IMLebanon

“الحزب” ملجوم إيرانيًّا!

كتبت لارا يزبك في “المركزية”:

أعلن وزير الخارجية الايرانية حسين امير عبداللهيان نهاية الاسبوع، من بيروت، انه و”رغم رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والكيان الإسرائيلي في استمرار الحرب، إلّا ان الانطباع حاليًا يشير إلى أن المنطقة تسير نحو الحل والاستقرار”. وقال “الفلسطينيون هم أصحاب فلسطين الحقيقيون وهم من يجب أن يتخذوا القرارات الخاصة بفلسطين ومستقبلها، ونحن على علم بأن لديهم خططا ومبادرات سياسية لمرحلة ما بعد الحرب. والتطورات في غزة اليوم تتجه نحو الحل السياسي، لكن نتنياهو لا يزال يرى الحل في الحرب لإنقاذ نفسه”. ولفت عبداللهيان إلى “ضرورة أن يحاول الجميع إيجاد حل سياسي لإنهاء الهجمات الإسرائيلية وجرائم الحرب ضد الفلسطينيين في أسرع وقت ممكن”.

هذا الكلام أتى في جولة قام بها عبداللهيان على دول محور الممانعة، حيث انتقل من لبنان الى سوريا. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن الرسالة التي نقلها الى الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، عكست مضمون المواقف التي اطلقها لناحية ان الامور ذاهبة في المنطقة نحو “تسوية”.

فالاتصالات في الكواليس، شغالة، وتسير على قدم وساق بين طهران وواشنطن، منذ اولى لحظات عملية “طوفان الاقصى”، وقد تكثفت في الاونة الاخيرة، وعنوانُها لا يزال ذاته: لا لتوسيع الصراع في الشرق الاوسط. اي ان الغريمين اتفقا على عدم اتخاذ اي قرارات او فعل اي شيء، يمكن ان يقود الى اشتعال ميادين جديدة في المنطقة.. حتى ان المحادثات الجارية بين “الجبارين”، في نسختها الاخيرة، توصّلت وفق المصادر، الى شبه اتفاق على دفع حلفائهما في الاقليم، نحو بدء مسار تخفيف المواجهات تمهيدا للحل السياسي للحرب الدائرة في الاراضي المحتلة.

في هذا الاطار تحديدا، تصب الاتصالات الاميركية – الاسرائيلية اليوم، وإن كانت تل ابيب تعاند ولا تتجاوب مع مطالب واشنطن حتى اللحظة. وفي هذه الخانة ايضا، تصب زيارة عبداللهيان للبنان وحزب الله، حيث طلب منه عدم الانجرار خلف الاستفزازات الاسرائيلية وضبط النفس، رغم الضربات التي يتلقاها من الجيش الاسرائيلي، ودرس ردوده عليها في شكل جيد، لتفادي انتقال الحرب الى لبنان كلّه، لان ثمة تفاهما اميركيا – ايرانيا، على هذه النقطة.

يمكن القول اذا، ان الامور حتى الساعة، مضبوطة “لبنانيا”، لان حزب الله لا يخالف ولم يخالف يوما، ارادة ايران والولي الفقيه. أليس أفضل له، ولشبابه وعناصره الذين تستهدفهم تل ابيب، لو يوقف عملية “المشاغلة” التي يقوم بها منذ 8 تشرين والتي لم تفد غزة بشيء وباتت تكلّفه غاليا؟