IMLebanon

“الخماسية” تجتمع قريبًا… وتسوية قيد البحث؟

كتب منصور شعبان في “الأنباء الكويتية”: 

مازالت العمليات الحربية سيدة الموقف على أرض الجنوب، تحليقا للطيران والمسيرات وقصفا يصيب الأهداف وردا لا يوفره حزب الله بالأسلحة المناسبة، وقد استهدفت مسيرة إسرائيلية سيارة رباعية الدفع في سهل البازورية شرقي مدينة صور جنوب لبنان حيث قتل شخصان وقد عثر على جثتيهما متفحمتين. ونقلت «رويترز» عن ثلاثة مصادر أمنية في لبنان أن الغارة الإسرائيلية على الجنوب قتلت عضوين في حركة حماس بينما كانا يستقلان السيارة.

مشهد يتكرر يوميا بحيث تغطي القنابل المضيئة فضاء الجنوب إنارة تساعد الطيران الاستطلاعي الحربي الإسرائيلي على التحليق، حتى مطلع الفجر، فوق مجرى نهر الليطاني وقرى القطاعين الغربي والأوسط وصولا حتى مشارف منطقة صور والساحل البحري وامتدادا إلى مناطق بعيدة بلغت الهرمل في شمال لبنان. وقد أعلن الجيش الاسرائيلي استهداف مواقع عدة لحزب الله بعد اطلاق قذيفتين تجاه اسرائيل. وفي المقابل، أعلن الاعلام الحربي في «الحزب» انه استهدف ‏‏‏‌‏‌‌‌‏عدة تجمعات للجيش الإسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت، وفي محيط موقع الضهيرة وقلعة هونين بـ«الاسلحة المناسبة»، مؤكدا وقوع إصابات محققة، ونقلت قناة «العربية» أن إسرائيل رفعت حالة التأهب القصوى في الجبهة الشمالية.

وأضافت المصادر أن «طائرات حربية إسرائيلية نفذت 4 غارات متتالية على بلدة العديسة شرق جنوب لبنان أدت إلى إصابة مدنيين اثنين تم نقلهما إلى أحد المستشفيات في مدينة النبطية». وقالت المصادر إن «المدفعية الإسرائيلية الثقيلة أطلقت نحو 75 قذيفة بينها 35 فوسفورية باتجاه أطراف 10 بلدات في القطاع الشرقي و6 بلدات في القطاع الأوسط و3 بلدات في القطاع الغربي».

وتختلف الآراء حول الغـــــارات والتهديــدات الإسرائيلية المتواصلة، بين من اعتبرها جدية وآخر رأى فيها مناورات سياسية للتقدم خطوة باتجاه تحقيق نقطة في مسار مفاوضات بعيدة من الأضواء. وتوازي الجبهة العسكرية، بالأهمية، جبهة أخرى في بيروت ساحتها رئاسة الجمهورية التي عاد ملفها إلى الواجهة مع الحديث عن اجتماع مرتقب للجنة الخماسية العربية ـ الدولية وقرب عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت قادما من مصر وقطر.

وفي معلومات «الأنباء» فإن اجتماع اللجنة ربما يكون هذه المرة قريبا، في القاهرة أو بيروت، علما أن أعضاء اللجنة يلتقون، بين الفينة والأخرى، في باريس باجتماعات غير رسمية. ويترافق ذلك مع ما يتم تداوله من دون تفصيلات، حول اللقاء الذي تم بين لودريان والموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين منذ أيام، في العاصمة الفرنسية باريس، في تحرك ديبلوماسي متكتم.

هذا الحراك الخارجي جاء معطوفا على ما شهدته الساحة الداخلية من لقاءات، أبرزها لقاء السفيرين السعودي وليد بخاري والفرنسي هيرفيه غارو الذي تناول والسفيرة الأميركية ليزا جونسون توحيد جهود «الخماسية».

وحتى الآن هناك تكتم شديد حول ما يتم التداول به من أسماء، وما إذا كانت هناك «تسوية» قيد البحث.

وهنا يمكن التوقف عند ما قاله الأمين العام لحزب «الطاشناق» النائب هاغوب بقرادونيان، في حديث عبر إذاعة «صوت كل لبنان»، إن «الاهتمام الدولي منصب على غزة وجنوب لبنان»، وشدد بشأن «جهود لمحاولة فصل ملف رئاسة الجمهورية عن الوضع الأمني جنوبا» على «ضرورة ملحة لحوار ثنائي، ثلاثي أو جماعي بين الفرقاء اللبنانيين للاتفاق وإنتاج تسوية حول الاستحقاق الرئاسي». وكشف بقرادونيان عن زيارة له إلى الدوحة برفقة بطريرك الأرمن الأرثوذكس في لبنان آرام الأول كيشيشيان، وانه لمس خلالها قلقا لدى اللجنة الخماسية واختلافا في آراء أعضائها، وان المسؤولين القطريين طالبوا اللجنة بإصدار موقف حاسم، وكشف عن ان قطر لم تطرح اسم أي مرشح. وعن العمل الحكومي، قال بقرادونيان ان «الحكومة تتخطى صلاحياتها»، لافتا إلى ان «الجلسات التي تعقد تتضمن بنودا ليست بالملحة، خلافا لكلام الرئيس نجيب ميقاتي الذي ربط دعوة مجلس الوزراء للانعقاد في ظل الشغور الرئاسي بالضرورات القصوى».