IMLebanon

ممثّل “حماس” في لبنان: سنفرض شروطنا

كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”: 

لم تضع الحرب الإسرائيلية على غزة أوزارها بعد، ولكن الهدن المتوالية مع حركة «حماس» وخلفها حركة «الجهاد» الإسلامي، بدأت ترسم ملامح نتائجها، وأولاها عملية تبادل الأسرى المدنيين من النساء والأطفال، بينما تقول أوساط فلسطينية إنّ عملية «طوفان الأقصى» أعادت القضية الفلسطينية إلى مركزيتها وفرضتها بنداً وحيداً بين أحداث العالم.

وتترجم عودة القضية إلى مركزيتها بمدى اهتمام الدول والقوى السياسية في العالم والبحث عن حلول سياسية لا عسكرية، مثل حلّ الدولتين والدولة الفلسطينية على حدود الـ 67، وعاصمتها القدس الشرقية، لكن قوى المقاومة تعتبر نفسها غير معنية بكل هذه الطروحات وتواصل نضالها حتى نيل الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة في التحرير والحرية والعودة.

ويقول ممثّل «حماس» في لبنان الدكتور أحمد عبد الهادي لـ»نداء الوطن»: «إنّ معركة غزة شكلت الحدث الأوحد في العالم الذي يتابعه كل الناس، علماً أنه كانت توجد أحداث كبرى وضخمة قبلها مثل الحرب بين أوكرانيا وروسيا، غير أنّ الحرب على غزة اليوم هي الملفّ الأوحد والأبرز الذي يلتفت إليه كل العالم».

ويضيف «نحن في معركة تحرّر وطني، ومشروعنا هو تحرير الأرض على كامل تراب فلسطين، وعملية «طوفان الأقصى» في 7 تشرين الأول نقلت القضية نقلة نوعية، فاقت التوقّعات وكأنها خيال، بقرارها المفاجئ والأداء المذهل والنتائج الأولية المدهشة، وهذا ما كان مطلوباً، إضافة إلى تحرير الاسرى الفلسطينيين على قاعدة تبييض السجون الإسرائيلية». وأكد عبد الهادي أنّ «الميدان هو الذي يحدّد نتائج الحرب، فلقد ثبتت المقاومة وصمدت على مدى 49 يوماً، حتى وصلنا إلى الهدن وبدأت عملية إطلاق سراح الأسرى المدنيين، وبعد أيام سينكشف المشهد عما إذا انتهت الحرب، وإذا تجدّدت فإنّ المقاومة على أتم الاستعداد لها، وهي موجودة في أرض الميدان في غزة وستفرض شروطها لاحقاً عاجلاً أم آجلاً… لا مفرّ». وتابع: «ما حصل أكد بالدليل القاطع أن لا أمن أو استقرار في المنطقة إلا بإعطاء الشعب الفلسطيني حقوقه، وقد بدأ الحديث يدور بين الدول الكبرى ومراكز القرار عن حل الدولتين والدولة الفلسطينية على حدود الـ 67، ونحن كحركات مقاومة غير معنيين بها، وما يهمّنا أن يأخذ الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة في إطار معركة تحرير الأرض والعودة». ولم يخف عبد الهادي «أنّ المعركة في غزة كانت شرسة جداً، ومن الممكن أن تتكرّر مجدّداً إذا سقطت الهدن التي تعتبر مرحلة فاصلة وصولاً إلى بلورة صيغة على ماذا تنتهي هذه الحرب»، واصفاً إياها بأنّها «استثنائية بكل ما تحمل الكلمة من معنى، وأسّست لإزالة الكيان من الوجود، وهذه المعركة سيخلّدها التاريخ كونها كسرت أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وحطّمت منظومته العسكرية والأمنية». وأعلن «أنّ المقاومة اتخذت قرارها بهذه المعركة حمايةً للقضية من الضياع والذوبان، ومن أجل وضع حدّ للانتهاكات والاعتداءات الصهيونية بحق شعبنا ومقدساتنا، مؤكداً أنّ المقاومة تُدير المعركة بكل حكمة واقتدار، على الرغم من حجم الجرائم والمجازر التي يرتكبها الاحتلال، واستطاعت أن تجبر العدو على تحرير أسرانا وفق شروط المقاومة».