IMLebanon

تخريب متعمّد لطريق بعد تعبيده

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

قبل أسابيع قليلة، أنهت شركة متعّهدة تعبيد طريق عام برقايل – جرد القيطع في عكار، وقد نفّذ بمواصفات عالية الجودة، وقد تكون المرة الأولى التي ينفّذ فيها طريق في عكار، وتحديداً منطقة وسط وساحل القيطع، بإتقان من كل النواحي.

وفي ختام مراحل عملها، وضعت الشركة المتعهّدة أعمدة بلاستيك صغيرة الى جانبي الطريق، خصوصاً من أعالي ببنين وحتى برقايل، تضيء ألوانها ليلاً فتنير الطريق أمام المارّة. وقد برزت أهمية هذه الإرشادات الليلية لكون الطريق المذكور يفتقد في الأصل إلى الإنارة العامة.

فرحة أهالي المنطقة كانت كبيرة بهذا العمل، واعتبروه بمثابة الإنجاز الضخم في زمن القحط على مستوى خدمات الدولة، خصوصاً أنّ مناطقهم لم تشهد مثل هذا المشروع منذ سنوات طويلة.

لكنّ الفرحة لم تكتمل. فقد عمد مجهولون بعد أيام من إنهاء العمل إلى تكسير عدد من هذه الإشارات وقصّها وإزالتها عن الأسفلت بالكامل، وكأنها لم تكن، ما أثار غضب الأهالي الذين استنكروا العمل واعتبروه تخريباً متعمّداً، مطالبين الأجهزة الأمنية بالقيام بدورها في الكشف عن الفاعلين المستهترين بمنطقتهم وأرواح الناس ومعاقبتهم.

فتحت الحادثة الباب واسعاً على مطالب قديمة – جديدة لأهالي منطقة وسط القيطع، الذين كانوا يطالبون الجيش اللبناني بوضع نقطة عسكرية على طريق وسط القيطع – جرد القيطع، خصوصاً أنّ المسافة من أعالي ببنين مدخل القرقف وصولاً إلى الجرد مروراً بمفترق جديدة القيطع فبرقايل تحتاج إلى حاجز أمني يبعث الأمن والطمأنينة في نفوس المارّة خلال الليل، وفي نفوس أهالي المنطقة، خصوصاً في هذه الأوقات التي يتراجع فيها أداء البلديات بشكل كبير، وليس هناك شرطة بلدية ولا حرّاس ليليون لحفظ أمن المنطقة.

مطلب آخر أثارته حادثة تكسير الإشارات الضوئية، حيث أعاد الأهالي مطلبهم السابق بضرورة أن تضع القوى الأمنية كاميرات مراقبة على الطرقات، أو بأضعف الإيمان على هذا الطريق الذي يربط عدة قرى وبلدات بعضها ببعض، كما يربط منطقتين كبيرتين من عكار أيضاً، هما وسط وساحل القيطع وجرد القيطع، وذلك أسوة بمناطق أخرى. ومن الممكن أن تكون هذه الكاميرات مربوطة بنظام واحد تابع لمفرزة سير حلبا أو فصيلة مشمش في قوى الأمن الداخلي، أو حتى بجهاز الكاميرات التابع لفرع المعلومات في المنطقة.

ويرى الأهالي أن تذرّع القوى الأمنية بالأوضاع الاقتصادية الصعبة لعدم القيام بهذه الخطوة أمر غير مبرر؛ خصوصاً أنّ هناك الكثير من المؤسسات المانحة التي من الممكن أن تساعد في تأمين الكاميرات وتركيبها، وبنظام يعمل على الطاقة الشمسية، كما هو حاصل في بعض الأماكن من طرابلس وفي الكورة والبترون وجبيل، ومن شأن ذلك أن يحدّ من عمليات السلب والاعتداء على الطرقات ويسهم إلى حد بعيد في تعزيز الأمن والأمان لدى أبناء المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أنّ سالك الطريق من طرابلس إلى أعالي جرد القيطع يمرّ على حاجز واحد للجيش اللبناني في بلدة دير عمار لا غير، في حين أن هناك حاجة الى أكثر من نقطة للجيش لبعث الأمن والطمأنينة في النفوس.