IMLebanon

“الناتو العربي”… هل يشهد ولادته؟

جاء في “المركزية”:

بالعودة إلى عام 2018، وتحديداً خلال عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، سعت الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف أمني-سياسي جديد مؤلف من ست دول خليجية هي السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين، إضافةً إلى مصر والأردن. يهدف التحالف هذا إلى مواجهة التمدد الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، وهو ما يمثل “نسخة عربية” من حلف شمال الأطلسي “الناتو”، ويحمل أيضا أسماء أخرى مثل “ميسا” و”تحالف الشرق الأوسط الاستراتيجي”. إلا أن مساعي الإدارة الأميركية لم تثمر ولم ير المشروع النور حتى تاريخه. فهل من الوارد إعادة إحياء البحث في إمكانية إنشائه كي تدافع جيوش عربية عن المنطقة وتحميها، خصوصاً من الانتهاكات الخارجية لمواردها النفطية؟

رئيس مركز الشرق الاوسط للدراسات العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر يوضح لـ”المركزية” أن “موضوع انشاء الناتو العربي الذي بحث في الدول الخليجية وكان الأميركيون خلفه على اعتبار أنه مرتبط بالناتو إلى حدّ كبير سياسياً وعسكرياً، مستبعد اليوم كونه لا يؤدي الى نتيجة ولو انشئ ، شارحاً أن السبب هو “التغيير الواضح في المواقف السياسية للدول العربية الخليجية التي كانت تقف خلف إنشائه. “الناتو العربي” كان موجهاً مبدئياً ضدّ العدو المحتمل الذي كانت تمثّله إيران وحلفاؤها في نظرهم. اليوم، واستنادا الى التوقيت كعامل أساسي مؤثّر على الملف، نرى تقارباً بين الإمارات وسوريا، خصوصاً بعد زيارة الرئيس السوري بشار الأسد اليها. وفي الوقت الحاضر إيران ايضاً في صدد توقيع اتفاق نووي مع أميركا، وبناءً عليه ستتحسن العلاقات بين البلدين. كذلك، هناك تقارب سعودي-سوري إذ يتم التداول بمعلومات عن زيارة مرتقبة لوفد سعودي إلى سوريا، ويحكى عن زيارة ممكنة للأسد إلى السعودية. أحداث أوكرانيا ايضاً شغلت العالم وتبدّلت بعض المواقع بنتيجتها”.

ويضيف: “مجلس التعاون الخليجي موجود اليوم وكانت دول الخليج ستشكل نواة هذا الحلف. إلى ذلك، كلّ دولة عربية تراجع استراتيجياتها وسياساتها الخارجية، وسنرى خصوماً وأعداء يتحالفون، وحتى نسبة العداوات بدأت تتراجع”.

بناءً على ما تقدّم، يرى جابر أن “إحياء “الناتو العربي” غير وارد عملياً، لأن التوقيت غير مناسب، خصوصاً وان طرح فكرته كانت في ظروف متوترة أما راهنا، فغير وارد تحديد العدو المحتمل. ستبقى الفكرة مطروحة من دون شكّ مع دراسة تشكيله والاعضاء المحتملين… لكن، لدى الشروع بإنشاء حلف كهذا يفترض أن يحدد العدو المحتمل اولا”.