IMLebanon

الخناق يشتد على الحوثي

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

في وقت لم تحقق مفاوضات القاهرة اي تقدم على خط التوصل الى هدنة في غزة، وبينما تصر تل ابيب على شن هجوم على رفح، هددت جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن، الثلثاء، بتصعيد كبير أكثر إيلاما ضد إسرائيل ردا على استهداف رفح، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن مقاتلات أميركية وبريطانية شنت غارات على محافظة الحديدة على ساحل البحر الأحمر.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية في حكومة الحوثيين “ندين وبقوة الصمت الدولي تجاه جرائم الحرب والإبادة الجماعية التي يمارسها الكيان الصهيوني بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة، والتي تتصاعد بشكل يومي، وآخرها التهديد بارتكاب مجزرة بحق النازحين في مدينة رفح”. وحذر البيان “الكيان الصهيوني من تصعيد كبير في الرد اليمني على اعتداءاته في رفح، ونقل المشهد العسكري إلى مستويات أعلى وأكثر إيلاما لتل أبيب”.

بدوره، قال قائد حركة انصار الله عبد الملك الحوثي، في كلمة القاها إن “لا بدّ من استمرارية التحرّك الجادّ ضدّ همجية العدو الإسرائيلي، مع تحضيراته للعدوان الشامل والاجتياح البري لرفح”، مؤكداً الحرص على أن “نستمرّ في موقفنا، بل أن نتّجه إلى التصعيد في ظلّ تواصل عدوانه على قطاع غزة”. وأضاف الحوثي: نقول لكل بلدان العالم: نحن نستهدف السفن المرتبطة بالعدو الإسرائيلي، والأميركي والبريطاني تورّطا في العدوان على بلدنا، متابعاً أنه “ليست لدينا النيّة لاستهداف الكابلات البحرية الواصلة إلى بلدان المنطقة”.

لا تزال التطورات في البحر الاحمر اذا، الاكثر حماوة وتأثيرا على الصعيد الاقليمي، منذ اندلاع احداث “طوفان الاقصى”. وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”، فإن التركيز الاميركي والغربي على مكافحة عمليات الحوثي، المؤلمة لمصالح العواصم الكبرى الاقتصادية والتجارية في باب المندب، لا يزال، حتى الساعة، عاجزا عن وقف عمليات انصار الله.

واذا كان عدد من الدول بقيادة واشنطن ولندن في شكل خاص، انخرط منذ اسابيع في تحالف عسكري للتصدي للحوثي، فإن استمرار الجماعة في ممارساتها بحرا، سيدفع بعواصم اخرى الى الذهاب نحو الخيار العسكري ايضا، لحماية مصالحها. في السياق، أعلن الاتحاد الأوروبي أن مهمة بحرية أوروبية ستبصر النور بغية حماية الملاحة في البحر الأحمر، حيث وافقت دول الاتحاد منذ ايام على “خطة أسبيدس” الأوروبية لحماية الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن. وافيد ان اليونان ستكون قائدة هذه المهمة والتي تحمل اسما يوناني الاصل يعني الدرع أو الحماية، وأن تاريخ 19 شباط الجاري هو موعد إطلاق “أسبيدس”. وقال يتر ستانو، المتحدث باسم الاتحاد للشؤون الخارجية إن الدول الأوروبية أطلقت “عملا مكثفا للغاية في مهمتها البحرية الخاصة التي ستحمي السفن التجارية في البحر الأحمر من أي نوع من الهجمات غير القانونية وغير المشروعة”، ملمحاً إلى التعاون مع إيران بهدف الضغط على الحوثيين.

ووفق المصادر، من شأن هذا التحالف الجديد ان يعزز الضغوط الدولية لمواجهة الحوثي، وان يزيدها فعالية وقوة. وكان يفترض ان تواكب هذه الحركة “العسكرية”، بضغط اقتصادي من خلال تصنيف واشنطن الحوثيين بدءا من اليوم، الا ان دخول هذا القرار حيز التنفيذ تم تأجيله اميركيا لاسباب انسانية… وفي انتظار تليين تل ابيب موقفها من الهدنة في غزة، والذي لا يبدو وشيكا، رأى العالم ان لا بد له من سلوك درب اخرى لحماية اقتصاده، عسكري الطابّع، الى حين نجاح الخيار الدبلوماسي في التوصل الى حل للنزاع في الاراضي المحتلة..