IMLebanon

الراعي يخشى أن يُصبح الموقع الأول في الدولة «شرّابة خرج» وتخوّف أمام كيري من تحويل الاستحقاق الرئاسي الى «فولكلور»

تخشى اوساط مسيحية من فترة الهدوء الامني التي تسود على الساحة المحلية والتي جاءت بسحر ساحر ما يعني ان من ارسى الاستقرار النسبي يستطيع ان يشعل الوضع بلمحة بصر، لاسيما وان الاهتراء يضرب الجمهورية بكافة شرائحها السياسية وسط انعدام الثقة بين طرفي النزاع والذي تمثل في ملف الاستحقاق الرئاسي الذي لن يبصر النور قبل الخريف المقبل في وقت تسكن الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الكثير من الهواجس لخلو الموقع الرئيسي في الدولة، ما يخرج الموارنة خاصة والمسيحيون عامة من التركيبة الميثاقية بحيث ان التأقلم مع الواقع بانتقال صلاحيات الرئاسة الاولى الى الحكومة مجتمعة يعتبر من اكبر الاخطار ويحول الموقع الرئاسي الى «شرابة خرج» ولزوم ما لا يلزم طالما تسير البلاد برئيس او بدونه.

واشارت مصادر مقربة من بكركي الى ان الراعي الذي كان يطالب باستعادة بعض صلاحيات الرئاسة الاولى وجد ان الرئاسة طارت مع الصلاحيات وان الشغور في الموقع الاول في الدولة يعتبر مقتلاً، فما الذي يضمن عدم الاستغناء عن هذا الموقع في ظل المجريات المتسارعة والتغييرات التي ضربت الواقع السياسي في المنطقة من ادناها الى اقصاها، وكأن قدر المسيحيين ان يخرجوا من الدولة لاشهر كلما انتهى عهد بحيث يغادر الرئيس العتيد القصر دون خلف يسلمه الامانة.

وتقول المصادر ان الراعي في لقائه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري شدد على رفضه ان تنتقل صلاحيات الرئاسة الاولى الى مجلس الوزراء طويلاً ويصبح الاستحقاق الرئاسي فولكلوراً لا لزوم له، علماً ان فقدان الميثاقية يعني انهيار كامل السيبة السياسية القائمة في البلد على اساس «اتفاق الطائف» الذي تحول دستوراً، وما يزيد من هواجس بكركي امران الاول يتعلق باستحالة التوافق بين ديوك الموارنة الذين يبررون خلافاتهم وخصوماتهم بالتنوع وحق الاختلاف بينما هذا الامر مدمر لهم ولا مبرر له على الاطلاق وما اغضب الراعي عدم التزام الاقطاب الموارنة بما اتفق عليه في الصرح البطريركي حيال تأمين نصاب جلسة انتخاب الرئيس التي باتت حلم ليلة صيف، اما الامر الثاني الذي تخشاه بكركي بحسب المصادر فيتجسد في مجريات الحريق السوري خصوصاً وان المبعوث الدولي السابق الى سوريا الاخضر الابراهيمي اعلن عن خشيته من «صوملة» سوريا وانفجار المنطقة باكملها حيث تعتبر الساحة المحلية هي النافذة الصالحة لذلك لاسيما وان البلد اجتاحه النزوح السوري بلا ضوابط، اضافة الى استفاقة كل الملفات الساخنة الاقتصادية منها والاجتماعية، وان العمل التشريعي والحكومي معرض للتوقف في ظل شغور الموقع الاول في الدولة .

وتشير المصادر نفسها الى ان بكركي قلقة من التأخير في انجاز الاستحقاق الاول في الدولة خصوصاً وان الانتخابات العراقية قد انتهت بعودة نور المالكي الى الحكم و اضافة الى اجراء الانتخابات الرئاسية السورية وتجديد البيعة للرئيس بشار الاسد «بتطنيش اميركي»، وكذلك الامر في مصر حيث انتخب المشير عبد الفتاح السيس رئيساً للجمهورية، اما على الصعيد الفلسطيني فقد ارست المصالحة بين السلطة و«حماس» حكومة فلسطينية جامعة فاذا كانت كل ملفات المنطقة الساخنة قد تم انجازها فما الذي يمنع من ختم ملف الرئاسة اللبنانية وانتخاب رئيس للجمهورية؟

وترى الاوساط ان الادارة الاميركية لا تزال تماطل في مسألة الرئاسة على خلفيةعدم توافق الاقطاب الموارنة على مرشح جامع، فهل كانت زيارة وزير الخارجية الاميركية كيري لبيروت على قاعدة «الامر لي» ام انها زيارة استطلاعية لتبني الادارة الاميركية على الشيء مقتضاه بعدما فشلت فرنسا التي لزمت هذا الملف في ايصاله الى خواتيمه الرئاسية فاقتضى حضور الاصيل بعد فشل الوكيل.