IMLebanon

الديار: هكذا أسقط نصرالله «سيناريو يوغوسلافيا»: تدمير اسرائيل مقابل تدمير ايران..

 

طهران تتلقى «رسالة» اسرائيلية..! ونقطة واحدة عالقة في مفاوضات «الترسيم»

لقاء بعبدا يفشل «باحياء» الحكومة «سقوط» حل جنبلاط والحريري «يلوم» باسيل؟ 

كتب ابراهيم ناصرالدين

 

في تعبير واضح عن «العجز»، تراجع رئيس الحكومة سعد الحريري عن مهلة الـ 24 ساعة التي روجت لها مصادره كموعد لـ «يضرب يده على الطاولة»، وبدل الدعوة الى جلسة للحكومة،اكتفى بالتعبير عن «عجزه» بالقول بعد لقاء رئيس الجمهورية ميشال عون في بعبدا «تفاءلوا بالخير تجدوه».. وبحسب مصادره، تراجع الحريري عن الدعوة الى عقد جلسة للحكومة وارجا الامر لمزيد من التشاور بعدما «لمس» تراجعا واضحا من قبل التيار الوطني الحر عن المضي قدما بطرحه «الوسطي» لاحالة حادثة البساتين على المحكمة العسكرية، وتحدثت تلك الاوساط عن «قطبة مخفية» يعجز الحريري عن فهمها ازاء سقوط الحلول تلو الاخرى،خصوصا ان عودة وزير الخارجية جبران باسيل من واشنطن لم تنعكس ايجابا على موقف النائب طلال ارسلان، على الرغم من حصول اتصال هاتفي بين الرجلين وعد خلاله باسيل بحل «الازمة» لدى عودته الى بيروت، لكن هذا لم يحصل!.. في المقابل ترفض اوساط «تكتل لبنان القوي» تحميلها مسؤولية التعطيل، مشيرة الى انها ستحضر اي جلسة حكومية، فيما يرفض الحزب «الديموقراطي» التراجع عن موقفه كما يرفض مبادرة النائب السابق وليد جنبلاط الجديدة لتحويل حادثتي الشويفات، والبساتين، الى المجلس العدلي، وتستغرب عدم الذهاب الى «التصويت» في مجلس الوزراء.. والخلاصة ان الجميع «يدور في حلقة مفرغة» دون ملامح لاي حلول منتظرة خصوصا ان الجميع يحاول معرفة حقيقة موقف رئيس المجلس النيابي نبيه بري اذا ما احيلت القضية على التصويت في الحكومة، بينما تكتفي مصادر «عين التينة» بالقول: «ليجي الصبي منصلي على النبي»..

 

«رسائل» نصرالله الاقليمية..

 

في هذا الوقت، تنتظر القوى السياسية موقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اليوم عله يفتح «كوة» في «جدار الازمة» الداخلية، علما ان مصادر مقربة من الحزب تؤكد ان الموقف واضح لجهة دعم حلفائه، لكنه ليس ابدا مع تعطيل جلسات الحكومة،ولا يرى رابطا بين المسألتين.. وفي انتظار تبلور الازمة داخليا، يبدو ان السيد نصرالله قد نجح في ايصال «الرسالة» الاقليمية الى مكانها الصحيح، وفي الوقت المناسب، ووفقا للمعلومات فان الاجراءات التي اعلنت عنها «الجبهة الداخلية» في اسرائيل لتحصين وحماية نحو 20 موقعاً «استراتيجياً» بعد اطلالته الاعلامية الاخيرة عبر قناة المنار لم تكن سوى «راس جبل» الجليد في تداعيات تهديداته الموثقة بالخرائط، ووفقا لاوساط دبلوماسية كانت اولى التداعيات «رسالة» اسرائيلية وصلت الى طهران،عقب هذا اللقاء،وعبر طرف ثالث، يرجح ان يكون سويسرا، وفحوى «الرسالة» ان اسرائيل ليست معنية بالتوتر بين إيران والولايات المتحدة وهي غير معنية بالتدخل في اي حرب محتملة.. وفي هذا الاطار تعرض وزير التعاون الاقليمي تساحي هنغبي «للتانيب» من قبل رئيس الحكومة بنيامين نتانياهو عقب تصريحات قبل ايام تباهى فيها بان اسرائيل تقوم بقتل الايرانيين في سوريا.

 

«الغموض البناء»..؟

 

ووفقا لاوساط دبلوماسية غربية، تتعامل اسرائيل بجدية كبيرة مع اعلان السيد نصرالله عن قدرة المقاومة على استهداف المطارات، والمنشآت النووية،ومحطات توليد الطاقة وحتى «ووزارة الدفاع» في تل أبيب، وهم يدركون ان كلامه لم يكن مجرد تهديدات «عبثية» وانما يتحدث عن وجود قدرة حقيقية لإلحاق دمار هائل في اسرائيل.. وقد زاد «الغموض» الذي تركه السيد نصرالله بشان احتمال تدخل حزب الله في الحرب اذا ما تدهورت الامور بين الولايات المتحدة وايران من القلق لدى القيادة الاسرائيلية التي لا تملك ايجابات واضحة حيال كيفية تعامل الحزب مع «لحظة» التدهور المفترضة في المنطقة..

 

تقارير استخباراتية «مقلقة»

 

ووفقا للمعلومات، فان التقدير الاسوأ الذي توصلت اليه تقارير استخباراتية اميركية واسرائيلية بالتعاون مع استخبارات خليجية، تفيد بان حزب الله سيستخدم قدراته ضد الأهداف الاستراتيجية في اسرائيل وستكون المدن الرئيسية تحت وابل كثيف من النيران… وفي تقدير «صادم» من الاستخبارات العسكرية الاميركية «المواكبة» لتشغيل منظومة الصواريخ الاعتراضية الاميركية المنصوبة في اسرائيل، تحدث تقرير انتهى العمل به قبل ايام الى خلاصة بان قدرة الصد الدفاعي الاسرائيلي في وجه الكمية الهائلة للصواريخ الموجودة لدى حزب الله لا تتعدى الـ 60بالمئة ما يعني ان نحو 40 بالمئة من الصواريخ قادرة على الوصول الى اهدافها وهذا كاف لاحداث اضرار يصعب التكيف معها.. وتبين ايضا ان محاولة اسقاط الصواريخ التي ستمطر على اسرائيل في يوم قتالي واحد، سيكلف أكثر من مليار دولار في اليوم، وهذا ما يجعل اسرائيل عاجزة ماليا عن مواكبة حرب تستمر لـ 33يوما في حدها الادنى كما حصل في حرب تموز، وهذا سيعني حكما انهيار مالي واقتصادي يواكب عملية التدمير الهائل في المنشآت الحيوية والاستراتيجية، وهذا ما يفسر «الرسائل» الاسرائيلية لايران بعدم مشاركتها في اي حرب محتملة..

 

لمن «رسائل» نصرالله»..؟

 

هذا الوضع الاسرائيلي المتردي، هو ما دفع السيد نصرالله الى رفع منسوب تهديداته الموثقة، وهذه المرة كانت «رسالته» بحسب اوساط مقربة من الحزب، تحمل في طياتها معنيين، الاول «ردعي» وهو افهام العدو ان اي حرب مقبلة ضد لبنان سيكون ثمنها مكلفا وهو بذلك يعيد التذكير «بتوازن الردع» الذي يحكم «قواعد الاشتباك»، اما الطرف الثاني المعني في «الردع» فهو الولايات المتحدة الاميركية التي وصلتها «رسالة» السيد نصرالله واضحة ولا تقبل اي التباس، ومفادها «انه اذا فكرتم بان تشنوا حربا مدمرة على ايران فان اسرائيل «خاصرتكم» «الرخوة» في المنطقة ستدمر ايضا»..

 

«السيناريو اليوغسلافي»..

 

ووفقا للمعلومات، سبق هذا التحذير وجود معلومات استخباراتية لدى الايرانيين بوجود خطط اميركية جاهزة لتطبيق «السيناريو» «اليوغسلافي» مع ايران، بمعنى آخر شن هجوم جوي «ساحق» على مختلف المرافق الحيوية الايرانية، وهو امر سيلحق اضرارا كبيرة في البنية التحتية الايرانية، وكانت «الرؤوس الحامية» في واشنطن رفعت تقديرات بالقدرة على تحمل خسائر مفترضة في القواعد الاميركية في الخليج دون التوقف عند الاضرار الناجمة عن الرد الايراني على تلك الدول، وبقي سؤال معلق حيال وضعية اسرائيل وما يمكن ان يصيبها جراء حرب مماثلة، ولذلك لم يتأخر السيد نصرالله بتقديم اجابات واضحة واضعا «معادلة» جديدة في الصراع عنوانها «تدمير» اسرائيل مقابل «تدمير» ايران، ويبدو ان «الرسالة» قد وصلت الى كل الجهات المعنية بهذا الامر..

 

اين اصبحت مفاوضات «الترسيم»؟

 

في هذا الوقت بحثت السفيرة الاميركية اليزابيت ريتشارد مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل ملف ترسيم الحدود الجنوبية.. غداة اعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري عن انتعاش الوساطة الاميركية لترسيم الحدود، ووفقا لمصادر وزارية مطلعة فان الإتفاق الذي يتضمن سبع نقاط قد تم إنجاز 90% منه وبقيت نقطة واحدة ما زالت قيد البحث، تتعلق بالتزامن البري والبحري.. وقد تراجعت اسرائيل عن تمسكها بمدة الستة اشهر التي حاولت فرضها، وقبلت رعاية الامم المتحدة للمفاوضات..

 

«مراوحة» «البساتين»..؟

 

في هذا الوقت لا يزال «العجز» هو عنوان المرحلة في البلاد في ظل «المراوحة» القاتلة في ايجاد حل لحادثة «البساتين»، «فالدخان الابيض» لم يتصاعد من بعبدا واكتفى رئيس الحكومة سعد الحريري بالقول «تفاءلوا بالخير تجدوه»، كلمات اختصرت حجم الاحباط الذي يمر به «الرجل» الذي يصر على عقد جلسة للحكومة الاسبوع المقبل دون ان يحصل حتى الان على اي ضمانات بشأن عدم «تفجيرها» من الداخل، ووفقا لمصادره فهو مصر على انعقاد مجلس الوزراء في اقرب موعد ممكن ليتمكن من مواجهة التحديات المعلومة لدى الجميع، الامر الذي سيكون محل متابعة في اليومين القادمين لاتخاذ القرار المناسب.. اما البحث فينحصر راهنا بطرح رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حول احالة ملفي حادثتي «الشويفات» «والبساتين» الى المجلس العدلي..

 

من جهتها اكدت مصادر التيار الوطني الحر ان لقاء بعبدا لم ينجح في الوصول الى تحديد موعد لجلسة الحكومة، لكنه كان لقاء ايجابيا مشيرة الى ان الإتصالات ستستكمل خلال اليومين المقبلين على خط السراي وعين التينة وخلدة لتقريب وجهات النظر في موضوع احالة حادثة البساتين الى المجلس العدلي..

 

«العودة الى المربع الاول»؟

 

ووفقا لاوساط مطلعة فان الامور عادت الى «المربع الاول» بعد اصرار رئيس الحزب الديموقراطي النائب طلال ارسلان على احالة الحادثة الى المجلس العدلي عبر قرار من مجلس الوزراء، بعدما رفض خلال زيارته عين التينة تفويض الرئيس نبيه بري بمتابعة الملف. في المقابل غرد رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط عبر حسابه على «تويتر» قائلا: «اعتقد وبكل سهولة واذا ما صفت النيات بأن القضاء اذا ما ترك بعيداً من التجاذبات السياسية يستطيع ان يحسم قضيتي الشويفات والبساتين وفق الأصول المعروفة والمتّبعة. اتركوا الخلافات السياسية بعيداً من القضاء»، ووفقا لاوساط «الاشتراكي» فان مبادرة جنبلاط سلكت طريقها العملي من خلال اتصالات تجري مع الجهات المعنية، «والمختارة» في انتظار تبلور المشهد خلال الساعات القليلة المقبلة..

 

في المقابل، تشير اوساط مطلعة الى ان الحزب الديموقراطي ابلغ «عين التينة» رفضه المبادرة «جملة وتفصيلا»، وفي لقاء عقد بعيدا عن الاعلام بين وزير المال علي حسن خليل والنائب طلال ارسلان اكد الاخير ان الطرح غير مقبول لأن حادثة الشويفات مضى عليها الزمن، وكانت نتيجة إشكال فردي، بينما حادثة البساتين هي عملية اغتيال استهدفت وزيرا في الحكومة، وانعقد المجلس الاعلى للدفاع من أجلها، وهي هددت أمن الدولة، ولذلك فان طرح جنبلاط «ولدنة» لا اكثر ولا اقل..

 

«لغم» الموازنة..؟

 

وفي سياق متصل اكدت مصادر مطلعة على اجتماع بعبدا ان البحث بين عون والحريري ايضا الى الموازنة وتحديدا المادة المتعلقة بضمان حقوق الناجحين في مجلس الخدمة المدنية وآلية معالجة هذا البند، دون ان يتم التوصل الى «مخرج» واضح للمشكلة التي يمكن ان تتحول الى «ازمة» جدية اذا لم يتم التعامل معها بجدية كما تقول اوساط «تكتل لبنان القوي» التي تتهم جهات معينة «بالتحايل» في هذا الملف عبر اضافة هذه المادة الى نص الموازنة خلال عملية التنقيح مع العلم ان «التكتل» اعترض خلال الجلسة العامة على هذه المادة وتم شطبها في حينه لتحصل المفاجئة لدى وصول النص الى القصر الجمهوري حيث تم اضافتها على نحو مخالف للقانون، ولذلك يتمسك رئيس الجمهورية بموقفه خصوصا ان هذا الملف لم يتم التوافق عليه مسبقا وهو يرى انه محاولة «لفرض امر واقع» مع العلم ان هذه المسألة من اختصاص السلطة التنفيذية وليس من اختصاص مجلس النواب وهذا يخالف بشكل واضح مبدأ الفصل بين السلطات..

 

ووفقا لاوساط نيابية مطلعة، تجري اتصالات مكثفة بعيدة عن الاضواء لمعالجة المشكلة، واحدى الحلول المقترحة الاتفاق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري على «شطب المادة» بحجة حصول «خطأ مطبعي»..

 

«انفراج» موقت في ملف النفايات..

 

 

وفي ملف آخر، نجح دخول حزب الله على خط الاتصالات الى تأجيل اقفال مكب الكوستابرافا امام نفايات الشوف وعاليه شهرا واحدا وذلك لمنح مهلة للحكومة لايجاد الحلول «المرتجاة»، واعلن رئيس اتحاد بلديات الضاحية محمد درغام انه بحال لم يتم ايجاد حل بديل من اليوم الى شهر سنعود الى ايقاف ادخال النفايات الى الكوستابرافا، ونحن لم نخالف القانون بل نتعامل تحت سقف القانون. واكد ان الجميع معني بإيجاد حل للموضوع، وجزء من الحل لدينا، وجزء من الحل لدى الباقين..