IMLebanon

بو حبيب لـ”نداء الوطن”: أنصاف الحلول لا تنفع ولن نقبل بها

 

“نسمع أنّ إسرائيل ليست في وارد الإنسحاب من مزارع شبعا”

 

 

مع وصول وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورني اليوم إلى لبنان، وزيارة الموفد الاميركي آموس هوكشتاين إلى اسرائيل، تتجدد المساعي الدولية حيال تطبيق القرار الدولي 1701، وتراجع «حزب الله» ثمانية إلى عشرة كيلومترات شمالي الليطاني لتأمين عودة المستوطنين إلى الحدود الشمالية. ونقلاً عن وسائل اعلام اسرائيلية فإنّ المبعوث الأميركي «أعطى إشارات إيجابية لإمكانية الوصول لحلّ سياسي لتهدئة جبهة جنوب لبنان» وتحدثت عن «مقترح أميركي يشمل تراجع «حزب الله» عن الحدود وعودة النازحين».

 

لبنان من جهته لم يتبلغ بعودة قريبة لهوكشتاين الذي سبق وتبلغ جواباً لبنانياً رسمياً مفاده «أن الحل لتنفيذ القرار يجب أن يكون كاملاً وشاملاً وإلا فلا حلول وسط». المتوقع أنّ نجاح زيارته إلى اسرائيل سيقوده إلى لبنان حتماً فهل تستطيع الولايات المتحدة اقناع اسرائيل بإظهار الحدود كاملة مع لبنان وأن تخوض مفاوضات تثبيت للحدود البرية شبيهة بالترسيم البحري؟

 

يؤكد وزير الخارجية عبد الله بو حبيب العائد من زيارة الى نيويورك قدم خلالها خطة لبنان من أجل تحقيق الامن والاستقرار المستدامين في جنوب لبنان، أن هذه الخطة أو الـpackage deal «لاقت استحسان الدول المعنية» وقد «لمس تفهماً دولياً لموقف لبنان الرافض لأي حل لا يكون كاملاً وشاملاً لتنفيذ القرار 1701»، كاشفاً عن كواليس ما شهدته المباحثات بهذا الشأن وعن جواب لبنان بشأن المفاوضات مع اسرائيل.

 

يقول إنّ مباحثاته في الأمم المتحدة ركزت على قضيتين: «الحل في غزة كمقدمة لحل للقضية الفلسطينية الذي يساعد في الإستقرار في لبنان وبوصفها ايضاً قضية إنسانية. قلنا لقد آن الأوان لأن تختبر اسرائيل السلام بعد 75 عاماً من الحرب. والأفضل لها أن تنحو باتجاه السلام بدل أن تستمر في خوضها حرباً على الفلسطينيين تكون نتيجتها أطفالاً بلا عائلات تأويهم فكيف سيكون مستقبلهم، بينما يمكن للسلام ان يؤمن الإستقرار المنشود والسلام الدائم».

 

في مجمل المباحثات التي يقودها ممثلوها سواء في الأمم المتحدة أو خلال زيارتهم إلى لبنان تطالب الدول الغربية بتراجع «حزب الله» نحو ثمانية إلى عشرة كيلومترات شمالي الليطاني، وهذه صيغة «يرفضها لبنان الذي لن يقبل بأنصاف الحلول التي لا تجلب السلام المنشود ولا تؤمن الإستقرار بل ستقود إلى تجدد الحرب مرة تلو الاخرى. لذلك نحن نصر على تطبيق شامل للقرار الدولي 1701 ونرى التوقيت مؤاتياً لذلك». وكشف بو حبيب عن رفض لبنان المطلب الدولي بتأمين عودة النازحين إلى الشمال قائلاً «إنّ لبنان لا يمانع في عودة النازحين من الجهتين وليس اقتصار الحل على تأمين عودة النازحين على الحدود الشمالية فقط، بل الخوض في المرحلة الثانية في مفاوضات سريعة للإتفاق على إظهار الحدود بين لبنان واسرائيل، وانسحاب اسرائيل إلى حدودها أي العودة عن النقطة B1 في منطقة رأس الناقورة الواقعة ضمن الحدود اللبنانية إلى شمالي الغجر أي إلى الحدود التي نتفق عليها من خلال مفاوضات غير مباشرة إما بواسطة اليونيفيل أو الأميركيين والفرنسيين أو كلهم مجتمعين ولا مشكلة لدينا».

 

ويؤكد اصرار لبنان على تحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا ويقول «ما نسمعه من بعض وزراء خارجية دول الغرب أنّ اسرائيل ليست في وارد هذا الانسحاب، وكان جوابنا أنّ لبنان لن يقبل الا بحل كامل لكل قضايا الحدود مع اسرائيل، وأنصاف الحلول لا تنفع ولن يقبل بها، ووقف الخروقات الجوية والبرية والبحرية التي فاقت 30 ألف خرق منذ العام 2006». واذ رأى في هذه المطالب «مدخلاً لتحقيق السلام والاستقرار» لفت إلى أنّ مسؤولي الأمم المتحدة « تلقوا الورقة اللبنانية بارتياح. حتى وزراء خارجية الدول الخمس الدائمة العضوية أبدوا تفهماً واعتبروها ورقة للسلام الدائم في الجنوب اللبناني»، كاشفاً عن أن «بعض ممثلي الدول الغربية أبلغ لبنان أنّ اسرائيل ترفض بحث بند الانسحاب من شبعا وتلال كفرشوبا في الوقت الراهن».

 

إنتشار الجيش

 

نقطة اضافية يتحدث عنها القرار 1701 وتتعلق بانتشار نحو 15 ألف عنصر من الجيش اللبناني على الحدود الجنوبية وحيث أن الجيش في وضعيته الحالية «لا عديد ولا عتاد كافيين لديه»، يتحدث بو حبيب عن «طلب لبنان من الدول المعنية المساعدة على تطويع 7000 جندي اضافي، ونرجح أن تتولى فرنسا المبادرة إلى الدعوة لعقد اجتماع دولي لدعم الجيش اللبناني على غرار المؤتمر الذي سبق وعقد في ايطاليا عام 2007».

 

ويقول «إنّ ما تسعى اليه اسرائيل هو اقتصار البحث على عودة مستوطنيها على الحدود الشمالية ما يعتبره لبنان مطلباً غير وارد وهو ما سيكون سبباً لأن تكون المفاوضات حول تطبيق القرار الدولي في غاية التعقيد». لكن هناك من يقول إنّه ليس امام اسرائيل الا التجاوب مع مطالب لبنان في نهاية الأمر بدليل ما شهدته المفاوضات حول ترسيم الحدود البحرية، حيث رفعت سقف مفاوضاتها ثم انتهت إلى القبول بإعطاء لبنان ما يريده.

 

لا يخفي بو حبيب التهديدات المتعاقبة التي ينقلها الموفدون الدوليون من نية اسرائيل شن حرب واسعة على لبنان وكان جواب لبنان عبر وزير خارجيته «إنّ الحرب على لبنان لن تكون نزهة، ولـ»حزب الله» الخبرة في الميدان وقد سبق وخاض حرباً في مواجهة اسرائيل وهو مهيّأ لخوض حرب جديدة ضدها، وحينها سنكون أمام دمار شامل بالنظر لقدرة اسرائيل الهائلة على التدمير ولكنها لن تنجو منه أيضاً. وهذه الحرب قد تتحول إلى حرب اقليمية ولن تلتزم المنظمات الدولية الصمت حيالها وستكون ردة فعلها مضاعفة لردة فعلها الحالية تجاه ما تشهده غزة».