IMLebanon

الشرق: عون: حريص على «الطائف» والأمن خط أحمر

مع ان حركة الاتصالات والاجتماعات التي شهدت اول امس زخما استثنائيا، لا سيما على خطي بعبدا وبيت الوسط، وأوحت بالاقتراب من مربع احتواء حادثة البساتين، الا ان منسوب الحراك تراجع اليوم الى الحد الادنى وبدا ان ايجابيات نهار امس بددتها سلبيات الليل.

وانشغل اركان الدولة من اعلى الهرم الى اسفله بالاحتفال بعيد الجيش الرابع والسبعين وتحليل كلمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بما تضمنت من اشارات ان في اتجاه الحرص على التمسك باتفاق الطائف وهو الذي وجه اول امس رسالته الى المجلس النيابي لتفسير المادة 95 من الدستور، او لناحية اشارته الى ان «لا ينفع لبنان في هذه المرحلة أن يستحضر البعض لغة الماضي، وممارساته، عازفاً على وتر الحساسيات، وطاعناً في صميم إرادة العيش المشترك ومتطلباته، التي ثبتها اتفاق الطائف»، فمن المقصود؟

فيما هدأت امس حركة الاتصالات «العلنية» على خط البساتين، وقد أفيد ان جولتها الاخيرة لم تنته الى أي خرق بعدما أبلغ الوزير وائل ابو فاعور مساء اول امس رئيس الحكومة سعد الحريري، رفض «المختارة» أي تصويت على احالة الملف الى المجلس العدلي في مجلس الوزراء، أفيد ان لا مؤشر لجلسة حكومية هذا الاسبوع، اما الاسبوع المقبل فمرتبط بالمخرج الجديد الذي يعمل عليه ويحتاج لبعض الجهود، في وقت تردد ان الرئيس الحريري ارجأ زيارته التي كانت مقررة اليوم الى الخارج لكنها مرجحة في الساعات المقبلة.

وفي محور رسالة رئيس الجمهورية الى المجلس النيابي طلبا لتفسير المادة 95 من الدستور، كشفت مصادر نيابية  ان الرئيس نبيه بري الذي ينتظر افتتاح الدورة التشريعية العادية في اول يوم ثلاثاء بعد 15 تشرين الاول المقبل لتوجيه الدعوة الى جلسة تخصص لمناقشة وتفسير الرسالة الرئاسية، بدأ حركة اتصالات مع بعض النواب الحاليين الذين لم يبق منهم داخل الندوة النيابية راهنا سوى النائب البير منصور، والسابقين والشخصيات الذين شاركوا في مؤتمر الطائف للوقوف على تفاصيل وخلفيات ما جرى آنذاك وما واكب تلك المرحلة من محطات ونقاشات وصولا الى صياغة المادة 95 بصورتها الحالية.

من جهة أخرى، لم تخل الكلمة التي القاها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في عيد الجيش امس من الرسائل السياسية. فغداة توجيهه رسالته الى مجلس النواب طالبا تفسير المادة 95 من الدستور، أكد ان  أن اتفاق الطائف يشكل المظلة لحماية الميثاق الوطني، عبر صون حقوق الجميع، وإحقاق التوازن بين مختلف شرائح المجتمع ومكوناته. ولا يمكن أي ممارسة أو موقف، أن يناقضا روحيته. الى ذلك، لفت الى ان الجيش الوطني اثبت أنه فوق المصالح والتجاذبات، وأنه ضمانة الوطن.  وحذر من عودة العزف على وتر الماضي والحساسيات».

وليس بعيدا، وخلال استقباله قائد الجيش العماد جوزف عون واعضاء المجلس العسكري، الذين هنأوه لمناسبة عيد الجيش، شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون على  أن «الأمن مقدس والتفريط به ممنوع، مشيرا إلى أنه لا يزال يعطي فرصة لحل ملف  الخلاف الناشئ من حادثة قبرشمون. وعاهد قائد الجيش العماد جوزف عون رئيس الجمهورية على أن تبقى المؤسسة العسكرية قبلة أنظار اللبنانيين ومدعاة فخرهم»، مشيرا إلى أن ثقة الناس والجيوش العالمية تعوضان ما تعجز عنه الموازنات في تخصيص ما يكفي للجيش من احتياجاته ومتطلباته.

من جانبه، اغتنم رئيس الاشتراكي وليد جنبلاط معايدته الجيش لتمرير مواقف سياسية ايضا. فقال عبر تويتر «التهنئة للجيش في عيده السنوي فهو درع الوطن وحامي السلم الاهلي والاستقرار مع كافة الاذرع الامنية»، مضيفا «على امل ان يخرج البعض من عقلية الجبهات وان يكون قولا وعملا مع الطائف بعيدا عن التفسيرات والتأويل». وتابع «المستقبل اهم من الماضي المتحجر هكذا تقول الارصدة المتقدمة والعلمية».

الى ذلك، نوه المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان يان كوبيش بـ «الجهود المهنية الملتزمة للقوات المسلحة اللبنانية في الحفاظ على أمن لبنان وحدوده وشعبه، وسيادته وسلامة أراضيه، وفي بسط سلطة الدولة، مجددا التزام المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالمضي في دعم القوى المسلحة اللبنانية. ورحب في بيان، «بجهود القوات المسلحة اللبنانية، كأداة حاسمة للبسط الدائم لسلطة الدولة، بما في ذلك من خلال انتشارها على طول حدود لبنان الشمالية والشرقية وتدريجياً في الجنوب.

رئيس الجمهورية في احتفال عيد الجيش: متمسكون بالطائف ونرفض استحضار لغة الماضي

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، أن «الجيش أثبت على مر السنوات والأزمات أنه فوق المصالح والتجاذبات، وضمانة الوطن»، لافتا إلى أن «المكاسب والانجازات التي حققها خلال السنتين الماضيتين، تدعم بتثبيت الأمن والاستقرار في الداخل»، معتبرا أن «الأمن خط أحمر ولا تهاون مع أي محاولة للتلاعب به، فشعبنا يستحق أن يعيش بأمان ويمارس كافة حقوقه بحرية ومن دون خوف في أي منطقة كان من لبنان».

تحدث عون في الاحتفال الذي ترأسه لتقليد السيوف للضباط المتخرجين الـ269 في دورة حملت اسم «اليوبيل الماسي للاستقلال»، لمناسبة العيد الرابع والسبعين للجيش في الأول من آب،  في الكلية الحربية في ثكنة شكري غانم في الفياضية، والذي دعا اليه قائد الجيش العماد جوزاف عون، وحضره رئيس مجلس النواب نبيه بري، رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، ورؤساء سابقون وديبلوماسيون عرب وأجانب ووفد من قيادة اليونيفل  ومرجعيات دينية وروحية وسياسيون ونقباء بالاضافة الى عائلات الضباط المتخرجين.

وشدد عون على أن «الأخطار التي يتعرَّض لها الوطن ليست بالضرورة عسكرية فقط، فالأخطار الاقتصادية أشد قساوة وأشد فتكا، وهي أخطر ما يعاني منه لبنان اليوم، وتطاول الجميع»، وقال: «التضحية المرحلية مطلوبة من كل اللبنانيين بدون استثناء لتنجح عملية الانقاذ، فإن لم نضحِّ اليوم جميعا ونرضى بالتخلي عن بعض مكتسباتنا فإننا نخاطر بفقدها كلها، حين يصبح وطننا على طاولة المؤسسات الدولية المقرضة وما يمكن أن تفرضه علينا من خطط اقتصادية ومالية قاسية».

واعتبر أنه «لا ينفع لبنان في هذه المرحلة أن يستحضر البعض لغة الماضي، وممارساته، عازفا على وتر الحساسيات، وطاعنا في صميم إرادة العيش المشترك ومتطلباته، التي ثبتها اتفاق الطائف، الذي يشكل مظلة لنا لحماية الميثاق الوطني، عبر صون حقوق الجميع، وإحقاق التوازن بين مختلف شرائح المجتمع ومكوناته. ولا يمكن بالتالي لأي ممارسة أو موقف، أن يناقضا روحيته».

وتوجه عون الى المتخرجين، قائلا: «لا شك أن الخيارات كانت أمامكم عديدة، ومروحة الاختصاصات واسعة، غالبيتها قد تكون أسهل وأكثر راحة، وربما أفضل من نواح عدة. ولكن اختياركم الحياة العسكرية، إن دلّ على شيء فعلى شجاعة وإقدام وروح معطاءة ووطنية صافية. وفي احيائكم اليوبيل الماسي للاستقلال» واختياره عنواناً لدورتكم تؤكدون التزامكم صون الوطن والدفاع عن استقلاله وسيادته مهما غلت التضحيات».

وقال: «لم نضح اليوم جميعا ونرضى بالتخلي عن بعض مكتسباتنا فإننا نخاطر بفقدها كلها، حين يصبح وطننا على طاولة المؤسسات الدولية المقرضة وما يمكن أن تفرضه علينا من خطط اقتصادية ومالية قاسية. وفي الأزمات يظهر معدن الشعوب، وكلي ثقة بصفاء معدن شعب لبنان العظيم وبقدرته على مواجهة الواقع بعزم وصلابة، والنهوض من الكبوات (…)»..

وختم عون بالتأكيد «انني من موقعي ووفقا لمسؤولياتي، سأسهر على الدوام لتبقى حقوقكم مصانة وكراماتكم محفوظة، كما تحفظون كرامة الوطن بتضحياتكم (…)».

بعد انتهاء كلمة رئيس الجمهورية، تم عرض فيديو كليب من انتاج قيادة الجيش – مديرية التوجيه. ثم أمر قائد العرض العميد الحايك القوى المشاركة بالاستعداد لعرض التحية . بعدها أمر طليع الدورة المتخرجة بتوشيح الحسام ثم بغمده، وسار الضباط المتخرجون وهم ينشدون نشيد الجيش، ولدى وصولهم الى نهاية الملعب رمى الضباط قبعاتهم وسط تصفيق الحضور.

تدوينات: وبعد التقاط الصور التذكارية، وقَّع رئيس الجمهورية السجل الذهبي للكلية الحربية ودون الكلمة الآتية: «في تخريج دفعة جديدة من الضباط، لحمل سيف الذود عن الوطن والشعب، في يوم الجيش، حيث الكرامة أغلى ما نملك في وطنيتنا، هنيئا للضباط المتخرجين في دورة اليوبيل الماسي للاستقلال، حملهم شعلة الشرف والتضحية والوفاء. ولتكن القيم التي يدافعون عنها، دستور اللبنانيين ومدعاة فخرهم، فيعلو لبنان إلى حيث طموح أبنائه وتطلعات شبابنا».

كما دوَّن الرئيس بري الكلمة الاتية: «الجيش خشب أرزه وشعبه من أوراقه وحدوده هي هي أغصانه أصبح لبنان».

ودون الرئيس الحريري الكلمة الاتية: «هنيئا لكم ولنا بمن حمى الحرية وحصن الكرامة، بمن تجسدت في مؤسسته أسمى آيات التضحية. هنيئا لكم عيدكم. فيكم يكبر المجد ويتجذر الصمود، وبقيادتكم الشجاعة والحكيمة والنزيهة ترتفع الهامات فخرا وتكبر الآمال بالمستقبل».

ودوَّن الوزير بوصعب الكلمة الآتية في السجل: يوم مبارك تنتقلون فيه بكل فخر واعتزاز الى ميدان النضال والتضحية، كما تؤكدون العهد والالتزام للذود عن وطننا الأعز لبنان، رمز التنوع والفرادة على حد سواء، والذي يرعاه فخامة الرئيس العماد ميشال عون القائد الأعلى للقوات المسلحة وحامل الأمانة الدستورية».

ودوَّن وزير المالية علي حسن خليل في السجل ما يلي: «جيشنا مزيج قبضة شديدة وقلب كبير. فرادته بطولة في أوقات الحرب والحاضن الموحد في أوقات السلم».

ودون قائد الجيش في السجل الكلمة التالية: «ليست مصادفة أن يكون عيد الجيش هو نفسه يوم تقليد السيوف لتلامذة ضباط السنة الثالثة في الكلية الحربية، فيوم تخرجهم هو مدماك جديد في عملية بناء مستمرة للمؤسسة العسكرية. وما اختيار دفعة العام 2019 لتسمية «اليوبيل الماسي للاستقلال»، سوى دليل على الالتزام بالدفاع عن سيادة لبنان واستقلاله. هنئيا لكم تخرجكم، بانتظار مهمات وتحديات كثيرة، واني على ثقة بانكم ستكونون على قدر الآمال والتطلعات».

عون لقيادة الجيش: لا عودة الى اللاإستقرار

شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون  في خلال استقباله قائد الجيش العماد جوزاف عون واعضاء المجلس العسكري ونواب رئيس الاركان ومديري المخابرات والتوجيه ورئيس مكتب القائد، الذين هنأوه لمناسبة عيد الجيش، على أنه «ممنوع التفريط بالامن لانه مقدس»، لاسيما ان لبنان دفع الغالي والنفيس من اقتصاده واستقراره بسبب حروب الآخرين، ونحن لم نعد مستعدين لأي سبب كان، لنعود الى حال اللااستقرار التي اختبرناها في السابق»، متمنيا ان يأخذ القضاء مجراه في هذه القضية وفي غيرها من القضايا المماثلة».

وعن حادثة قبرشمون، قال: «ان السياسيين يقومون بمعالجتها فيما انا مسؤول عن القوانين والدستور، ولذلك اعطي مهلة للتخفيف من وطأة الخلاف القائم حولها عبر المحادثات التي نشهدها. اما المخرج الوحيد للازمة القائمة فيتمثل في ما كان يجب اللجوء اليه منذ البدء، اي بتكليف السلطة القضائية بالتحقيق والبت بالامر وفقا لما يؤول اليه هذا التحقيق (…)»..

وختم الرئيس عون بتأكيده «الوقوف الدائم الى جانب المؤسسة العسكرية»، متمنيا للوفد «المزيد من العطاء والبذل في سبيل المحافظة على أمن لبنان واستقراره». وتوجه قائد الجيش العماد الى الرئيس عون الذي وصفه بالعسكري الاول بالقول: «في خطاب قسمكم عاهدتم المؤسسة العسكرية الوقوف الى جانبها، فكنتم على قدر الوعد، لا تبخلون بجهد، ولا تقصرون بمسعى في سبيل تعزيز قدراتها ودعمها، حتى في غمرة استهدافها معنويا، وفي مشاركة ابنائها لحظات النصر كما لحظات الشهادة. وعهد منا بأن تبقى المؤسسة العسكرية قبلة انظار اللبنانيين ومدعاة فخرهم، ووعد بأن تبقى صمام الامان والحضن الجامع لكل ابناء الوطن».