IMLebanon

الفرزلي لمعراب: الغياب واجب

إذا لم يحصل توافق «عجائبي» عشية موعد الدورة النيابية الثانية المفترضة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية غداً، فإن هذه الجلسة اكتسبت من الآن تسمية «جلسة اللا نصاب».
«ثمة إرادة مسيحية شاملة بعدم الإتيان برئيس جمهورية «كيفما كان» أو «رئيس إدارة أزمة» يقول قطب مسيحي بارز. يضيف: «الرئيس الماروني سيأتي منسجماً مع البوصلة المسيحية التي حدّد وجهتها بيان الاقطاب المسيحيين في بكركي والذي صدر بعد اجتماع عقد في الصرح في 28 آذار الماضي.
في هذا البيان ما حرفيته: «الاصرار على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، يستمدّ دعمه بدايةً من المكوّن الذي ينتمي إليه، فيكون معبِّراً عن الوجدان اللبناني لدى المسيحيين والمسلمين وعن الثوابت الميثاقية والوطنية، ويحقق مصلحة شعب لبنان الواحد وخير اللبنانيين جميعاً، كرأس للدولة ورمز لوحدة الوطن، ويكون قادراً على تحمّل مسؤولياته الوطنية بشكل فعّال». وفي البيان ـ البوصلة حديث صريح عن رفض الرئيس التسووي: «التأكيد على آلية تضمن حصول انتخاب رئيس وفق الاصول وتمنع فرض تسويات لا تتوافق مع السعي الى تحقيق المشاركة الوطنية الميثاقية الفعلية».
واذا راجعنا معظم التصريحات الصادرة عن البطريرك الماروني بشارة الراعي، فإنه قد حدد مواصفات الرئيس العتيد بدءا من اخلاقياته الدستورية ونظافة كفه وتاريخه الناصع بالاضافة الى تمتعه بحيثية تمثيلية قوية للمكون الذي يمثله، والأهم أنه حذّر من أية محاولة «للتلاعب بهذه المواصفات».
يقول نائب رئيس مجلس النواب الأسبق ايلي الفرزلي إن «للنائب الحق في الحضور والانتخاب وإن الواجب انتخاب مثل هكذا رئيس. لكن الدستور اعطى النائب أيضاً حقاً بمستوى حق الحضور وهو حق الغياب». ويشرح: «حق الغياب يعد موقفاً بامتياز مشابه لحق الحضور ولا يختلف في النظرة متى يرتقي حق الغياب لكي يصبح واجباً تماما كحق الحضور الذي يحمل في طياته واجب الانتخاب». ومن هنا يصبح الغياب عن الجلسة، برأي الفرزلي، «واجباً». «فعندما يكون هناك امكانية للاتيان برئيس لا تتوفر فيه الشروط المذكورة وتقتصر العملية على الانتقال من رئيس «بمن حضر» الى مجرد املاء الشغور كهدف بحد ذاته فعندها لا يعود بيد النائب اي سلاح سوى سلاح الغياب للحؤول دون الاضرار بموقع رئيس الجمهورية ودوره على الصعيدين المسيحي والوطني».
اللاعبون الدوليون يريدون الاستقرار في لبنان، وهذا ما يتطلب اعادة تكوين السلطة كمدخل اساسي للاستقرار، والرئيس في صلب ذلك. واذا صح ما تنقله اوساط في «تيار المستقبل» عن استعداد سعد الحريري «ترشيح عون للرئاسة شرط ان يكون حياديا»، يقول أحد وزراء «تكتل التغيير» إن الحياد بالمعنى السياسي يعني وجود شخصية وفاقية، والرئيس الوفاقي يفترض أن لديه علاقات جيدة مع حزب الله ويطمئن سوريا ويحدث خرقاً نوعياً في مسألة الإستراتيجية الدفاعية بدل الحوارات الفولكلورية في بعبدا».
ورداً على قول البعض إن «عون اذا بلغ سدة الرئاسة، سيحترم الدولة «وهذا ما لا يريده حزب الله»، يجيب الفرزلي:«هذا حكم على النوايا فليقل عون إنه يقاطع الانتخابات، عندها… سيجاريه «حزب الله» في المقاطعة أيضاً. والسيد حسن نصر الله لطالما كرر ان دور الحزب ينتفي مع وجود الدولة القوية».