IMLebanon

الكهرباء تُفجّر «قنبلة الصيف»: 11 ساعة تقنين يومياً

أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان امس عن اعتمادها سلسلة تدابير تماشياً مع تقلص حجم الاعتمادات المخصصة لها من قبل وزارة المالية، ولعل ابرز هذه التدابير توقيف معملين عن الانتاج وتقليص قدرة الثالث، والتوقف عن استجرار الكهرباء من سوريا والنتيجة صيف حار مع تقنين لنحو 11 ساعة يومياً.

قبل انقضاء المهلة التي تنتظر فيها مؤسسة كهرباء لبنان جواباً من وزارتي المالية والطاقة في مسألة رفع تعرفة الكهرباء على كل الشطور، عمدت المؤسسة الى اصدار بيان امس تبلغ فيه المواطنين ببرنامج التغذية بالتيار الكهربائي المرتقب خلال فصل الصيف الحالي مع خفض في التغذية ثلاث ساعات كما بات معروفاً لتصبح 13 ساعة يومياً وذلك بسبب التقشف في اعتمادات المؤسسة المالية من قبل وزارة المالية.

وفي هذا الاطار، شرحت مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان لـ»الجمهورية» ان برنامج التغذية المقرر خلال فصل الصيف والاجراءات المرافقة التي تعتزم المؤسسة اتخاذها لا تعني مطلقاً انها تسلمت جواباً سلبيا من وزارتي المالية والطاقة في شأن قرار رفع التعرفة. فالمهلة تنتهي في 14 الجاري، ولا نزال نأمل برفع التعرفة قليلاً كما اقترحت المؤسسة في كتابها السابق الى الوزارتين وذلك من أجل تأمين مزيد من الايرادات تغطي ولو جزء بسيط من كلفة الانتاج.

وأوضحت المصادر ان برنامج التغذية هذا أي توفير 13 ساعة تغذية في الصيف بدلاً من 16 دخل تدريجياً حيز التنفيذ بدءاً من منتصف حزيران الماضي، وذلك من أجل بدء توفير التوازن بين الاموال المرصودة للمؤسسة حتى نهاية كانون الاول.

وكانت المؤسسة اوضحت في بيان انه «التزاما منها بقرار مجلس الوزراء رقم 103 تاريخ 22/5/2014 القاضي بتحديد سقف المساهمة لمؤسسة كهرباء لبنان للنصف الثاني من العام 2014، وحيث أن هذه المساهمة تنحصر بتأمين المحروقات لزوم معامل الإنتاج، ما يشكل عبئا متزايدا على الخزينة العامة بسبب الفرق الشاسع بين كلفة إنتاج الكيلوات ساعة وسعر مبيعه في ظل الارتفاع الكبير لأسعار النفط، في مقابل ثبات التعرفة المنخفضة، ستعتمد مؤسسة كهرباء لبنان برنامجا يتلاءم مع المبالغ التي أقرّها مجلس الوزراء، وذلك عبر اتخاذ الإجراءات التالية:

– إيقاف معملي صور وبعلبك عن الإنتاج بالكامل بسبب الكلفة المرتفعة لتشغيلهما حيث يعملان على مادة الديزل أويل.

– تحديد إنتاج معمل الجية بحوالي 100 ميغاوات فقط نظرا للكلفة المرتفعة لتشغيله بسبب قدم مجموعاته الإنتاجية.

– إيقاف استجرار الطاقة الكهربائية من سوريا إلا عند الضرورة فقط، بسبب ارتفاع كلفة الكيلوات قياسا بكلفة انتاجه في معامل توليد الطاقة في لبنان.

– إبقاء مجموعات الإنتاج المذكورة في معامل صور وبعلبك والجية كاحتياط لتشغيلها في حال طرأ عطل ما على المجموعات العاملة والتي تنتج بكلفة أقل.

يضاف إلى ذلك توقف الإنتاج المائي بشكل شبه كامل بسبب شح المياه.

وتعليقاً على هذا البيان، كشفت المصادر انه بعد توقف معملي صور وبعلبك عن الانتاج بالكامل، تعتمد مؤسسة الكهرباء على معامل دير عمار والزهراني والذوق وقسم من معمل الجية والبواخر لتأمين التغذية المطلوبة. وشرحت انه يفترض بالبواخر ان تؤمن ما بين 300 الى 400 ميغاوات، و300 ميغاوات من معمل الذوق و100 ميغاوات من معمل الجية ومن بقية المعامل نحو 850 ميغاوات، ليصبح ما مجموعه نحو 1550ميغاوات، في حين تبلغ الحاجة الفعلية اليوم في فصل الصيف يضاف اليها حاجة نحو مليون ونصف مليون نازح 2600 ميغاوات، مع الاشارة الى ان التغذية في بيروت ستبقى 24/18 ساعة.

وكشفت المصادر ان لبنان كان لا يزال يستجر الطاقة الكهربائية من سوريا حتى توقف عن ذلك منذ نحو الشهرين نظراً للكلفة المرتفعة التي لم يعد في مقدورنا تحملها، علماً ان لبنان كان يدفع نحو 380 ليرة/كيلواط ساعة بما يوازي 35 مليون دولار شهرياً.

وعما اذا امكن تخصيص هذا التوفير المتأتي من وقف استجرار الطاقة من سوريا والبالغ 35 مليون دولار شهرياً من أجل تحسين ساعات التغذية وتشغيل المعامل، أوضحت المصادر ان هذا الوفر سيغطي بمجمله كلفة انتاج الطاقة من البواخر لسنة كاملة، ومع تخفيض الاعتمادات المالية لجأت ادارة الكهرباء الى وقف الانتاج الذي يكلف أكثر من غيره مثل معامل صور وبعلبك العاملة على الديزل اويل الأغلى نسبياً.