IMLebanon

اسرائيل تطالب بإقالة غوتيريش… هل من امكانية؟

كتبت يولا هاشم في “المركزية”: 

في جلسة مجلس الامن الاخيرة التي خصصت لحرب غزة، شن وزير خارجية إسرائيل ايلي كوهين هجوما شرسا على الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على خلفية تصريحاته بشأن غزة، اذ قال “إن هجمات حماس لم تأت من فراغ في ظل معاناة الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي الخانق، ولا تبرر لإسرائيل القتل الجماعي.الهجوم اياه، استكمله سفير اسرائيل في الامم المتحدة جلعاد اردان مطالبا بإقالته.

ويوم امس اعتبرت الخارجية الإسرائيلية في بيان، أن حديث غوتيريش في مجلس الأمن مثير للغضب والدهشة ووصمة عار عليه وعلى الأمم المتحدة. وأضافت أن “كلمات غوتيريش تعكس موقفا متحيزا ومشوها تجاه إسرائيل وتبرر الإرهاب البشع في 7 أكتوبر”، داعية غوتيريش إلى التراجع عن كلماته والاعتذار بعد أن ألحق الأذى بملايين الإسرائيليين. ودعا وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين غوتيريش للاستقالة من منصبه، معتبرا أنه ليس أهلا لقيادة المنظمة الدولية. . فهل إقالة غوتيريش ممكنة؟

السفير السابق في واشنطن رياض طبارة يؤكد لـ”المركزية” ان “إقالة الأمين العام غير ممكنة إن لم تكن مستحيلة، لكن من الممكن أن يصار الى عدم التجديد له، وهذا ما حصل عام 1996 مع الأمين العام السابق بطرس بطرس غالي للسبب عينه، مع “مجزرة قانا” حين اعترضت اسرائيل على البيان.

ففي 18 نيسان 1996 عندما قصفت إسرائيل معسكراً للقوات الدولية سقط فيه ضباط دوليون ومدنيون من لبنان، أكد تقرير الامم على استحالة أن يكون القصف نتيجة خطأ تقنى أو إجرائي فادح كما زعمت اسرائيل، واعترضت انذاك على التقرير، وحذرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت (السفيرة الأميركية في الأمم المتحدة آنذاك) غالي من تجريم إسرائيل في تقريره، لكنه أصر على ذلك فقالت له “لا تحلم بعد اليوم بالتجديد”. وفي العام نفسه كان من المقرر أن يتم التجديد له لفترة ثانية فى منصب الأمين العام للأمم المتحدة، كما هو الحال مع جميع من تولوا المنصب، لكن أميركا وللمرة الأولى أشهرت الفيتو فى وجهه اعتراضا على موقفه من المذبحة، وهذا ما حصل. لكن ان تتم اقالة الأمين العام فهذا غير ممكن، لأن الأمر يحتاج اولا الى موافقة مجلس الامن، ومن ثم الجمعية العامة، لكن الاهم هو قرار مجلس الامن، وهو اليوم مشلول ومن المستحيل ان يصار الى التوافق على ذلك، وسيجابه بفيتو مؤكد من جهة معينة، خاصة وان روسيا والصين موقفهما معاد للغرب في هذه الايام ولن يسمحا بمثل هذا الامر، خاصة وان لا سابقة له، ولذلك من الصعب جدا حدوثه، ولا اعتقد ان احدا يفكر بالطلب من غوتيريش الاستقالة، وما صدر من اسرائيل يبقى مجرد تهديدات ليست جدية”.

ويشير طبارة الى ان “من المعيب ان يستقيل الامين العام، لا يمكنه ان يتهرب من تحمل مسؤولياته. ومن ثم، في حال طلبت دولة او خمس او ثلاثون استقالته، يبقى هناك اكثر من مئة دولة ضد الاستقالة. هذا من أصعب الامور وهو غير مسبوق. الامر مجرد اعتراض، صحيح ان اسرائيل تحظى بمساندة الغرب لكن لا اعتقد ان الدول الغربية تقبل بإقالة الامين العام وتعيين آخر، لأن من شأن هذا ان يؤدي الى خراب الامم المتحدة، وستلقى مصير “عصبة الامم”. وعندها اي امين عام يحل محله لن تكون له الهيبة، وبالتالي من المستحيل الاتفاق على هذا الامر من أجل سمعة الامم المتحدة”.