IMLebanon

استعجالٌ دولي للهدنة قبل رمضان!

كتبت لورا يمين في “المركزية”:

صحيح ان مفاوضات الهدنة في غزة، تتقدم، الا انها لم تقترب بعد من اتفاق وشيك، كما قال الرئيس الاميركي جو بايدن الاثنين، الذي رجح التوصل الى تفاهم بحلول الاثنين المقبل.

فقد اوضح المتحدث باسم الخارجية القطرية ماجد الأنصاري ان قطر متفائلة بشأن محادثات وقف إطلاق النار في غزة، وتأمل في وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، ولكنه أكد عدم وجود أي اتفاق إلى غاية الآن بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل. وأضاف الأنصاري في مؤتمر صحفي امس في الدوحة “ندعو جميع الأطراف إلى التهدئة ونسعى للوصول إلى هذا الهدف رغم وجود معوقات”، وأكد أن الجهود مستمرة على مختلف الصعد بشأن الوساطة وتحدث عن تفاؤل في ظل استمرار المفاوضات، و”لكن لا يوجد شيء جديد للإعلان عنه”. وأكد أن قطر تأمل أن يتمكن الطرفان من وقف الأعمال القتالية خلال شهر رمضان، وأشار إلى أن الدوحة “لا يمكنها التعليق” على تصريحات بايدن.

على اي حال، وبعد موجة تفاؤل قوية سيطرت على المحادثات نهاية الاسبوع الماضي، سيما بعد المحادثات التي استضافتها باريس بين “المتحاربين” وممثلي العواصم الناشطة على خط التهدئة، أعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو عن شروط جديدة لأي اتفاق مع حماس. فقد طالب مثلا، بأن يتم نفي الأسرى الفلسطينيين من ذوي المحكوميات العالية الى الدوحة، كما عارض عودة المهجرين والنازحين إلى شمالي القطاع، فيما سرب أن نتنياهو وبخ رئيس الموساد على موافقته إدخال 500 شاحنة مساعدات إلى غزة.

كل هذه المعطيات، عادت ولبّدت الاجواء “التفاوضية”، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية لـ”المركزية”.

اليوم، يعمل القطريون ومعهم الفرنسيون والاميركيون على “عقلنة” نتنياهو، وعلى إعادته والوفد الاسرائيلي الموجود في الدوحة، الى مربّع الليونة، التي أبدياها في باريس، من اجل التوصل الى هدنة، قبل رمضان. ثمة اصرار على ان يُصار الى اقرار تفاهمٍ قبل حلوله، بما ان القوى الاقليمية والدولية تدرك جيدا، انه وفي حال اخفاقها في اقرار اتفاق قبل رمضان، فإن استمرار القتال في “الشهر المبارك” لدى المسلمين، سيعني رمي “المسار الدبلوماسي” للحل، في المجهول. ذلك ان حدة المعارك وتصميم حماس واذرع ايران في المنطقة، على القتال والمواجهة، سيشهدان مضاعفة وارتفاعا قويا، في رمضان.. كما ان هذا الواقع السلبي، سيفتح المجال امام نتنياهو لاقتحام رفح… لهذه الاعتبارات كلّها، يستعجل العالم وقفا للنار في الايام القليلة المقبلة، فهل ينجح؟