IMLebanon

دفع فاتيكاني بطريركي للمّ الشمل المسيحي السياسي

كتبت نجوى ابي حيدر في “المركزية”:

على خط لم الشمل السياسي المسيحي استؤنفت حركة المواصلات بزخم، بايعاز فاتيكاني ومن بعض المسؤولين في دول غربية وحتى عربية في محاولة متجددة لاحداث خرق في جدار التصلب الحائل دون انجاز الاستحقاق الرئاسي.

حصيلة المساعي السابقة في الاتجاه هذا باءت كلها بالفشل الى درجة دفعت بكركي وسيدها البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الى الخشية من تكرار المحاولة، الا انها بقيت على تنسيق مع مختلف القوى السياسية المسيحية وابوابها مفتوحة للجميع. اسباب الفشل في جمع القادة الاربعة، رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل ورئيس تيار المردة سليمان فرنجيه اضافة الى رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، مردها الى رفض جعجع وفرنجيه والجميل ومعوض الاجتماع مع باسيل، الى اسباب اخرى متنوعة يفنّدها كل فريق وفق قراءته وتطلعاته واهدافه السياسية.

في الغضون، استمر التواصل بين مختلف هذه القوى وبكركي، وتولى المهمة راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان بو نجم الذي اسهم في تقريب وجهات النظر بين القوى المسيحية، بعدما اطلق بتكليف من البطريرك الراعي مبادرة اجتمع خلالها مع الجميع، الا انها لم تحقق النتائج المرجوة اي عقد اجتماع للقوى المسيحية ، فكان مصيرها كمصير محاولات سابقة لم يكتب لها النجاح.

الا ان دوائر الكرسي الرسولي وبالتنسيق مع بكركي يبدو وجدت ان لا مناص من جمع هؤلاء، علّ الجمع ينتج تقاربا والتقارب اتفاقا والاتفاق انجازا للانتخابات الرئاسية، خصوصا ان معظم هذه القوى يصطف رئاسيا في مقلب واحد باستثناء فرنجية. ذلك ان ، وفي حال لم يتمكن هؤلاء

من الاتفاق، يدحضون على الاقل التهمة الموجهة اليهم بعرقلة الاستحقاق ويسقطون مقولة رئيس مجلس النواب بأن المسيحيين يتحملون مسؤولية عدم انتخاب رئيس جمهورية.

الجهود تمضي والاتصالات تتكثف ، ويتردد انها احرزت بعض التقدم في اتجاه عقد الاجتماع في بكركي . وتبعا لذلك، وبالتزامن مع مبادرة كتلة الاعتدال وحركة سفراء مجموعة دول الخماسية ، واستعدادا للحدث في ما لو حصل، تقول مصادرقواتية لـ”المركزية” طلب رئيس القوات من بعض المسؤولين في الحزب اعداد ورقة عمل تتضمن تشخيص واقع الحال، والثوابت السياسية المسيحية والوطنية والاهداف وخريطة الطريق. فكان ما اراد وأعدت ورقة عمل من 8 صفحات تتضمن استحقاق الانتخابات الرئاسية والملف السيادي واوضاع البلاد عامة ثم وضعية المسيحيين فيه وفي الشرق عموما، سلمها الوفد القواتي الى البطريرك الماروني امس ليطلع عليها ،على ان تعقد لاحقا اجتماعات لمناقشة مضمونها. وفي ما لو تم الاتفاق على عقد اجتماع القوى المسيحية، ستكون احدى اوراق العمل على طاولة النقاش كونها تشكل مدخلا اساسيا لاي اتفاق نظرا لطبيعتها الشمولية ولكون هدفها توحيد الموقف والنظرة الى مستقبل لبنان، بحيث إن تم تبنيها والعمل في هديها يكون الموقف المسيحي من مستقبل ومصير لبنان واضحا لا لبس فيه وفي وجود لبنان في المنطقة ودورا الرائد كما كان منذ نشأته.

وتختم المصادر بالتاكيد ان الحوادث التي يتعرض لها لبنان والظروف التي يقبع في ظلها ليست عادية انما مصيرية وجودية، والواقع السياسي جد معقّد بفعل انجراف البعض خلف اجندات غير لبنانية مما زاد الوضع تأزما وسوءاً. شأن يوجب التعامل معه بأعلى درجات الحكمة والمسؤولية والتعالي على الخلافات التي تبقى دون مستوى الخطر الوجودي وتوجب تاليا التفافا مسيحياً اولا في مواجهة التحديات، ان تعذر الوطني الشامل، لأن خلاف ذلك يعني زوال لبنان بمن فيه.