IMLebanon

سيناريو العراق ينسحب على لبنان… نحو الفراغ؟

جاء في “المركزية”:

بعد أكثر من ثمانية أشهر، ما زال العراق يعاني من فراغ دستوري في رئاستي الجمهورية والحكومة في ظل عدم توافق القوى السياسية، خاصة مع رفض المجموعات الموالية لايران الاعتراف بهزيمتها في الانتخابات النيابية المبكرة التي أجريت في تشرين الأول 2021. وكان من المفترض بعد انتخاب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي في 9 كانون الثاني 2022، ان يعقد المجلس اولى جلساته، خلال 30 يوما لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الذي عليه بدوره أن يكلف رئيسا للحكومة خلال 15 يوما من تاريخ انتخابه.

وفي لبنان، بعد انتخاب رئيس المجلس ونائبه وأعضاء هيئة المكتب الذين دعمهم حزب الله، يبدي مسؤولون سياسيون تخوفهم من ان تنسحب الصيغة العراقية على الساحة اللبنانية. ففي العراق خسرت ايران الغالبية في الانتخابات النيابية ورغم ذلك لم تتمكن الأكثرية الجديدة من انتخاب رئيس الجمهورية وتشكيل حكومة، تماما كما يحصل في لبنان.  ويُخشى ان ينسحب الفراغ على الاستحقاق الرئاسي في تشرين الاول المقبل فيقع لبنان في الفراغ الشامل، من دون رئيسي جمهورية أو حكومة، ويبقى رئيس المجلس نبيه بريوحده  (الثنائي الشيعي)، الرئيس الشرعي. ويتأكد بذلك ما سبق واشار اليه مسؤول في حزب الله من “ان الأمر في لبنان هو للحزب بمعزل عن الغالبية او الاقلية، وتُرجِم فعلياً في انتخابات هيئة مكتب المجلس. فهل سيشهد لبنان فراغاً دستورياً؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ”المركزية” ان “الفراغ مستبعد في لبنان، لأن الضغوط الخارجية العربية والدولية كبيرة. واعتقد ان الهجمة الفرنسية الاميركية السعودية كبيرة لدرجة أنها ستجبر القوى السياسية اللبنانية على الالتزام بالاستحقاقات وخاصة الاستشارات النيابية الملزمة وتأليف الحكومة. وبالتالي لن تسمح هذه الدول بالمماطلة وستكون حاسمة في مواقفها. صحيح ان الخارج حاول سابقا القيام بعملية انقاذية ولم ينجح، حتى ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون جاء بنفسه الى لبنان، إلا ان الخارج هذه المرة لن يترك لبنان وحيدا خاصة وانه يواجه استحقاقات مفصلية مهمة كترسيم الحدود”.

ويشير طبارة الى “ان الفرق بين بيروت وبغداد هو الاهتمام الخارجي المفصلي والآني والسريع خاصة وان ملف ترسيم الحدود لا ينتظر. والدليل حصول الانتخابات وتحركات السفراء الخليجيين… كل ذلك يدل على ان القوى الخارجية هذه المرة جدية بشكل كبير وعلى الأغلب لن تستطيع القوى الداخلية مواجهتها، وستضطر لإجراء الاستحقاقات في موعدها. هذا ما يبدو حتى الساعة”.

أما الحديث عن الأغلبية والأقلية في البرلمان الجديد، فيرى طبارة أنه “كلام سطحي لأن من يعتبرونهم أقلية، يسيرون على وقع قائد اوركسترا قوي، والمقصود هنا “حزب الله”، قادر ان يديرهم بشكل كامل بينما قوى التغيير التي تعتبر نفسها أكثرية متشتتة. لذلك ولو انها أغلبية تُخترق ولا تظهر كأغلبية فعلية عندما يصل الأمر الى التصويت، كما في انتخابات مكتب المجلس. وهنا أذكّر بما قاله البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في عظته الأخيرة بأن “التغيير ليس شعارات والسيادة ليست أغاني”. لذلك، المطلوب من التغييريين ان يتحدوا ويتماسكوا من أجل الوصول الى أهدافهم وان يوحدوا صفوفهم كي يتمكنوا من المواجهة ويشكلوا “بلوك” تصويت مع بضعهم البعض لا يُخترق تماما كالقوى التقليدية. لكن هذا الامر صعب، لأنهم يفتقدون الى الخبرة والحنكة السياسية وليس لديهم خلفية تشريعية وما زالوا يتحدثون بالشعارات وكل يغني على ليلاه”.

ويختم طبارة: “على التغييريين ان يتعلموا العمل السياسي في الإطار الحقيقي الموجود على الارض، بسرعة لأننا لا نملك ترف الوقت. وإلا، حتى لو كانوا أغلبية ستغلبهم القوى التقليدية، لأنها حتى لو كانت أقلية، فهي منظمة أكثر وذات خبرة كبيرة في السياسة اللبنانية وتعمل على وقع ضابط ايقاع جيد جدا. إذ ان فاعلية الاقلية او الاكثرية هي في التضامن. صحيح انهم أكثرية لكنهم في التصويت يصبحون أقلية”.