IMLebanon

توافق بين المستقلين حول تسمية رئيس الحكومة؟

جاء في “المركزية”:

أما وقد بات المشهد البرلماني بعد الانتخابات النيابية الأخيرة واضحا وضوح الشمس،  وفي انتظار أن يفك رئيس الجمهورية ميشال عون العقدة عن عنق الدعوة للإستشارات النيابية الملزمة، يبدو أن ملف تشكيل حكومة ذاهب نحو مزيد من التعقيدات في ظل فرض الشروط وابرزها ان تكون حكومة سياسية بامتياز.  وعلى رغم المشاورات القائمة داخل الكتل النيابية وخارجها والتي تجري داخل الصالونات السياسية والغرف المقفلة إلا أن المقاربة حول شكل الحكومة لا تبشر بانفراج على مستوى هذا الملف.

فالتيار الوطني الحر الذي يفاوض سرا على تشكيلة الحكومة يريدها سياسية بامتياز ويضع رئيس التيار النائب جبران باسيل شروطه التعجيزية لجهة استعادة وزارة الخارجية ولا يستثني  من “طموحاته”  وزارة الطاقة بتعيين وزير يخضع “لمشيئته “. أما حزب الله وأمل فيفاوضان على حكومة وطنية وإن جاءت سياسية إرضاء لحليف الحزب فلا مانع. وكان الأمين العام لـحزب الله حسن نصر الله قد دعا في وقت سابق إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية وإلى الشراكة والتعاون، لافتاً إلى تصميم حزبه على الحضور في الحكومة بقوة أكبر.

وفيما خص حزب القوات اللبنانية، لا تزال الخيارات تراوح بين حكومة تكنوقراط ومستقلين إلا أن القرار النهائي لتسمية رئيس الحكومة متروك  لاجتماع تكتل “الجمهورية القوية” كما أعلن رئيس الحزب  سمير جعجع اليوم إثر لقائه في معراب، النائبين وائل ابو فاعور واكرم شهيب موفدين من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حيث تم التوافق على مقاربة واحدة مع “الاشتراكي” لتأليف الحكومة.

إذا الواضح أن ثمة مقاربات بدأت تشق طريقها لإنتاج مشهدية لشكل الحكومة العتيدة هذا إن أبصرت النور وعليه تشدد اوساط المعارضة على ضرورة توحي نواب المعارضة ضمن تكتل ووضع كل الحسابات الشخصية والخلافات على حدى لمواجهة مخططات السلطة. وإذا صح أن التشكيلة الحكومة وتوزيع الحقائب تطبخ على نار هادئة في القصر الجمهوري قبل الإستشارات النيابية الملزمة وبتخطيط مباشر من صهر العهد فهذا يعني أن أي كلام عن حكومة جديدة بات يصب في خانة المجهول. وليس مبالغا القول “باي باي حكومة”.

وعلى رغم المشهدية الجديدة التي فرضتها نتائج انتخابات برلمان 2022 لجهة دخول عدد من النواب المستقلين، إلا أن حتى الساعة لم تتظهر بوادر ولادة تكتل يجمع في ما بينهم أو على الأقل لقاءات للبحث في شكل الحكومة.

النائب المستقل ميشال ضاهر أكد عبر”المركزية” ، “حتى اللحظة لم يحصل توافق بين النواب المستقلين على تسمية رئيس للحكومة “لكن النية موجودة لعقد لقاءات والتوافق على مقاربة الملف الحكومي”. وعن شكل الحكومة التي يريدها النواب المستقلون قال:” نريدها حكومة مستقلين لإنقاذ البلد لأن حكومات الوحدة الوطنية أثبتت فشلها وأوصلت البلاد والعباد إلى هذا الواقع المأساوي معيشيا وإقتصاديا وماليا وإجتماعيا ولا تراجع عن هذا المطلب “.

لكن ماذا لو لم يتم التوصل إلى الإتفاق على حكومة مستقلين خصوصا أن رئيس الجمهورية المخول دستوريا التوقيع عليها يصر على حكومة سياسية نزولا عند رغبة باسيل؟ ويجيب الضاهر:” آنذاك منشطب ع البلد”!. 

ولا يتوقع الضاهر ولادة حكومة جديدة” وهذا سيؤدي بنا إلى الهلاك وإلى مزيد من الإنهيار في ظل حال من اليأس والإحباط لدى الشعب الذي بات عاجزا عن تأمين لقمة عيشه فكيف الحال إذا استمر الوضع على حاله في ظل حكومة تصريف أعمال وفي ظل الكلام المسبق عن فراغ رئاسي ؟ باختصار الوضع “كتير صعب “. ويضيف “المشهد سوداوي فالبلد لم يعد يحتمل انهيارا في المؤسسات  والشعب لا حول له ولا قوة .وإذا كان ثمة خلاص فهو يحتاج إلى إخلاص والمؤسف أن لا إخلاص.  من هنا قد لا نكون إلا أمام خيارين فإما الذهاب نحو مزيد من التأزم السياسي والإقتصادي والمعيشي والمالي،  أو الركون إلى العقل والضمير الوطني وحس المسؤولية والتوافق على حكومة مستقلين. والظاهر أننا متجهون نحو الخيار الأول وبصورة انحدارية” يختم الضاهر.