IMLebanon

لقاء قريب بين جنبلاط و”الحزب”!

كتبت بولا أسطيح في “الشرق الأوسط”:

يلتقي رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، ومسؤول لجنة الارتباط والتنسيق في «حزب الله» وفيق صفا، قريباً، كما أعلنت مفوضية الإعلام في «التقدمي»، لافتة إلى أن «تواصلاً حصل مع صفا واقترح جنبلاط عقد لقاء يحدد موعده لاحقاً». وكشفت معلومات لـ«الشرق الأوسط» أن الوزير السابق غازي العريضي، هو الذي تواصل مع الحزب مقترحاً عقد لقاء بين الطرفين، يرجح أن يتم قريباً.

ومنذ سنوات تمر العلاقة بين جنبلاط و«حزب الله» بكثير من التأرجح، فبعد مرحلة من المواجهة الشرسة إثر اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عام 2005، وبعدها أحداث السابع من أيار عام 2007، تمكن الطرفان في مرحلة من المراحل من اعتماد سياسة «ربط النزاع»، التي استمرت لسنوات، قبل أن يعود التوتر بين الطرفين عشية الانتخابات النيابية الأخيرة التي حصلت في أيار 2022، بعدما وصف جنبلاط المعركة الانتخابية بأنها «تحضير لاغتيال سياسي للزعامة الجنبلاطية الوطنية في الجبل وكل لبنان» من قبل ما سماه بـ«حلف الممانعة».

وفي إطلالة تلفزيونية قبل أيام، بدا جنبلاط مهادناً لـ«حزب الله»، وطالب بتحييد لبنان عما يحصل في الخارج بين المحاور والالتفات لمعالجة المشكلات الداخلية. واستفزت مواقف الزعيم الدرزي، بالتحديد تلك المرتبطة بالاستحقاق الرئاسي وبتوقيف المطران موسى الحاج على الحدود خلال عودته من إسرائيل ومصادرة أموال كان يحملها، «القوات اللبنانية»، ما استدعى رداً عالي النبرة من النائبة ستريدا جعجع، التي تمنت عليه التقيد بالشراكة المسيحية – الدرزية و«مصالحة الجبل».

وكان جنبلاط قال في حديث تلفزيوني، «نريد برنامجاً واضحاً في كافة الملفات وعدم الاكتفاء بجولات على السفارات الأجنبية، وإذا لم يتوفر برنامج واضح لأحد المرشحين لرئاسة الجمهورية (فلن ننتخب أحداً)»، مشيراً إلى أنه «إذا قدم سليمان فرنجية برنامجاً متكاملاً فقد نقبل به».

وفي الوقت الذي رجحت فيه مصادر قريبة من «حزب الله» أن يبحث جنبلاط مع المسؤولين في الحزب الملف الرئاسي، مع اقتراب المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للبلاد نهاية شهر آب المقبل، أوضح النائب عن الحزب «التقدمي الاشتراكي» وعضو كتلة «اللقاء الديمقراطي» النائب بلال عبد الله، أن «سياسة رئيس الحزب وليد جنبلاط ومنذ مدة تقول بتنظيم الخلاف مع (حزب الله)، لذلك فإن التواصل مع الحزب أمر طبيعي، وليس المطلوب إعطاء اللقاء المرتقب أكثر من حجمه، وفي الوقت عينه التقليل من أهميته».

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» عما إذا كان سيتم التداول بالاستحقاق الرئاسي مع المسؤولين في الحزب، قال عبد الله، «هاجس رئيس الحزب الأول حالياً هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهموم الناس والموازنة والإصلاحات وأزمة الكهرباء والقطاع الاستشفائي، وكيفية إعادة الروح للاقتصاد المتهالك… فبالنهاية السؤال الأساسي الذي يطرح نفسه أي رئيس سيكون لأي بلد؟».

وشدد عبد الله على أن جنبلاط سيحسم مرشحه الرئاسي في الوقت المناسب، لافتاً إلى أن «هذا الاستحقاق مرتبط بكثير من المعطيات، وما يهمنا في نهاية المطاف أن يحصل في موعده الدستوري، وأن يكون هناك انتقال طبيعي وسلس للسلطة».

من جهتها، تؤكد المصادر القريبة من «الحزب الاشتراكي»، أن القيادة الحزبية «لم تحسم بعد المرشح الذي ستدعمه لرئاسة الجمهورية، على الرغم من الأسئلة الدائمة التي تتلقاها من قبل كل الأطراف حول ما إذا كانت حسمت خيارها وفي أي اتجاه»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إلى أنها «لا تزال في مرحلة الاستماع والمراقبة، ولذلك ستسمع ما يحمله وليد جنبلاط في هذا الخصوص، علماً بأنها لن يكون لديها ما تطلع به لجهة أي قرار أو توجه لديها بالموضوع الرئاسي، باعتبار أنها لم تحسم الأمر بعد مع حلفائها، وحتى لم تحسم قرارها الداخلي».

وأضافت: «بنهاية المطاف سينتظر الحزب إعلان الترشيحات، وسيتم تبني أحدها ولن يخرج ليقول هذا مرشحنا أو ذلك، لأن ذلك يقلص حظوظ المرشح ولا يعززها. أضف أنه يربط أي قرار يتخذه في هذا الملف بما إذا كان هناك إمكانية لتأمين نصاب الجلسة النيابية لانتخاب رئيس، وما إذا كان أي مرشح قادراً على تأمين الأصوات اللازمة للفوز».