IMLebanon

غزّة «جُرُف صامد» أم تقسيم القطاع؟!

ليلة أمس كان العرب ثلاثة فرقاء، واحدٌ غافٍ على حريرِ الابتهاج بالمونديال وغارق في المواجهة الألمانية ـ البرازيليّة، وثانٍ «نام عوجّو طبّ» كيفما قلّب الواقع العربي رأى أنهار الدم تجري في بلاد العرب، فيما الحكام العرب لا ولم ولن يحرّكوا ساكناً، مع أنهم اختُصروا باعتبارهم «ظاهرة صوتيّة»، لكن حتى هذه الظاهرة اختفى صوتها وغرقت في صمت القبور، والفريق الثالث قسم منه نام والطيران الإسرائيلي يحلّق فوق رأسه في غزة والصواريخ تهدم بيوته على رؤوس ساكنيها، وقسم نام على وقع قصف الطيران الإيراني لمدينة القائم على حدود العراق وفي تكريت وسواها، ومن لم يمت بنيران المالكي مات بحكم «خليفة» داعش، وقسم في سوريا الذبح مستمرٌ فيه والعالم والعرب يتفرجون، وقسم في»عمران» اليمن نام بعدما أحكم الحوثيّون سيطرتهم على المدينة وإن هي إلا أيام وربما يطبقون حصارهم على صنعاء، وقسم في ليبيا لا يعرف ما هو مصيره وسط انفلات قبلي مسلح ، بلاد العرب لا راحة لها ولا استقرار، والسبب فيما يغرق فيه العالم العربي العرب أنفسهم!!

لطالما اختارت إسرائيل لمعارك جيشها أسماء توراتية يهودية منذ عناقيد الغضب عام 1996 إلى «السور الواقي» في الضفة الغربية عام 2002 إلى «عمود السحاب» في غزة عام 2012، وكلّ هذه الأسماء لإضفاء صبغة دينية مقدسة على الحروب، بالأمس اختارت إسرائيل اسم «الجُرُف الصامد» أو بحسب القناة العاشرة في التلفزيون الإسرائيلي «الصخرة الصلبة»، وفي الحالتين ستتدحرج الصخرة لتسحق ما تبقّى من غزّة، وستكمل إسرائيل ما بدأته «داعش» وإيران والنظام السوري، وستقسّم إسرائيل القطاع، وهذا واحد من أبرز السيناريوهات الجاهزة للتنفيذ من أجل تصفية القضية الفلسطينيّة، وإلى الأبد، وحماس لها باعٌ طويل في التورّط في هذه العمليّة، وأسوا من حماس «الفصيل الإيراني» المسمّى «الجهاد الإسلامي»، فماذا يحدث في غزة؟!

الآن؛ وفي هذا التوقيت بالذات، واشتعال هذه الجبهات دفعة واحدة، مع ظلال إحراق الفتى المقدسي «محمد أبو خضير» حياً، لكأن  عصابات «الهاغانا» بُعثت من جديد، وكلّ هذه نُذُرٌ تؤكّد أننا قد نكون أمام نكبة جديدة، وأنَّ هذا الكمّ الهائل من اللاجئين السوريين، ولاحقاً الفلسطينيين ربما سيغرق بهم الأردن ومصر ولبنان، وأنّ تغييراً ديموغرافياً مذهبياً سيطرأ على الخارطة الجديدة المقبلة، لن يلبث أن يطفو على سطحه وجه «خارطة الدم الأميركيّة»، وكلّ الحديث عن «الأردن الكبير» و»لبنان الكبير»، وعودة غزة ورفح إلى مصر، والضفة إلى الأردن، وما أسرع ما سنشاهد في الأيام المقبلة «كردستان الكبرى» تقوم وأول المعترفين بقيامها إسرائيل، وسينضم إلى كردستان العراق كُرد سوريا وكُرد تركيا وكُرد إيران، وإيران، إمبراطورية الشرّ في المنطقة ستلحق بالعراق وستذوق ما أذاقته للمنطقة فهي ومعها تركيا أيضاً على مشرحة التقسيم عاجلاً أم آجلاً، وعلى طريقة الرئيس نبيه بري اللاعب اللبناني «الحذق»: «waitandsee»، ولننتظر.. ونرَ..