الفتنة نائمة لعن الله مَن أيقظها.
بعد القضاء على الجيوش العربية، وهذا كان البند الأول في مخطط كيسنجر بعد حرب تشرين المجيدة عام 1973 وفيها انتصر الجيش السوري ووصل الى ضفاف بحيرة طبريا، وبعد الانتصار الذي حققه الجيش المصري باجتيازه «خط بارليڤ»، وكان ذلك بمشاركة جيوش من السعودية والكويت والعراق والمغرب والأردن وطبعاً سوريا ومصر… هذا الإنتصار الذي جاء «السيّئ الذكر» هنري كيسنجر (على حد تعبير المغفور له الرئيس سليمان فرنجية) ليعمل على تفكيك الجيوش العربية والقضاء عليها.
وإذا عدنا بالذاكرة فقد تمّ تحييد الجيش المصري، بعد اتفاقيتي «كامب دايڤيد» في العام 1978.
وفي العام 2003 تمّ القضاء على الجيش العراقي، وذلك كان بنداً أوّل في نتائج الغزو الاميركي للعراق، علماً أنه لولا مساندة الجيش العراقي في حرب تشرين لسقطت دمشق ذاتها.
واليوم يتم القضاء على الجيش السوري، وكذلك على الجيش الليبي.
ولم يبقَ إلاّ ثلاثة جيوش دول عربية فاعلة هي السعودية والكويت والمغرب بفضل حكمة القيادات فيها، أمّا جيوش المواجهة فانتهت.
والجزء الثاني من المخطط هو إثارة الفتنة السنية – الشيعية ما يفتح الباب أمام حروب لا نهاية لها.
وبداية هذا الجزء من المخطط جيء بالخميني الى إيران… وعندما غادر الغزاة الاميركيون العراق سلّموه الى إيران، أي الى مشروع الفتنة، مشروع ولاية الفقيه.
ونلاحظ المذابح في المدن السورية: حمص، حماة، حلب، دير الزور وريف دمشق وغيرها..
وكذلك ما أصاب العراق، واليوم الموصل بالذات.
والغريب العجيب أنّ العبادي يطلب من قاسم سليماني، قائد «فيلق القدس» في الحرس الثوري الايراني أن يشارك في الحملة على الموصل… ويبدو أنّ هذا الفيلق لا يحمل من القدس إلاّ اسمها… أمّا مهمته الحقيقية فهي قتل أهل السُنّة في سوريا والعراق واليمن.
علماً أنّ الأمر الوحيد الذي يتفق عليه الاميركي والروسي هو أن تستمر الحروب مشتعلة في هذه المنطقة، من أجل القضاء على الإسلام أولاً، واستنزاف النفط ومداخيله حتى آخر بترودولار وآخر برميل.