IMLebanon

هل ننتخب رئيساً  قبل انهيار الجمهورية؟ 

ليس في ايلول ما لم يكن في الشهور التي سبقته قبل بدء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس وخلالها وبعدها. لا بالنسبة الى الحسابات التي حالت دون انتخاب رئيس. ولا بالنسبة الى الخطاب الجماعي الداعي الى اتمام الاستحقاق الدستوري، والمنظّر لمحورية الموقع الرئاسي في الانتظام العام لعمل المؤسسات، والمحذّر من مخاطر الفراغ. فما نواجه به التطورات الدراماتيكية المتسارعة هو المزيد من الشيء نفسه. وما نتكل عليه في حمايتنا هو ما يتعرض لحملات من طرفين: طرف يريده ان يتورط في المعارك الى النهاية، وآخر يطلب ألا يذهب الى أبعد من خطوات محدودة.

تكبر المخاطر ويزداد الوعي بها من دون ان يدفعنا ذلك الى تطبيق ما نقوله في الخطاب عن الحاجة الى الوحدة الوطنية والتفاهم السياسي. ونرى المكشوف من خطط داعش ونسمع بالمخفي منها ونلمس اقتراب الجمهورية من الانهيار، من دون ان نتخلى عن الصغائر والاحقاد والحسابات الضيقة او الواسعة في مسألة الرئاسة.

يقول لنا الايرانيون والسعوديون والاميركان والفرنسيون الذين نراهن على تفاهم بينهم لكي ننتخب رئيساً، ان اللعبة في ايديكم، فلا نصدق ولا نحاول ان نلعب بالاوراق الداخلية المتاحة. ويقال للمعرقلين ان عامل داعش الذي قاد الى تغيير الحسابات في العراق وسوريا والسعودية وايران وتركيا واميركا واوروبا يجب ان يغير حسابات الرئاسة في لبنان، فلا يتغير حرف في الأجوبة الجاهزة التي كانت ولا تزال من الحواجز على الطريق.

وكلما وصلنا الى هاوية نزلنا فيها، وسط التطمينات الى ان فوقنا مظلة اقليمية ودولية وان الاستقرار خط أحمر. ولكن السؤال هو: ماذا تفعل مظلة دولية، على افتراض انها حقيقية لا خيالية، عندما تكون الحدود مهددة باختراق داعش، والخلايا الارهابية النائمة جاهزة للتحرك بقرار لا يعبأ اصحابه بالشرعية الوطنية ولا بالشرعية الدولية؟ ما العمل حين تكون العصبيات الطائفية والمذهبية مستنفرة، بحيث يقود أي حادث في مكان الى رد فعل في مكان آخر، ثم الى التصعيد في الافعال والردود وبالعكس؟ وهل بدونا في محنة المخطوفين من الجيش وقوى الامن في معركة عرسال محصنين بالكامل ضد التأثر بوسائل التلاعب المذهبي الخبيث بنا على ايدي الارهابيين الخاطفين من داعش وجبهة النصرة؟

الدرس امامنا واضح وبسيط: لا مجال للنجاح في محاربة داعش من مواقع طائفية ومذهبية. فالحرب على الارهاب التكفيري يجب ان تنطلق من موقع وطني في اطار دولة، وان تكمل العمل العسكري والأمني بالاتفاق السياسي والثقافة الوطنية. وهذا ما يتعلمه الجميع الآن من التجارب في العراق وسوريا. ولبنان ليس استثناء.