IMLebanon

زوّار السعوديّة : عون 2014 أفضل من عون2008 التعاون تأخّر والحريري حريص على استمراره

 

ما سمعه عدد من اعضاء الوفد اللبناني الذي رافق رئيس الحكومة تمام سلام في زيارته الى السعودية الذي التقى خلالها الملك عبد الله بن عبد العزيز ومسؤولون في قيادتها وايضاً رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري يتكامل مع رهان رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون لوصوله الى قصر بعبدا ويجعل من الطبيعي ان يعول الرجل الى حد ما على موقف سعودي لخلافة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.

ففيما له علاقة بأساسيات وأهداف الزيارة بعد دخول سلام السراي الحكومي وقبيل الشغور المحسوم لموقع رئاسة الجمهورية استحصل رئيس الحكومة على دعم معنوي مباشر من العاهل السعودي عدا عن سائر انواع الدعم لتحصين الواقع السياسي اللبناني حاليا وما يحمل في طياته أيضاً من إشارة سعودية مباشرة لدول التعاون الخليجي للتفاعل مع لبنان مجددا بعد ان فتحت السعودية ابوابها والتقى ملكها برئيس الحكومة اللبناني بعد الحظرالخليجي تجاه لبنان على الصعد السياسية الاقتصادية والسياحية بعد إسقاط حكومة الرئيس الحريري بعد كل ما كانت عمدت اليه السعودية من خلال معادلة السين السين للحفاظ على استقرار لبنان وصولا الى سابقة زيارة خادم الحرمين الشريفين لبيت الوسط اي دارة الزعيم السني ورئيس حكومة الوحدة الوطنية سعد الحريري بهدف تدعيم التفاهم الذي أسقطته قوى 8اذار من دارة العماد عون يومها باستقالة وزرائها خلافا لتسوية الدوحة وهو امر غير مستبعد بحسب مصادر في 14 اذار ان ينسحب مجددا على حكومة سلام رغم الغطاء المتوفر لها. اذا كان لا بد من قلب الطاولة مجددا من قبل قوى الممانعة اذا ما أرادت الخروج من الفراغ الرئاسي الى معادلة تتناسب مع حساباتها الرئاسية او التأسيسية لنظام جديد.

وسمع اعضاء من الوفد المرافق أيضاً عن الرغبة السعودية التي كانت تفضل لو تم التمديد للرئيس سليمان سنتان كحد أقصى نظرا لاستحالة انتخاب رئيس جديد في ظل هذا الانقسام الحاد وان التحركات التي تولاها كل من نادر الحريري رئيس مكتب الرئيس الحريري والسفير السعودي علي عواض عسيري في اتجاه بكركي لهذه الغاية بهدف استدراك الشغور تزامنت مع طرح النائب الأسبق غطاس خوري موفدا من الحريري هذا الامر على العماد عون الذي رفض الفكرة طارحا ذاته رئيسا توافقيا لخلافة سليمان وكذلك لم يتوصل الوزير بطرس حرب في طرحه الموضوع على رئيس مجلس النواب نبيه بري لمناقشته مع حزب الله الى موافقة أيضاً ولذلك توقفت الأمور عند هذا الحد الموصل الى الشغور.

لكن فيما له صلة ايضاً بالعماد عون ووصوله الى قصر بعبدا، تقول مصادر مقربة من الحريري ان خلاصة اللقاءات مع الحريري والقياديين السعوديين تفيد ان الحريري يحرص على استمرار التواصل والتعاون مع «الجنرال»لا سيما ان التجربة الحالية جيدة وناجحة وأعطت ثمارها في عدة مجالات وانه كان بالإمكان مباشرة هذا التعاون منذ ما قبل المرحلة الجديدة لكن فيما خص الاستحقاق الرئاسي مباشرة يسمع هؤلاء في لقاءاتهم انه الى جانب التمسك بدعم رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع كمرشح لقوى 14اذار الى رئاسة الجمهورية وارتياحهم الى العلاقة السياسية معه فان ثمة نظرة إيجابية تجاه العماد عون لكونه انه احرز نقلة نوعية إيجابية في مواقفه وأدائه مؤخراً وبات حاليا بالنسبة اليهم هو أفضل مما كان عليه من واقع ومواقف في العام 2008لكن عوائق انتخابه لها صلة بعدة اعتبارات بينها موافقة القوى المسيحية في 14اذار على انتخابه.

ويدرج اعضاء الوفد عودة السفير السعودي عسيري الى لبنان وخلفياتها المتعددة واللقاء الوزاري بمثابة إطلاق صفارة العودة للسياح السعوديين الى لبنان والتي استكملت بغطاء من خلال الزيارة الرسمية للوفد اللبناني وما حملته من بداية عبور جديد الى الخليج من المدخل السعودي دون ان يعني ذلك ان الرياض قد سلمت بالواقع السياسي الحالي وتصرفات قوى 8 اذار لكن هدفها يكمن في تعليق المواضيع ذات الصلة بالبعد الإقليمي التي تتجاوز قدرة اللبنانيين على تحمل عواقبها.