IMLebanon

طهران تتنصل.. الى متى “تُصدّقها” واشنطن؟!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في خطوة تصعيدية جديدة، اقتصادية الطابَع هذه المرة، “نصرة لغزة”، كما اعلنت، تبنّت جماعة الحوثي الاحد، عملية احتجاز سفينة إسرائيلية واقتيادها الى شواطئ اليمن. وأعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع مساء الأحد، تنفيذ قواتهم البحرية ما سماها عملية عسكرية في البحر الأحمر، “كان من نتائجها الاستيلاء على سفينة إسرائيلية واقتيادها إلى الساحلِ اليمني”. وقال سريع -في بيان مصور نشره عبر حسابه على منصة إكس- إن قواتهم “تتعامل مع طاقم السفينة وفقا لتعاليم وقيم ديننا الإسلامي”، لافتا إلى أن قواتهم “تهيب بكل الدول التي يعمل رعاياها في البحر الأحمر بالابتعاد عن أي عمل أو نشاط مع السفن الإسرائيلية أو السفن المملوكة لإسرائيليين”.

في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي إن اختطاف سفينة الشحن “حدث خطير للغاية عالميا”، موضحا أن “السفينة المختطفة غادرت تركيا في طريقها للهند بطاقم مدني دولي دون إسرائيليين، كما أنها ليست إسرائيلية”. ووصفت رئاسة الوزراء الإسرائيلية اختطاف السفينة بالعمل الإرهابي الإيراني، مشيرة إلى أن “اختطاف السفينة سيخلق تداعيات دولية تتعلق بأمن ممرات الملاحة العالمية”. وأضافت أن “رصد فعل إرهابي إيراني جديد يعتبر تصعيدا كبيرا ضد مواطني العالم الحر”، على حد قولها.

هذه الحادثة وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، تأتي بعد ان دخل الحوثيون “عسكريا” على خط مساندة قطاع غزة، حيث أقدموا منذ اسابيع على توجيه صواريخ نحو اسرائيل وصل بعضها الى هدفه فيما تم اعتراض بعضها الآخر. اما الآن، فيبدو اتخذوا قرارا بتوسيع مروحة خطواتهم عبر التلاعب بأمن الملاحة البحرية التجارية.

بحسب المصادر، الاجراء هذا من شأنه اغضاب الولايات المتحدة خصوصا وكل الدول التي تستخدم البحر الاحمر، عموما، في عملياتها التجارية. وهو تطوّر لن تسكت عنه واشنطن. انطلاقا من هنا، تتابع المصادر، سارعت ايران مرة جديدة الى مربّع “التنصل”. فهي تبرّأت من اي دور لها في ما فعله الحوثيون، علما ان الجماعة تعتبر من أذرع محور الممانعة في الشرق الاوسط.

فقد نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، في مؤتمر صحفي الاثنين، مزاعم إسرائيلية بتورط طهران في احتجاز الحوثيين سفينة الشحن غالاكسي ليدر. واعلن كنعاني “قلنا مرات عدة إن حركات المقاومة في المنطقة تتصرف بشكل مستقل ومن تلقاء نفسها بناء على مصالحها ومصالح شعوبها”، مضيفا أن المزاعم الإسرائيلية تهدف إلى صرف الانتباه عن “هزيمتها المنكرة” في معركتها ضد حماس في قطاع غزة.

غسل الايدي هذا، تتابع المصادر، هدفه ابلاغ الولايات المتحدة ان ايران على موقفها الذي اتخذته في 8 تشرين الماضي حين تبرّأت من عملية “حماس”، وانها لا تريد توسّع نطاق الحرب. لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو “الى اي مدى ستبقى واشنطن صامتة عن تصرفات حلفاء ايران، وساكتة عن ارتداء طهران “قناع” البريء، في وقت ممارسات أذرعها آخذة في التوسّع”؟!