IMLebanon

ضخ إعلامي وسياسي بتزكية عون يُؤذي الجنرال ولا يُفيده

لا أحد يعرف ماذا حصل في عطلة الاسبوع بشأن الاستحقاق الرئاسي، لكن شيئا او تطورات دفعت مرة واحدة باتجاه شخصية العماد عون كرئيس جديد للبلاد.

فجأة ظهر مع بزوغ فجر امس الاثنين ارتفاع في حظوظ العماد ميشال عون وكأن استراحة الاسبوع سمحت للكثير من القادة السياسيين المحليين وحتى من دول الخليج ووسائل الاعلام فيها وحتى المحلية الى الوصول الى هذا الاستنتاج، وتستعرض مصادر سياسية بارزة جملة من المواقف والتصاريح من قبل نواب تكتل التغيير والاصلاح بالاضافة الى «وشوشات» محطة تلفزيونية غير محسوبة على الجنرال وجميعها تصب في رفع معنويات التسريبات والتي لم يعلّق عليها عون شخصيا باستثناء تلمس زواره تفاؤلا من قبله بالاجواء المحيطة بامكانية صعوده الى بعبدا وفق الآتي:

1- يقول احد نواب التكتل ان هناك بحثاً وبمنتهى الجدية وكثير من الايجابية بين العماد عون والرئيس سعد الحريري.

2- النائب وليد جنبلاط الخطابية بتسمية العماد عون بفخامة الرئيس.

3- صحيفة الخليج: أرصدة ميشال عون للوصول الى الرئاسة مرتفعة.

4- القبس الكويتية: عون يعمل مع الحريري على تسوية النفط والغاز.

5- مصادر اعلامية محلية غير مؤيدة للعماد عون تنقل انه ضمن 65 صوتا في المجلس النيابي.

6- ضغط بطريركي من قبل سيد بكركي باتجاه عدم الشغور في الرئاسة ورفع صوته الى الحد الاقصى يوما بعد يوم.

7- تسارع اللقاءات في باريس في دارة الرئيس سعد الدين الحريري مع سفر الدكتور سمير جعجع والرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط والوزير بطرس حرب.

هذه المشاهد ترى فيها المصادر نفسها ليس تأكيداً لوصول عون الى الرئاسة بمقدار ما يصلها من فتات معرفة المواقف الكبيرة والتي لم تفصح بعد عن قرارها النهائي ان كان في السعودية او حتى ايران، وهذه الصورة يمكن ان تشكل احراجا لعون على خلفية معرفته الاكيدة ان عدة شخصيات في الماضي نامت على سرير الرئاسة لتستيقظ صباحا وتتأكد من انه مجرد كابوس، ولم تتأكد هذه المصادر من تكوين موقف حقيقي لدى العماد عون مما يجري تعميمه، وهل هو راض عن هذا الجو او غاضب منه، وكل ذلك يجري وفق الحديث عن قطبة مخفية مربوطة بربع الساعة الاخير وهذا ما يدعو الى التخوف اكثر من ان يكون هذا التعويم للجنرال مجرد فقاعات صابون لا تلبث ان تذهب هباء.

وتقول هذه المصادر ان عون يعي تماما ان مثل هذه التسريبات تلحق الضرر به كما حصل مع غيره وهو لا يريد ان يحرق اوراقه وبالتالي تعتقد هذه المصادر ان تسليط الضوء بقوة على شخصية معينة يمكن ان يؤدي الى تلمسها الحريق ولكن لا تنفي مصادر الرابية هذه الصور والمشاهد ولا يصدر عنها اي تعليق سلبي أو ايجابي مما يوحي بأن اللعبة ماضية اقله من فوق نحو تظهير صورة الجنرال كرئيس مقبل فيما العوامل الجارية من تحت ليست كافية حتى الساعة للعمل على «نيغاتيف» صورة الرئيس العتيد، وتتحدث هذه المصادر السياسية البارزة عن كون الافرقاء كافة لا يجزمون او يعطون صورة سلبية او ايجابية عن حظوظ عون كتلاق مع مشهد نادر الحصول دولياً الداخل في السكوت التام تحت ذريعة عدم التدخل، فالاميركيون وعلى خلاف عاداتهم لم يتصرفوا يوماً على هذا النحو بل لطالما دخلوا في التفاصيل وحتى الاسماء كما حصل مع النائب السابق مخايل الضاهر مثلا، ويبدو السفير الاميركي في لبنان حسب مواقفه طرياً في الحديث عن العماد عون وحظوظه مما يثير الشك والريبة لدى قوى 14 آذار التي لم تتعود مواقف مماثلة ولطالما كانت في «الجو» الا ان واقع الحال ينبىء بأن سفر الدكتور جعجع الى باريس ولقاءه الرئيس الحريري شكلاً في حد ذاته، نوعاً من الاستفسار حول هذا المشهد العوني المتفائل.

واذا كان جعجع يريد التأكد من عدم وصول عون تضيف المصادر الا ان النائب وليد جنبلاط وصل الى هناك وفي جعبته رأي مغاير لجعجع بحيث حمل في حقيبته اسماء شخصيات يريد لها ان تصل الى بعبدا، ولكن مع التوافق بين جنبلاط وجعجع حول رفض عون فان رئيس «اللقاء الديموقراطي» يرفض في الوقت عينه جعجع للرئاسة ويحبذ وصول شخصيات موازية لاسلوب الرئيس ميشال سليمان في ادارة دفة الحكم، اما الرئىس فؤاد السنيورة وبالرغم من كونه رئيسا لكتلة المستقبل النيابية فأراد التأكد عن قرب مما يحصل وهذا ينطبق ايضا على عدة قيادات في «التيار الوطني الحر» التي لا تعرف ماذا حصل وسيحصل لقائدهم وحظوظه في الوصول الى قصر الرئاسة والامور محصورة في التيار العوني كما هي لدى تيار المستقبل، فالصورة لدى الطبقات الحزبية عند الفريقين غير واضحة وتبقى كلمة السر لدى عون والحريري بالذات كما توحي الاتصالات واللقاءات البعيدة عن الانظار، ويمكن ان يكون وزير الخارجية جبران باسيل من العارفين بالموقف الحقيقي والمعلومات التي يملكها لا تتعدى شخص عون وباسيل خصوصاً ان هناك تذمراً واضحاً لدى نواب التيار الوطني من شح المعلومات.

هذا الضخ الاعلامي المحلي والاقليمي باتجاه العماد عون لا يمكن الركون اليه حسب هذه المصادر بالرغم من معرفة هذه المصادر بأن امكانية انتخاب رئىس قبل انتهاء المدة الدستورية مستبعد، وبالتالي فان ما بعد الخامس والعشرين من أيار ليس كما قبله على خلفية تزخيم المحركات الدولية والاقليمية مما يعطي فسحة لمرشحين آخرين بالظهور وفق الاجندات التي تؤمن بها هذه الدول وعلى وقع الحوار الاميركي ـ الايراني والسعودي ـ الايراني وهذا يستلزم وقتاً خصوصاً انه لم يبدأ بعد، لكن هذه المصادر البارزة تعطي لقاءات باريس حيزاً ليس قليلاً في عملية الكشف عن النيات الحقيقية لتوجه الحريري وهو لا يمكنه الا ان يكون صريحاً مع حلفائه خصوصا الدكتور جعجع وبالتالي اذا كانت هذه المشهدية التي تذكي العماد عون من قبل زعيم المستقبل فانه بالتالي سوف يتنازل بالمقابل رئيس حزب القوات اللبنانية عن جزء من القرار الاساسي في هذا المجال اقله عطاء جعجع مفتاحاً من مفاتيح الابواب الرئاسية في قصر بعبدا، والا كيف سيتعاملان بعضهما مع بعض في المستقبل القريب؟