IMLebanon

14 شباط: العنوان السياديّ إلى الواجهة مجددًا

جاء في “المركزية”:

منذ 17 عاما، هز انفجار ضخم قلب العاصمة اللبنانية مودياً بحياة الرئيس رفيق الحريري، ومعه الوزير السابق باسل فليحان وعشرات الأبرياء الذين شاء القدر ان يكونوا موجودين في محيط فندق السان جورج عند الواحدة الا خمس دقائق، في ذلك اليوم.

إلا ان الهزة التي تسببت بها شحنة الألف كيلوغرام “تي أن تي” فجّرت ثورة بحجم الدمار السياسي والمعنوي والمادي التي خلّفتها. فكان ان رصّ اللبنانيون، معارضو الوجود السوري الصف، مطالبين بالانسحاب من لبنان وقد اتهموا النظام الامني اللبناني – السوري باغتيال الرئيس الحريري الذي انقلب في الاشهر الاخيرة التي سبقت وفاته، تماما، على السطوة السورية على القرار اللبناني، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”. فحققوا بوحدتهم هذه، “المعجزة” التي طال انتظارها..

اليوم، ماذا بقي من الانتفاضة وانجازاتها وماذا بقي ايضا من الحريرية السياسية؟ على الصعيد الاول، ترى المصادر ان الانتفاضة التي افرزت فريق 14 آذار السياسي، لا تزال روحها موجودة في قلوب اللبنانيين الذي جددوها وإن مع بعض العناوين المعيشية الضرورية، في 17 تشرين. لكن في الاطار السياسي المحض، الجبهة الـ14 آذارية تصدّعت وتشتت وذهب افرقاؤها كلّ في سبيله.

غير ان سلوك حزب الله السياسي والعسكري والدبلوماسي او “غير الدبلوماسي”، وقد أدانته المحكمة الدولية في جريمة اغتيال الحريري وأثبتت دوره في العملية بالتطواطؤ طبعا مع النظام الامني السوري – اللبناني، هذا السلوك يعيد اليوم رويدا رويدا، الى الواجهة، العنوان السيادي، تماما كما حصل عام 2005.

في تلك الحقبة، كان الشعار “حرية سيادة استقلال” وكان موجها ضد الوجود السوري. اما وقد تبين ان لبنان يتعرض اليوم لاحتلال جديد من نوع آخر، يحصل بالواسطة، عبر جيش مسلّح ومؤدلج اسمه “حزب الله”، زرعه الايرانيون في لبنان، وهو ما اقروا به وأعلنوه على لسان اكثر من مسؤول سياسي وعسكري، على مر السنوات الماضية، فإن هذا الشعار تم نفض الغبار عنه مجددا ليصوّب هذه المرة ضد السلاح غير الشرعي وضد الاحتلال الايراني. فهل سينجح اللبنانيون في معركة استعادة استقلالهم وسيادتهم من حزب الله وطهران؟ الفرصة المتاحة امامهم هي في 15 ايار المقبل في صناديق الاقتراع، وأصواتُهم في ذلك اليوم، ستحمل الجواب على هذا السؤال وستحدد مسار البلاد المنهارة في السنوات المقبلة: انقاذا وسيادة، أم مزيدا من الانهيار و”الدويلة” والعزلة العربية والدولية؟

اما عن الارث الحريريّ، فيمر اليوم في مرحلة حساسة ودقيقة ومفصلية. فبعد ان تسببت كل المعطيات المذكورة اعلاه في اعلان الرئيس سعد الحريري تعليق مشاركته في العمل السياسي، تتجه العيون الى الشخصية او الشخصيات الجديدة التي ستتولى قيادة المركب “السني” في المرحلة المقبلة، هذا اذا بقي الحريري على اعتكافه ولم تبدّل تغيّرات اقليمية طارئة او غير متوقّعة، قراره. واذا كان استحقاق ايار سيظهّر ايضا معالم الصورة على هذه الضفة، فإن المؤكد ان احدا لم ولن يتمكّن من ملء الفراغ الذي تركه الحريري الاب في الحياة السياسية اللبنانية، تختم المصادر.