IMLebanon

كوخافي يا كبير! (بقلم ميشال طوق)

في بعض الأحيان ورغم التطور الكبير الذي تعيشه دولة العدو الغاشم إسرائيل، يأتيك بعض مسؤوليها بتصريحات تجعلهم يسقطون من عينك “كم درجة”، لدرجة أنك تتساءل في أي عصر يعيش هؤلاء؟!
لقد هددنا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي بإعادة لبنان 50 عاماً للوراء… بضربه كل البنية التحتية اللبنانية!
طيب يا كبير إنت وين عايش؟!

ألا تعلم أن هناك من قام بالهمة عنك من دون ضربة كف؟!

ألا تعلم أنه لم يبقَ لدينا أي بنية تحتية لتضربها، وإذا ولا بدّ، الله يخليك في كم سدّ فاضيين ما إلهن لزوم، وفي كم معمل كهرباء متوقفين عن العمل وأصبحوا أنتيكا ويلزمهم تدمير لبناء معامل حديثة مكانهم، ونكون من الشاكرين لك إن أزلتهم من الوجود.

أما ما تبقى، فلا تتعذب وتصرف أموالك على الصواريخ والقذائف، فلا شيء حرزان بقي لتدميره.

فالمرفأ، كَفّيتو ووَفّيتو ولم يبقَ منه شيء. طبعاً بهمة حرس حدودك على القاطع الشمالي.

المطار قصفه يسبب لكم أزمة دولية وبالتالي لن تقصفوه لأن الطائرات المدنية تقلع وتهبط على مدار الساعة وممتلىء بالمدنيين لبنانيين وأجانب.

بالملخص، لن يرد أي صاروخ تضربه، الثمن الذي دفعته لتشتريه.

ناهيك عن أن وزير خارجيتنا الفارس المقدام، طمأننا أن إيران ستساعدنا في إنتخاب رئيس وبالنازل، ونظيره الإيراني يدعمنا دعماً لا محدوداً وفي كل الظروف، فلا تتعب وتهدد كي لا تظهر بمظهر الجاهل الذي لا يعرف ماذا يدور حوله!!

الحمد لله الذي أنعم علينا بسلطة ومسؤولين ومكاومة، جعلوا منا أقوى شعوب في العالم. ليس فقط أننا لم نعد نخشى غلاءً وتعتيراً ومرضاً وأوبئة وفيروسات…، وحتى مجاعة، بل لم نعد نخشى أي تهديدات بالتدمير حتى لو أتت من أقوى دول وجيوش العالم، لا بل نتحداها بأننا سنصل الى ما بعد بعد بناها التحتية، إن تجرأت!!

وطبعاً لن نخشى من يهددنا بأنه سيرجعنا 50 سنة الى الوراء، الخمسون سنة بالجيبة، وإن كان لا بدّ من تهديد، فليهددنا بالمئة سنة وما فوق.

نعم، هذه حالنا التعيسة المحزنة المبكية التي وصلنا إليها بفضل أولاد الحرام الذين وضعونا في قلب جهنم وهم كنيرون يتفرجون على مآسينا من شرفات قصورهم الشاهقة، التي سندمرها على رؤوسهم… مهما طال الإنتظار ومهما كبر جور الزمن علينا.