IMLebanon

إسرائيل في حالة تأهّب على الحدود… هل تتوسّع الحرب؟

كتبت يولا الهاشم في “المركزية”:

أعلن الجيش الإسرائيلي أنه في حالة تأهب قصوى في شمال البلاد، في ضوء تزايد الهجمات التي يشنها حزب الله انطلاقاً من لبنان. وقال رئيس الأركان العامة للجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، مساء أمس خلال زيارة لقيادة الجيش في مدينة صفد شمال إسرائيل: “صادقنا على خطط لمجموعة متنوعة من الحالات الطارئة، ونحن بحاجة إلى أن نكون مستعدين للضرب إذا لزم الأمر”، مشيراً إلى أن “الجيش الإسرائيلي وداخله القيادة الشمالية في حالة استعداد عالية جداً”. فما احتمال توسّع الحرب في لبنان؟

العميد المتقاعد بسام ياسين يقول لـ”المركزية”: “كل يوم يقال إنه الأصعب، وبالتالي تشهد الجبهة الجنوبية تطورات متلاحقة وتصعيدية منذ اليوم الأول وحتى الساعة، وترتفع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية ويتزايد معها حجم ردّ المقاومة، لذلك نشعر أن هناك تصاعداً تدريجياً. حتى الآن لا نية لدى اسرائيل او حزب الله بالذهاب الى مواجهة شاملة، ولكل منهما أسبابه. “الحزب” من جهته يتأثر بالوضع الداخلي اللبناني خاصة الاقتصادي، ما يدفعه إلى محاولة إبعادها كي لا تندلع بتوقيت العدو بل بتوقيته في حال أراد شنّها. أما الجانب الاسرائيلي، فجبهته الداخلية الأهم بالنسبة إليه، وهي غير جاهزة لأن الرأي العام لا يمكنه تحمّل خسائر من جبهتين مفتوحتين على أرضه. هو في العادة يجري كل معاركه على أرض الغير، يهاجم فيتكبد الطرف الآخر كل الخسائر، لكن هذه المرة مختلفة، وكل الخسائر تقع في أرضه، وبالتالي جبهته الداخلية غير قادرة على تحمل حرب، خاصة مع حزب الله، لأن إمكانياته القتالية من صواريخ وأسلحة متطورة تفوق ما لدى حماس بعشرات الأضعاف، وبالتالي التأثير على المجتمع الداخلي الاسرائيلي سيكون كبيراً. لذلك لا أرى حتى اليوم أن الامور ذاهبة نحو تصعيد شامل لحرب كبيرة بين لبنان واسرائيل. لكن متى تحصل؟ ربما أي خطأ من أحد الطرفين خلال عملية التصعيد، تؤدي إلى خسائر أكبر من أن يتحملها أي منهما، من المحتمل ان تجر الى تصعيد كبير، لكن هنا أيضاً يمكن لجمه بسرعة بعد عملية ضرب محدودة. الطرفان يقابلان الضربة بضربة والخسارة بخسارة من الجهة المقابلة دون الذهاب الى مواجهة شاملة. وأعتقد ان هذا الامر سيستمر على هذه الوتيرة لفترة طويلة نوعا ما”.

عن السيناريو المحتمل لحرب غزة خاصة وان الاميركيين وضعوا مهلة نهاية هذا العام لحسمها، يجيب ياسين: “لا نهاية قريبة لحرب غزة، لأن أيا من الأهداف الاسرائيلية لم يتحقق او يمكن تحقيقه على مستوى قريب، وبالتالي توقيف اسرائيل هذه الحرب دون تحقيق أهدافها، لا يعني فقط نهاية الجيش الاسرائيلي بل نهاية الكيان، لأن كل مفهوم اسرائيل وسبب وجودها في المنطقة بمفهومي الأمن والرّدع سيسقط حكماً. بالنسبة اليها، حربها في غزة قضية حياة او موت. في المقابل، صمود غزة تاريخي وغير مسبوق ويعول عليه، ان تبقى المقاومة في قلب غزة موجودة وتمنع الاسرائيلي من تحقيق هدفه سيسمح لها بالتفاوض لاحقا، في حال عدم سقوط غزة بعد وقت طويل وبعد تغير الرأي العام الاسرائيلي من مؤيد للحرب – حتى الآن يفوق الـ80 في المئة – إلى رافض لها لاحقاً بعد ان تظهر النتائج الحقيقية للحرب من خسائر في الارواح والمعدات لدى الجيش الاسرائيلي. هناك تعمية على موضوع الخسائر في غزة، لذلك عندما ستظهر الاحصاءات الحقيقة وتتعرض اسرائيل للضغط من أجل التروي وتغيير أهداف الحرب أو القبول بالجلوس الى الطاولة – لأن نتيجة كل حرب مهما بلغت، حتى لو انتصر طرف على آخر، ستكون الجلوس على طاولة المفاوضات – وبالتالي إذا استطاعت حماس الصمود كل هذه الفترة، عندما تجلس الى طاولة المفاوضات ستمسك بورقة قوية بأنها لم تستسلم وتملك الأسرى ولديها ما يوجع الطرف الآخر، فمن الممكن ان تحقق حماس الكثير من هذه الحرب، التي تبدو حتى الآن طويلة. وبرأيي ستستمر لأشهر لأن اسرائيل قالت بأنها تحتاج الى أشهر وربما سنة، وتبعا لذلك يجب الا يتوقع أحد ان تنتهي هذه الحرب قبل اشهر عديدة”.

ويختم ياسين: “بما ان لبنان يتأثر بهذه الحرب، شئنا أم أبينا، لأن الاعتداءات شبه يومية وتطال الكثير من المناطق في الجنوب، ولأن حزب الله لا يمكنه إلا ان يرد عليها وان يخفف الضغط عن غزة، وبالتالي لبنان سيذهب باتجاه بداية شتاء حامٍ وساخن، وسيبقى كذلك طالما حرب غزة مستمرة. لا مجال لأن يعزل لبنان نفسه عما يحصل، لأن في اللحظة التي تنتهي فيها الحرب ولم يكن لبنان في الاصل جزءا من مفاوضات ما بعد غزة، ستدار الحرب نحوه”.