IMLebanon

إفتتاح 4 مراكز إيواء في صور

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

التصعيد العسكري على طول جبهة الجنوب بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، ارتباطاً بعملية «طوفان الأقصى» في غزة، أدّى إلى نزوح آلاف من اللبنانيين من القرى والبلدات الحدودية إلى المناطق الأكثر أمناً، وتحديداً إلى مدينة صور القريبة بعدما استهدفت إسرائيل المنازل وخاصة على الأطراف.

وقد توجه النازحون إلى ذويهم أو أقاربهم في بيروت، واستأجر الميسورون شققاً ومنها مفروشة في صيدا وبعض المناطق اللبنانية، بينما نزح العدد الأكبر إلى المناطق المجاورة وتحديداً في مدينة صور ومنطقتها، وتوزّعوا على ثلاث مدارس رسمية وجامعة حوّلها اتحاد بلديات منطقة صور مراكز إيواء موقّتة.

وفيما تقدّر «المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة» أنّ العدد الإجمالي للنازحين يفوق 27 ألف شخص نزحوا من قرى الجنوب الحدودية، يؤكد اتحاد البلديات أنّ النازحين في نطاقه الجغرافي يبلغ نحو13,801 نازح أي ما يقارب 2952 عائلة.

ويتوزعّ هؤلاء على ثلاث مدارس رسمية في صور هي المهنية، والتكميليتان الرسميتان، إضافة إلى الجامعة اللبنانية – الألمانية، بينما يتوزّع عدد آخر على القرى المجاورة، ومنها برج الشمالي، العباسية، برج رحال، عين بعال وغيرها.

ويقول نائب رئيس بلدية صور حسن حمود لـ»نداء الوطن»: «الوضع صعب للغاية بعدما بلغنا السعة القصوى في مراكز الإيواء، ونعاني من نقص في الحرامات والفرش وهي أبسط مقوّمات المنامة، ونحن مقبلون على موسم الشتاء وما يستتبع ذلك من إجراءات واحتياجات خاصة، فيما تدخّل الجمعيات الأهلية والإنسانية ما زال ضعيفاً. ورغم هذه الصورة المأسوية، فإنّ النازحين في المراكز الأربعة يتلقّون ما يحتاجون من طعام وشراب، هناك بعض الجمعيات تتبرّع بالمواد الغذائية، فيما تقدّم مطابخ «مؤسسات الصدر» ثلاث وجبات يومياً للنازحين. ولكنّ المشكلة الأساس في عدم تأمين احتياجات الذين يقيمون عند أقارب أو معارف سواء في المدينة نفسها أو القرى المجاورة».

ويشير حمود الى أنّ «التنسيق مع وحدة إدارة الكوارث في منطقة صور، وقد أعلنت الاستنفار التام منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على غزة والقرى الحدودية لمواكبة أي تطورات، يسير على قدم وساق، وأنّ الوحدة تتواصل مع عدد من الجمعيات طلباً للمساعدة، إلا أن الحاجات كبيرة والإمكانات قليلة، بينما مقدّرات الدولة للأسف صفر – معدومة، وهذا الأمر بحدّ ذاته تحدّ كبير».

في مراكز الإيواء، بدأت العائلات تتعرّف على بعضها البعض، جمعهم الخوف من إقدام إسرائيل على ارتكاب المجازر، كما وحّدهم النزوح في ظل أزمة معيشية غير مسبوقة، وقد حرمتهم من جنى خيرات أرضهم وخاصة قطاف الزيتون منها، على أمل العودة قريباً إلى بلداتهم.