IMLebanon

“العبور الى الاستقلال الثالث”… جبهة وطنية تواجه الاحتلال الإيراني

جاء في “المركزية”:

“العبور الى الاستقلال الثالث” عنوان مؤتمر يُعقد في الثالثة والنصف من بعد ظهر الثلثاء المقبل 25 الجاري في اوتيل لوغبريال الاشرفية، ويتمحور حول “الاحتلال الايراني” في أبعاده القانونية والاقتصادية والسياسية، وكيفية مواجهته استنادا الى الدستور والطائف وقرارات الشرعيتين العربية والدولية. كما يتناول ترسيم الحدود مع اسرائيل والواقع السياسي اللبناني، ويتطرق الى جدوى الانتخابات في ظل السلاح غير الشرعي. فكيف يمكن للبنان العبور الى الاستقلال الثالث، وما الالية؟

عضو “المجلس الوطني لرفع الاحتلال الايراني عن لبنان” النائب السابق أحمد فتفت يؤكد لـ”المركزية” ان “لبنان يقع عمليا تحت احتلال فعلي ويتأكد ذلك اليوم بالممارسة السياسية وعلى كل الصعد. لذلك، المطلوب من كل مَن يتطلعوا مثلنا الى الاستقلال، ان ينضووا معنا تحت جبهة واحدة لمواجهة هذا التعنت والاسلوب الذي يستعمله حزب الله والذي لمسناه من خلال الممارسة”، مشيرا الى ان لبنان عانى على مر التاريخ من عدة احتلالات وواجهها بوحدته، بدءا من الوجود الفرنسي مرورا بالفلسطيني والسوري والاحتلال الاسرائيلي وصولا الى الايراني اليوم والمعبَّر عنه عسكريا بوجود حزب الله”.

ويؤكد فتفت ان “هدف المؤتمر شرح وجهة نظرنا ودعوة كل المؤمنين بسيادة هذا الوطن للالتفاف حول هذا العنوان. بالطبع لا نفتش عن مجابهة أمنية او عسكرية بل سياسية. واذا كان البعض يعتبر ان هذه الطريقة لا تنجح، فيمكنني ان أؤكد العكس. فقد نجحت عام 2005 عندما استطعنا تأمين وحدة وطنية حقيقية وأخرجنا الاحتلال السوري”، لافتا الى ان “هدفنا ليس إخراج حزب الله من البلد، فنحن لا نتحدث عن حزب الله كحزب بل عن السلاح غير الشرعي الذي هو التعبير عن الاحتلال الايراني. وعندما نتحدث عن السلاح غير الشرعي، فإن حزب الله مقصود بنسبة 90 في المئة ولكن هناك سلاح غير شرعي آخر أيضاً ونرى مظاهره على أكثر من مستوى”.

وعن كيفية العبور الى الاستقلال الثالث، يجيب: “هذا الامر يحتاج الى شعور قسم كبير من اللبنانيين ان كل الحلول المطروحة أمامهم تؤدي الى مكان واحد، ألا وهو استمرار الاحتلال وتعنته ومزيد من السيطرة، والعبور لا يكون إلا من خلال خلق جبهة وطنية عريضة، ليس بالضرورة 14 آذار، ولكن الفكرة نفسها، خاصة وأنها نجحت عامي 1952 و2005 وحتى هي التي نجحت بعد اغتيال الرئيس بشير الجميل، مع انتخاب الرئيس أمين الجميل. صحيح أنها أدت لاحقا الى صدامات وفشل لكنها في لحظة معينة تمكنت من إعادة الوطن الى حالة من الاستقرار. المطلوب رفع الاحتلال كي يتمكن البلد من استعادة عافيته السياسية وقدرته”، مشيرا الى ان “كل دعوة للحوار والنقاش اليوم في ظل السلاح تشبه من يناقش حول طاولة بوجود شخص يضع مسدسا أمامه والآخرون ينظرون إليه والى ما سيقوله كي يجاروه”.

هل ذلك ممكن من دون مساعدة دولية، يقول فتفت: “هناك مثل يقول “قوم يا عبدي تا قوم معك” لذلك، إذا لم نُثبت قدرتنا وطاقتنا السياسية ولم نؤسس لحركة حقيقية داخلية فلن تنفع اي مساعدة دولية. وأتذكر في ثورة 14 آذار، لم تكن كل الدول تقف الى جانبنا، حتى ان الاميركيين كانوا، لغاية 27 شباط 2005 يحاولون ثنينا عن القيام بأي حركة جدية. وبعد سقوط حكومة عمر كرامي في 28 شباط بدّل الاميركيون رأيهم. في 10 آذار كنا مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط لدى وزير الخارجية الفرنسي وسألنا عما نقوم به. وبعدها بأيام حصلت ثورة 14 آذار. الخارج يدعمنا إذا رأى أننا أقوياء ومتحدون ولن يدعمنا في حال كنا مشرذمين”.

ويضيف فتفت: “في ظل الوجود السوري، مررنا بمرحلة مشابهة، عشتها شخصيا، حيث اعتبر البعض ان ما نقوم به مضيعة للوقت ولن يؤدي الى اي نتيجة، لكن التراكم هو ما أقنع الناس بالاضافة الى الاخطاء التي ارتكبها السوري. لكن حزب الله أذكى ويحاول تفادي تلك الاخطاء”. ويستطرد قائلا: “اليوم نجد ان “حزب الله” بدأ يتحدث عن التوافق في حين أنه منذ ست سنوات كان يفرض رئيسا للجمهورية. كان يقول ان لا اجتماع لمجلس النواب إلا في حال وافق على العماد ميشال عون. المشهد تبدل وبدأ “الحزب” يتحدث عن التوافق وهذا يعني ان هناك امورا تتغير لأن الرأي العام اللبناني أصبح مؤثرا وعلينا ان نكمل في هذا الطريق”.

ويختم: “المؤتمر واسع الافق يشرح النواحي القانونية والاقتصادية والسياسية والتطلعات نحو المستقبل وكيف سنواجه هذه المرحلة. كل النواحي سيتم عرضها والاهم سيكون هناك كلام عن الركائز التي يستند عليها لبنان للاستمرار وتحديدا موضوع الطائف وعلاقات لبنان العربية والدولية التي هي ضمانة وجود البلد”.