IMLebanon

الدعوات للحوار صادقة او مزيفة: مصيرها يحدده لودريان؟

كتبت لارا يزبك في المركزية:

صحيح ان الدعوة الى الحوار من الثوابت في قاموس الثنائي الشيعي “الرئاسي”، وصحيح انه يصر على التوافق والتلاقي ويريد من الجميع ان يجلسوا مع بعضهم البعض للبحث في الملف الرئاسي، وذلك مع تمسّكه بمرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، إلا ان دعواته المتجددة الى هذا الحوار، اتخذت أبعادا جديدة في اعقاب جلسة 14 حزيران الانتخابية. فبحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، ثمة قراءتان للمواقف التي صدرت عن رئيس مجلس النواب نبيه بري وحزب الله وحلفائهما.

الاول، أصدر بيانا قال فيه ان (…) “انتخاب رئيس للجمهورية لن يتحقق الا بالتوافق وبسلوك طريق الحوار … ثم الحوار …ثم الحوار . نعم حوارٌ بدون شروط لا يلغي حق أحدٍ بالترشح. حوار تتقاطع فيه إرادات الجميع حول رؤيا مشتركة لكيفية إنجاز هذا الاستحقاق دون إقصاء أو عزل أو تحد أو تخوين. حوار تحت سقف الدستور يحافظ على الميثاقية والشراكة”. وختم “آن الاوان لكي يمتلك الجميع الجرأة والشجاعة من أجل لبنان بسلوك هذا الطريق فهل نحن فاعلون”؟ بدوره، شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسين الحاج حسن على ضرورة “الحوار والتلاقي والتفاهم”. وقال اثر جلسة الاربعاء ” لبنان يحتاج إلى انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن في ظل الأزمة الاقتصادية والمعيشية وإلى حوار وطني حقيقي بعيدًا من المزايدات والتهويل الذي جرى”، مؤكدا “الانفتاح على كل الكتل السياسية لحوار وطني حقيقي”.

انطلاقا من هنا، تقول المصادر ان الثنائي الشيعي وبري تحديدا – قد يكون انطلق من السكور الذي حققه مرشحه فرنجية في الجلسة، والذي بدا فيه بعيدا عن حصد الاصوات الـ65، وقد سبقه مرشح المعارضة الوزير السابق جهاد أزعور – ليُطلق مسار النزول فعلا عن شجرة دعم فرنجية بعد ان أيقن، بالارقام، ان ثمة استحالة لوصول فرنجية الى بعبدا. واذا كانت هذه هي الحال، فإن المعارضة ستلاقيه في منتصف الطريق، كما اعلن أركانها مرارا في الاشهر الماضية، وفي اعقاب الجلسة 12 ايضا، وسينطلق البحث الجدي في رئيسٍ على قاعدة “لا غالب ولا مغلوب”.

ويعزز هذا الاحتمال، الضغط القوي المُمارس من المجتمع الدولي، على الداخل اللبناني، لانتخاب رئيس للجمهورية وتلويحه، وعلى رأسه واشنطن، بعقوبات على معطّلي الاستحقاق، وقد بلغ هذا الضغط بالولايات المتحدة، حد اتصال المسؤولة الرفيعة في الخارجية فيكتوريا نولاند ببري، مستعجلة الاستحقاق.

اما القراءة الثانية، فتعتبر ان ما يقوم به بري وحزب الله لناحية تكرارهما “معزوفة” الحوار، ليس الا مناورة ولعبة مفخخة معروفة النتائج سلفا، حيث يريدان من القوى السياسية ان تجلس على الطاولة لتعتنق مرشحّهما وتدعمه. ونبرةُ إعلام الممانعين والمسؤولين البارزين في هذا المحور، مِن معاون رئيس المجلس النائب علي حسن خليل الى وزير الحزب محمد مرتضى، خير دليل على ان الطرفين ليسا في وارد التخلي عن فرنجية بل ازدادا تمسكا به.. وبالتالي، ستبقى الدعوات الى الحوار بلا آذان صاغية لدى الفريق الآخر.

فأي من السيناريوهين، هو الصائب؟ هل الدعوات صادقة ام مزيفة؟ الجواب في قابل الايام وربما تُحدده محادثاتُ المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، تختم المصادر.