IMLebanon

استهداف السُنَّة وتقسيم المنطقة [1/2] من «داعش» إلى «أحرار السنة ـ بعلبك»

«المجهول» المدعو «لواء أحرار السُنَّة ـ بعلبك» فرعٌ إرهابي «وهمي» برز فوراً بعد القضاء على ظاهرة إرهاب آخر هو «أحمد الأسير» وظاهرته، وكلاهما مهمّته تجييش وحشد الشيعة وراء حزب الله وإبقاء المشاعر المذهبيّة متأججة في لبنان، والحالتيْن تشبهان إلى حدّ بعيد ظاهرة شاكر العبسي وتجربة مخيم نهر البارد، لمن يدقّق قليلاً في المشهد اللبناني الذي استعاد قلقه وتوتّره منذ تفجير ضهر البيدر انتهاء بانتحاري فندق «دو روي» في منطقة الروشة، ولكن لا يحجب هذا المشهد حقيقة توريط حزب الله للبنان بهذا المأزق، فلم يكد يقول أمين عام حزب الله لو لم نذهب إلى سورية لوصلت داعش إلى بيروت، ولكن تفجيرات الأيام الماضية نقضت مقولته ونسفتها من أساسها، ولكن…

في هذا المشهد المعقّد، سيكون البحث عن طرف الخيط ضروري فهو سيقودنا إلى الجهة الحقيقيّة والفاعلة في إدارة «داعش» وفروعها  وأساس البداية القول أن انتهى دور «القاعدة»، فقد أدّت دورها الأميركي أولاً والإيراني ـ السوري لاحقاً، وقبل نهاية القاعدة أسس نظام بشّار الأسد في العراق «داعش» تحت عنوان «دولة الإسلام في العراق والشام»، وثمّة الكثير مما يدّل ويؤكّد على تحضّر النظام السوري لزعزعة العراق والمنطقة خدمة لإيران وللـ»القوس الشيعي الممتد من إيران إلى العراق فسوريا وحزب الله في لبنان»، وكانت إيران الحضن الدافئ للقاعدة ورجالها الذي انتقلوا من طهران إلى اليمن لتنفيذ ما تبقى من مصالح إيرانية تتيح إقامة دولة شيعيّة تتصل لاحقاً بدولة شيعيّة تُعدّ العدّة لإنشائها في المملكة العربية السعودية أو محاصرتها وزعزعة أمنها إلى حين إنشاء دويلتها هناك.

منذ العام 2005 وحتى العام 2011  أقام النظام السوري ـ وهو خبير الإرهاب في المنطقة منذ عقود ـ «مضافات» استقبال المهاجرين الإرهابيين في سوريا والتي أسس لها «المقتول» أبو مصعب الزرقاوي وأمّر عليها أبو الغادية «بدران تركي الشعباني»، وكانت هذه المجموعة تتلقى دعماً مستمراً من المخابرات السورية، هذا إضافة إلى اعتراف المخابرات السورية بأنها ساعدت تنظيم القاعدة في العراق أثناء وجود القوات الأميركية وحلفائهم بين عامي 2003-2011، وأنها قامت بتدريب بعض المقاتلين في معسكرات اللاذقية، ولطالما أكّد الخبراء المعنيّون بأنه يمكن اعتبار المخابرات السورية منذ عام 2005-2011 شريكة تنظيم القاعدة في العراق في كل الهجمات الانتحارية التي حدثت على أرض المعركة في العراق، وبعد حادثة بغداد عام  2008 ضمن غزوة الأسير التي وقعها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، خرج رئيس الوزراء نوري المالكي الذي يواجه اليوم انتهاء دوره، واتهم النظام السوري بشكل مباشر وعبر وسائل الإعلام، وأكّد أنّ الكثير من تلك الهجمات الانتحارية التي تمت بعلم المخابرات السورية.

يوم الجمعة في 4 نيسان الماضي نشرت صحيفة «الشرق الأوسط»  وضمن سلسلة الوثائق المسربة من نظام بشار الأسد، وثيقة فيها أوامر من علي مملوك المطلوب من القضاء اللبناني، والوثيقة تشير إلى «انضمام مجموعة من العراقيين للقتال إلى جانب النظام عن طريق فرع أمن الدولة في حلب، مشيرة إلى صعوبة إلحاقهم بالتنظيمات الإسلامية بسبب امتلاكهم وثائق شخصية تثبت عدم انتمائهم إلى المناطق والمذهب الديني الذي ينتمي إليه مقاتلو التنظيمات، ما يشير إلى أنهم ينتمون إلى الطائفة الشيعية، فيما يفترض أن ينتمي من يقاتل في التنظيمات الإسلامية إلى الطائفة السنية»، ولتسهيل هذه المهمة، يطلب من مسؤول سوري في الوثيقة «تأمين مجموعة هويات سورية تؤمن انضمام هؤلاء العناصر، الذين قد يبلغ عددهم 2500 شخص إذا جرى تأمين السلاح الكافي لهم، إلى تنظيم «داعش»، وكذلك يطلب بعض الوثائق العراقية لإعطائها للمقاتلين السوريين الذين يتقنون اللهجة العراقية.

ويكشف رئيس اللجنة الأمنية العقيد حيدر حيدر في الوثيقة، عن وجود أكثر من «150 عنصرا مدربين «دورة صاعقة بمستوى عال»، فيما باقي المجموعات التي يزيد عددها على 600 متدرب تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عاما وهم من مختلف الاختصاصات، وكانوا قد خضعوا لها أثناء «خدمة العلم»، وقد أرفقت بالوثيقة أسماء 200 مقاتل من منطقة نبل والزهراء، وأن العدد مرشح للزيادة إذا جرى تأمين السلاح المطلوب، وأن هؤلاء سيكونون مستعدين للقتال مع التنظيمات الإسلامية وتنفيذ المهام الموكلة إليهم»!!

لا يحتاج الباحث إلى الدخول في دهاليز كثيرة ليشير بالإصبع إلى الجهة التي تقف وراء التفجيرات في لبنان، وإن تسمّت باسم وهميّ ألصقته باسم «السُنّة» في لبنان.

غداً.. «داعش والدور المطلوب لتقسيم المنطقة»