IMLebanon

الراعي حسمها: لا تمديد لعون والقضاء مسيّس والاستقرار بتطبيق القرارات الدولية

كتب المحرر السياسي في IMLebanon:

شكلت مقابلة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي مع الـLBCI ضمن برنامج “حوار المرحلة” الذي تعدّه وتقدّمه الزميلة رولا حداد منعطفاً بالغ الأهمية في المسارات السياسية التي تتصدّى فيها بكركي لمحاولات قضم البلد على الصعد الأمنية والدستورية والسياسية والقضائية والمالية.

وإذا كانت مواقف البطريرك واضحة وخصوصاً في مواقفه من مصر، كما عظاته المتتالية وآخرها عظتا عيد البشارة والأحد الماضي حيال ممارسات القضاء اللبناني والتقاعس عن محاسبة القضاة الفاسدين والمخالفين واستخدام القضاء للاستهداف السياسي، إلا أن كلامه ضمن “حوار المرحلة” أعاد تذكير اللبنانيين بالمواقف السيادية النارية لبطريرك الاستقلال الثاني مار نصرالله بطرس صفير الذي قاد معركة الاستقلال الثاني.

فالبطريرك الراعي رفع السقف عالياً في مواجهة “حزب الله” بإصراره أولا على أن تطبيق القرارات الدولية يشكل مدخلاً للاستقرار في لبنان، وتقصّد سيد بكركي تعداد القرارات 1559 و1680 و1701. كما أكد الراعي أن كل ادعاءات البعض حول طلب الفاتيكان الحوار مع “حزب الله” هي ادعاءات مغلوطة، وهو فجّر قنبلة من العيار الثقيل بتأكيده أنه سبق والتقى بالسيد حسن نصرالله رغم نفي الطرفين سابقاً لحدوث مثل هذا اللقاء، وشدد على أنه جاهز للحوار مع “حزب الله” إذا كان هذا الحوار يتناول سلاحه وممارساته، ما يعني أن البطريرك الماروني حدّد هدف أي حوار وهو معالجة مسألة سلاح الحزب!

وعلى المستوى الرئاسي حسم رأس الكنيسة الماروني الموقف من كل الكلام حول بقاء رئيس الجمهورية في موقعه بعد انتهاء ولايته فأكد أن هذا الأمر مخالف للدستور ولا يجوز، ورفض التذرّع بالفراغ كذريعة لبقاء عون في بعبدا، وأعاد التأكيد على ضرورة انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل شهرين من انتهاء الولاية كما تنص المادة 73 من الدستور، وأعطى مواصفات محددة للرئيس المطلوب وهي مواصفات تسقط بالكامل مقولة “الرئيس القوي”.

وعلى الصعيد القضائي جدد سيد بكركي رفضه للممارسات القضائية سواء سياسياً بحق “القوات اللبنانية” والدكتور سمير جعجع أو مالياً بحق حاكم مصرف لبنان والمصارف، مؤكداً أن هذه الممارسات الكيدية وتلبية لأهداف سياسية مستنكرة ولم تعد تنطلي على اللبنانيين.

مصادر نيابية رفيعة نوّهت بكلام الكاردينال الراعي واعتبرت أنه يشكل خارطة طريق للخروج من الانهيار والمأزق، وأملت أن يلقى نداءه التجاوب المطلوب لدى المعنيين ليتوقفوا عن المكابرة بما يجنّب لبنان ويلات أخطر.