IMLebanon

كاهن عن معركة كسروان ـ جبيل: لم تشهد المنطقة هذه القساوة والحدة والعصبية

 

بين الفصح الغربي والشرقي ثمة مساحة كان من المفترض ان تشهد دائرة كسروان – جبيل فسحة من الراحة، الا ان العكس قد حصل وبصورة اشد وسط غليان انتخابي لم تشهده المنطقة قط وتدور المعركة من بيت الى بيت ومن حي الى آخر سبيلاً للعمل على تأمين الحاصل الانتخابي، وما أن يزور المرشح هذا الحي ويغادره ليغط مرشح آخر فيه في غياب اي نشاط للائحة بأكملها بحيث يعمل كل فرد لمصلحته الخاصة ليصح قول احد الكهنة في كسروان من ان هذا القانون النسبي أرجع الى ذاكرتنا مأساة قايين وهابيل بكل ما للكلمة من معنى ويقول: لم تشهد كسروان ولا حتى جبيل هذا النوع من قساوة المعركة والحدة والعصبية لدى كافة المرشحين الذين لا يمكن التواصل معهم سوى بعد ساعات من الاتصالات لانهماكهم في حصد الاصوات التي لا يعرف وعود اصحابها الى اي لائحة سوف تصب مع ان الايجابية تطبع نتائج كل زيارة ولكل مرشح.

وتعطي مصادر مراقبة صورة عن وضع الدائرة قبل شهر من المنازلة لتشير الى ان احداً لا يعلم شيئاً عن مسارها ونتائجها فالمواطن يعي ماذا يريد فيما ما يقدمه المرشح مبهم وغير مفهوم فلا المفهوم السياسي حاضر ولا الرؤية موجودة لمستقبل منطقة يقال عنها انها مهد الموارنة لترسم ما يأتي:

– اولاً: ان لائحة العميد شامل روكز وان كان هو شخصياً يعمل على الجمع فيما بين اعضائها، الا ان الواقع على الارض يشير الى سلسلة من التباينات حول السباق نحو الصوت التفضيلي كما يحصل أيضاً بحكم الواقع المستجد بوجود المرشح زياد حواط في جبيل والذي من الطبيعي ان يدفع نواب التيار سيمون ابي رميا ووليد خوري نحو تأمين الحاصل الانتخابي ناهيك بخطاب جديد وعالي النبرة يستعد لاطلاقه النائب السابق الدكتور فارس سعيد ويركز من خلاله على اهداف ترشيح الشيخ حسين زعيتر في القضاء والنتائج التي يمكن ان تسفر عن خلال هذه التداعيات.

تقول اوساط سعيد ان المعركة في جبيل هي في طبيعة الحال وفي المقام الاول بين نواب التيار الوطني الحر وحزب الله على خلفية امكانية نفاذ زعيتر بحاصله الانتخابي مما سيؤثر سلباً في تماسك القواعد الشعبية بمرشحي التيار، لتؤكد ان معركته في المقام الاول سياسية بامتياز ولمنع الهيمنة التي سيفرضها حزب الله على المنطقة ولو بالصوت التفضيلي، وحسب هذه الاوساط فان سعيد ينطلق من واقع انتخابي في العاقورة والمجدل وصولاً الى نهر ابراهيم بأكثر من ثلاثة الاف صوت.

الا ان الواضح ان معركة كسروان تتركز حالياً في منطقة الفتوح والتي من المنتظر ان تقرر من هو الفائز الرابع على لائحة التيار الوطني الحر، مع العلم ان النائب السابق منصور غانم البون لطالما اطلق عليه تسمية «أمير الفتوح» منذ العام 1992 وصولاً الى اليوم وله قواعد ثابتة ومتشعبة ومتجذرة لا يمكن الا ان تصب اصواتها الى جانبه بالرغم من وجود مرشحين اخرين من الفتوح من مختلف اللوائح ولا يمكن اخفاء نشاط التيار الوطني الحر بواسطة مرشحه روجيه عازار والمعركة الحقيقية والمفصلية تجري في هذا القاطع في مقابل تقدم واضح لمرشح التيار عن المقعد الشيعي في جبيل ربيع عواد وسط ضغوط متزايدة يقوم بها حزب الله لتأمين حاصل انتخابي لمرشحه.

ثانياً: لا شك في ان لائحة تحالف فريد هيكل الخازن والكتائب والدكتور فارس سعيد التي ستعلن يوم الاثنين المقبل منسجمة ا لى حد بعيد وسط خطاب موحد ورؤية تجمع هؤلاء المرشحين المخضرمين نحو هدف واحد هو تأمين حاصلين اثنين في الدائرة وهي كغيرها لا يمكن سوى ملاحظة بعض العثرات بفعل القانون الجيد وتتمثل بامكانية تقدم النائبة جيلبرت زوين نحو الحاصل الثاني مما يعني حكماً تراجع نفوذ غيرها في اللائحة.

ثالثاً: لائحة القوات اللبنانية وهي الوحيدة التي تزور المناطق والاحياء بشكل جماعي مع مرشحها شوقي الدكاش ولا شك وفق هذه المصادر المراقبة انما تتقدم بخطى ثابتة بفعل عامل توحيد الخطاب الانتخابي فيما بينها وعدم ملاحظة نتوءات بارزة لدى معظم المرشحين.

رابعاً: يبدو ان لائحة التضامن الوطني برئاسة الوزير السابق جان لوي قرداحي تتشابه في موقفها الموحد مع لائحة القوات اللبنانية وبالكاد يمكن ملاحظة شوائب فيها، اما مسألة تأمين حاصلين واحد شيعي واخر ماروني، ويبدو انها معلقة في المقام الاول على انجاح الشيخ زعيتر وهذا امر اصبح معروفاً لدى الجميع ذلك ان نسبة الانتخابات في قضاء جبيل لا تسمح بتاتاً بتأمين حواصل متعددة بفعل اعداد المقترعين المحددة.

وسط هذه المشهدية يمكن الاستنتاج لدى هذه المصادر ان الواقع الحالي يفترض ان ينتج ما يأتي : حصول لائحة التيار الوطني الحر على اربعة مقاعد في كسروان وجبيل مع ا رجحية قوية بارتفاعها الى خمسة خصوصاً في قضاء كسروان، والقوات اللبنانية على حاصل انتخابي في جبيل وارقام مرتفعة مع كسور انتخابية واضحة لشوقي الدكاش، اما من جهة لائحة الخازن فان مجريات الامور تشير الى تقدمها نحو نيل حاصلين وحاصل وحيد للائحة التضامن الجبيلي، مع العلم ان هذا كله مرتبط بأمرين اساسيين: ارتفاع نسبة الاقتراع الى الستين بالمئة وما فوق بفعل عدد الناخبين في الدائرة الذي يناهز مئة وخمسة وسبعين الفاً من المنتظر ان يقترع منهم حوالى مئة وعشرين الف مقترع.