصعب التمييز بينها وبين تلك التي تظهر نتيجة التغييرات المنتظمة أثناء الحمل. ومع ذلك، قد تشمل الإشارات المُبكرة لهذا المرض العطش الشديد، والتعب، والتبوّل المنتظم والكثيف، والتهابات عديدة في المثانة أو المهبل أو الجلد، وتشوّش الرؤية، والغثيان».

وأكّدت الغزال «أنّ علاج سكّري الحمل بشكلٍ صحيح وبالتنسيق مع الطبيب وخبير التغذية على حدٍّ سواء يساعد الحامل على تخطّي المشكلة».

وقالت إنّ «المرأة التي ترغب في الإنجاب عليها التمسّك بخيارات نمط الحياة التي تساعدها على بلوغ وزنٍ صحّي والحفاظ عليه قبل الحمل. إذ أثبتت الأبحاث العلمية أنّ مؤشر كتلة الجسم (BMI) الذي يتخطّى 25 كلغ/م2 يرفع احتمال تعرُّض المرأة لسكّري الحمل. أمّا عند إجراء تعديلات غذائية صحّية، فإنّ الخطر يتراجع بشكلٍ ملحوظ».

وقدّمت الغزال في ما يلي باقة من أهمّ الارشادات الغذائية التي يجب اتباعها لعلاج سكّري الحمل أو الوقاية منه، علماً أنها لا تختلف إطلاقاً عن داء السكّري بحدّ ذاته، وتشمل:

– تفادي الأطعمة التي ترفع مستوى السكّر في الدم بشكلٍ سريع، وتحديداً تلك التي تحتوي على سكّر سريع مثل الدبس، والسكّر، والحلاوة، والمربّى…

– الاعتدال في تناول الحليب، واللبن، وكافة النشويات مثل الخبز والأرزّ والبطاطا والمعكرونة، والفاكهة على أنواعها، بما أنها تحتوي على نسبة سكّر تساعد على رفع معدل السكّر في الدم. وبحسب وزن الحامل، يتمّ وضع حمية خاصّة بها تحدّد الحصص المُلائمة لها من هذه الفئات الغذائية.

– من المعلوم أنّ الخضار لا تنعكس سلباً على معدل السكّر في الدم. لذلك يمكن للحامل التركيز عليها والإكثار من السَلطات التي قد تتألّف من الخيار، والبندورة، والروكا، والبقلة، والزعتر، والملفوف… ومن خلال إضافة حصص جيّدة من الخضار إلى كافة الوجبات الغذائية، يمكنها تلقائياً خفص جرعة النشويات المستهلكة.

– تناول اللحوم باعتدال والحرص على شراء الأنواع الخالية من الدهون مثل اللحوم الحمراء الخالية من الدهون، وصدر الدجاج منزوع الجلد، والسمك غير المقليّ.

– الابتعاد عن السَمنة والزبدة تفادياً للدهون السيّئة، واستبدالها بنظيراتها الجيّدة مثل زيت الزيتون، والأفوكا، والمكسّرات النيّئة.

– الحصول على 3 وجبات رئيسة وسناكات صحّية بينها، والالتزام بالكمية المحدّدة وفق جسمها ووضعها الصحّي تفادياً للإفراط في السعرات الحرارية والحصول على مأكولات تؤثر سلباً في مستويات السكّر في الدم.

– شرب الكثير من المياه والتركيز عليها بدلاً من العصائر، والصودا.

– ممارسة الرياضة، خصوصاً أنها تُعتبر جزءاً أساسياً للحفاظ على وزنٍ صحّي. قبل الحمل وخلاله، يمكن للحركة أن تساعد على الوقاية من سكّري الحمل. إنها تساهم في جعل الجسم أكثر حساسية للإنسولين الذي يفرزه البنكرياس، ما يدعم تنظيم مستويات السكّر في الدم. من الجيّد الانخراط في أي نشاط قبل الحمل حتى لو اقتصر ذلك على المشي، أو ركن السيارة بعيداً من المكان المقصود، أو صعود الدرج، أو السباحة… إنّ أي امرأة تبحث عن سُبل الوقاية من سكّري الحمل يجب أن تمارس 30 دقيقة من التمارين معتدلة الكثافة 4 إلى 5 مرّات أسبوعياً. غير أنّ الحامل عليها استشارة الطبيب أولاً قبل الانخراط في رياضة جديدة لمعرفة إذا كانت آمنة لها.

وخِتاماً، دعت الغزال «كل امرأة تشكّ في أنها على استعدادٍ للإصابة بسكّري الحمل إلى المباشرة في تطبيق الارشادات المذكورة للوقاية من هذه المشكلة. وعموماً، يُنصح كل الحوامل باتباع نظام غذائي جيّد كي تمرّ فترة الحمل وبعدها بسلامٍ بعيداً من أي تعقيدات صحّية مهما كان نوعها».