IMLebanon

إضرابات تشلّ السويداء: “يلا إرحل يا بشار”

لبّى أهالي محافظة السويداء الدعوة للإضراب العام اليوم الأحد، وأغلقوا المؤسسات الحكوميات والمحال التجارية، كما أضربت وسائل النقل العامة والخاصة ما أدى إلى شلل تام في المحافظة، فيما خرجت تظاهرات احتجاجية أكبرها في ساحة السير (الكرامة) وسط مدينة السويداء، وذلك احتجاجاً على تردي الوضع المعيشي والاقتصادي في سوريا.

وقالت شبكة “السويداء24” إن معظم الدوائر الحكومية أُغلقت في مدينة السويداء، كما أقفل التجار محلاتهم التجارية معلنين مشاركتهم في الإضراب العام، مضيفةً أن أسواق المدينة شبه خالية من المارة وذلك احتجاجاً على قرارات السلطة الجائرة وتدهور الأوضاع المعيشية.

وذكرت أن محتجين أغلقوا الطرق المؤدية إلى المدينة، وكذلك قام آخرون في باقي أرجاء المحافظة بقطع الطرق المؤدية إليها باستثناء السماح بمرور الحالات الاسعافية، كما أغلقوا المحلات التجارية والدوائر الحكومية معلنين المشاركة في الإضراب.

وأعلنت مديرية التربية في محافظة السويداء تأجيل الامتحانات المقررة في فرع جامعة دمشق في المحافظة الأحد، إلى موعد يحدد لاحقاً بسبب الاضراب.

وعمّت التظاهرات الاحتجاجية قرى ومدن المحافظة، كان أكبرها في ساحة السير وسط المدينة، حيث تجمع العشرات في الساحة مرددين هتافات مطالبة بالحرية ورحيل الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه.

وأظهر مقطع مصور أن المتظاهرين يرددون هتافات أعادت الثورة السورية إلى سيرتها الأولى في 2011، حيث صدح المتظاهرون بـ”يلا إرحل يا بشار”، “سوريا بدها حرية”، “الموت ولا المذلة”، “الله سوريا.. الشعب وبس”، “برا برا بشار يطلع برا”.

ورفع المحتجون صوتهم عالياً متضامنين مع المحافظات السورية مرددين: “يا إدلب نحنا معاكي للموت”، كما حملوا لافتات تطالب بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2254.

وفي باقي مدن وبلدات المحافظة، خرج العشرات للمشاركة بالإضراب العام، ونفّذوا وقفات احتجاجية، وردّدوا هتافات “عاشت سوريا ويسقط بشار الأسد”، “سوريا لينا وما هي لبيت الأسد”.

وجاء زخم الإضراب المرتفع مدفوعاً بتردي الأوضاع المعيشية وخصوصاً بعد قرار حكومة النظام السوري رفع أسعار المشتقات النفطية ما أدى إلى ارتفاع في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية.

كما اكتسب الحراك قوة أكبر بعد إعلان الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ حكمت الهجري دعمه للحراك في السويداء ومطالب الأهالي.

ودعا الشيخ الهجري في بيان ليل السبت، للتحرك من أجل “تحقيق التغيير وتحقيق العدالة”، قائلاً: “حقكم ان تطالبوا بالعيش الكريم ولن نرضى بالحد الادنى، ولنطرد من بيننا كل من يحاولون بثه بيننا للمزاودة على طلباتنا”.

وأضاف الهجري أن “من حق الناس ان تصرخ وتستغيث، من حق الناس ان تتوقف عن عمل أصبح يجلب لهم الإذلال، ومن العيب ان نرى هذا التدمير ونبقى صامتين، وليكن في وجه من يستلم موقعا قياديا بعض الحياء والخجل حين العجز والتقصير”.

وذكر في بيانه أن التصرفات والإجراءات طالت لقمة العيش، وآن الأوان قد آن لقمع مسببي هذه الفتن والمحن ومصدري القرارات الجائرة المجحفة الهدّامة، ونقتلع من أرضنا كل غريب وكل مسيء، وكل حارق مارق قبل ان يسرق اموالنا من موقعه.

وقال: “أصبحنا أمام غرباء استباحوا مقدراتنا وخيراتنا بطرق مشكوك بأمرها، وخلت المواقع من الصادقين بالتعامل مع كل تلك المحن، فكان في مواقع المسؤولية اشخاص موتورون يتصرفون بالسوء والجباية والتخريب بقرارات مخالفة للأصول والدستور، تصدر في الظلام لتصدم الشعب وتنتهك مقدراته وتقضي على امال العيش الهانئ والكريم”.

وتابع الهجري: “ما هكذا يعامل شعب من قبل حكومته، ولا هكذا تكون القرارات ولا التصرفات، والحجة حرب كونية، وأي حرب كونية وأنتم تدمرون شعبكم وتحبسون مقدراته عنه، وتسقطون اقتصاده الوطني الى الحضيض بقرارات بخسة، وتعاملات لا تهمها سوى الجباية القسرية وتدمير البنى التحتية”.

إضافة إلى ذلك، أعلنت عشائر البدو في السويداء انضمامها إلى الإضراب العام، احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية.