IMLebanon

الرئاسة على النار… لقاءات فرنسية واميركية مع “مؤهلين” سراً

فيما الجميع منهمك في ملف ترسيم الحدود البحرية مع اسرائيل في ضوء المحادثات التي يجريها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين في بيروت مع المسؤولين، ثمة من اجتاز الواقع هذا الى ما هو أبعد، لاعتباره ان القضية الترسيمية شبه منتهية لاكثر من اعتبار يرتكز اليه، ليس اقله التسليم اللبناني الرسمي بلا جدوى التفاوض وفق الخط 29 الذي طرحه وفد الناقورة وعدم توقيع المرسوم 6433 لارساله وثيقة رسمية الى الامم المتحدة.

الابعد، بحسب ما تفيد مصادر دبلوماسية غربية “المركزية” يتمثل بالاستحقاق اللبناني الاهم، بعد الانتخابات النيابية التي لم تأت على قدر الآمال لجهة تغيير الواقع المأساوي، اي الانتخابات الرئاسية المنوط بها تحديد طبيعة المرحلة المقبلة وهوية لبنان الجديد، بعدما شكل عهد الرئيس ميشال عون بتحالفه مع حزب الله انتكاسة للبنان واللبنانيين هي الاسوأ في تاريخه، ما يحتم السعي الى تلافي تجربة مماثلة والبحث عن رئيس معتدل، وسطي، حكيم، يجنّب البلاد المزيد من الانهيار ويرفعها بالقدر المتيّسر لوضعها على سكة بدء التعافي، حتى حينما ينضج الحل الاقليمي ومعه بطبيعة الحال اشكالية سلاح حزب الله، يستعيد لبنان عافيته الكاملة ويعود الى طبيعته وموقعه الذي مهما حاولوا حرفه عنه، لا بد الا ان يعود اليه.

تقول المصادر ان باريس، وبعدما نجحت في حمل المسؤولين اللبنانيين على انجاز الانتخابات النيابية، رغم مقاومة شديدة لمحاولة منع تجرّعهم مرارة الكأس، تسعى الى انجاز ثان يثبّت وضعيتها في لبنان وتطبيق مبادرتها الانقاذية، وان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الطامح الى استعادة فرنسا في عهده مجد زعامة اوروبا لا سيما بعد ازمة اوكرانيا،ولعب دور فاعل في الشرق الاوسط نقطة ارتكازه لبنان، بدأ فعليا بمتابعة ملف استحقاق لبنان الرئاسي عن كثب، وفتح قنوات اتصال مع عدد من الدول المعنية للتشاور في طبيعة وهوية الرئيس اللبناني العتيد لمواكبة مرحلة الانقاذ، حتى انه كلّف مسؤولين في ادارته عقد لقاءات مع شخصيات لبنانية من خارج الفلك السياسي وممن يملكون خبرة في عالم المال والاقتصاد في منظمات دولية وعالمية، بعضهم زار فرنسا واجتمع مع هؤلاء والآخر يستعد، حتى اذا ما اكتمل مسار اللقاءات تبدأ عملية غربلة الاسماء لاختيار الانسب من بينها وتسويقه لبنانيا تمهيدا لانتخابه.

وليست باريس وحدها على هذا الخط، بحسب المصادر، اذ ان واشنطن وعلى رغم انهماكها بعشرات الملفات الدولية، لا سيما النووية والاوكرانية، تفرز حيزا بسيطا من اهتماماتها لملف لبنان، وتكشف ان اوساطا دبلوماسية اميركية وفرنسية تتواصل بدورها مع عدد من الشخصيات اللبنانية الاغترابية للبحث معها في الموضوع الرئاسي. وتنقل عن  مستشاراحد الرؤساء الغربيين قوله ” ستسمعون قريبا باخبار مفرحة في ما يتعلق بموضوع انتخابات رئاسة الجمهورية في لبنان”.

وتوازيا، تلتقي السفيرتان الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو سراً، وفق المصادر،  بعدد من الشخصيات اللبنانية، جلّهم من خبراء في القطاعين الاقتصادي والمالي ويعملون في الخارج، وتطلب منهم بدء التحضير للمرحلة المقبلة واعداد دراسة حول كيفية حل الازمة المالية الخانقة، وسبل اخراج لبنان منها. وتنصح السفيرتان الشخصيات المشار اليها بالبقاء بعيدا من الاضواء في هذه المرحلة.