IMLebanon

مانشيت:لبنان في قمّة اسطنبول اليوم… وترخيصان للنفط في مجلس الوزراء غداً 

فيما يبقى «النأي بالنفس»، الذي حاز إجماعاً حكومياً، تحت الاختبار الدولي والإقليمي والمحلي، وفي وقت تستمر تَرددات قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ويحمل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون قضية القدس الى القمة الإسلامية الطارئة في إسطنبول اليوم، برز أمس موقفان لافتان حيال إيران وسوريا: الأول أميركي والثاني فرنسي، وذلك غداة زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقاعدة حميميم العسكرية في اللاذقية ولقائه فيها الرئيس السوري بشار الأسد.
فقد أكد وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون، في مقابلة خاصة حول سوريا مع قناة «France 2»، أن «لا مكان للأسد في مستقبل سوريا»، فيما طالبَ وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بانسحاب المسلحين الإيرانيين منها، رافضاً أي «محور» إيراني «من البحر المتوسط الى طهران».

واتهم إيران بمَد «حزب الله» بالمقاتلين في سوريا، داعياً إلى «عودة سوريا دولة ذات سيادة بعيدة عن ضغوط ووجود دوَل أخرى».
وقال لودريان: «لا للوجود الإيراني وللرغبة الإيرانية في إقامة محور من البحر المتوسط الى طهران».

وأشار الى مسؤولية موسكو وطهران في عملية السلام في سوريا، وقال: «انّ أبرز جهتين فاعلتين في هذه القضية هما روسيا وايران، ولا بد من أن تمارسا ثقلهما من اجل التوَصّل الى حل سياسي مع الدول الاخرى الأعضاء في مجلس الامن الدولي».

ودعا روسيا الى «ممارسة ضغوط على الاسد لكي يخفّف الحصار عن الغوطة الشرقية»، وأضاف: «لو كان من الممكن استدعاء الاسد الى سوتشي ومطالبته بالتوَقّف (عن القصف) والسماح بإيصال المساعدات الانسانية». واعتبر انّ الأسد «ليس الحل»، وأضاف: «قلنا سننتظر رحيله لكنه هنا ويحظى بالدعم! إنه هَمجي لكنه هنا».

وقد بَدا لمصادر ديبلوماسية «انّ الرَد الأميركي على زيارة بوتين والمواقف التي أعلنها من هناك لم يتأخر كثيراً».

وتحدثت هذه المصادر لـ«الجمهورية» عن «عَتب أميركي شديد على بوتين الذي أعلن سَحب قسم كبير من قواته من سوريا من دون أن يدعو إيران الى أن تَحذو حَذوه، فلم يتأخر الرد الاميركي العنيف عليه». وتوقعت ان تكون لهذا الأمر «انعكاسات على مفاوضات سوتشي».

قضية القدس

وفي هذه الاجواء، تترقّب الاوساط السياسية كلمة لبنان التي سيُلقيها عون اليوم في مؤتمر القمة الاسلامية الاستثنائي في اسطنبول، وهو أكّد أمس «أنّ لبنان يتوجّه للمشاركة في مؤتمر اسطنبول حول مدينة القدس، ولديه الارادة في الدفاع عن هذه المدينة التي تحمل إرث التاريخ المسيحي والاسلامي، وفيها كثير من المعالم ذات الثقل العالمي»، مؤكّداً «تَمسّك لبنان بعروبة القدس وبكونها عاصمة دولة فلسطين».

ويسبق القمة اجتماع لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي يُعقد صباح اليوم في اسطنبول، ويمثّل فيه لبنان وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل الذي يُرافق عون مع عدد من الديبلوماسيين، علماً انّ باسيل سيتقدّم بمقاربة أمام مجلس الوزراء غداً بشأن قضية القدس.

وعلمت «الجمهورية» من مصادر الوفد اللبناني في اسطنبول انّ كلمة رئيس الجمهورية في القمة ستَلي الكلمات الرئيسية في جلسة افتتاحها، وستنقل وقائعها مباشرة الحادية عشرة والنصف قبل الظهر عبر الفضائيات.

وقالت مصادر الوفد اللبناني إنه سيكون لعون لقاءات جانبية على هامش القمة، حدّد منها حتى ليل أمس لقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، فيما تجري اتصالات لترتيب لقاءات مع أمير الكويت الشيخ صباح الاحمد الصباح وملك الأردن عبدالله الثاني وآخرين.

قمّة مسيحية – إسلامية

وتحضر هذه القضية في بكركي غداً، حيث تنعقد قمّة مسيحية – إسلامية لدعم قضيّة القدس واتخاذ موقف موَحّد في شأنها. وفي هذا السياق، أكّد النائب البطريركي العام المطران بولس صيّاح لـ«الجمهورية» انّ القمة «ستَضمّ بطاركة الشرق ورؤساء الطوائف الاسلامية، وستتناول موضوع القدس بعد قرار ترامب الأخير، خصوصاً انّ هناك رفضاً مسيحياً وإسلامياً عارماً لهذا القرار».

مجلس وزراء

ومن جهة ثانية، يعقد مجلس الوزراء جلسة في الحادية عشرة قبل ظهر غد يناقش فيها جدول أعمال من 145 بنداً يتناول ملفات كبيرة، وذلك بعد انقطاع لشهر ونصف الشهر، وأبرز البنود عرض وزارة الطاقة والمياه مَنح رخصتين بتروليتين حصريتين بموجب اتفاقيتي استكشاف وإنتاج في الرقعة 4 والرقعة 9 وأرفقت فيه كل المستندات ضمن USB موزّعة على كل وزير.

إضافة الى عرض وزير الداخلية النظام الداخلي لهيئة الإشراف على الانتخابات، وتعيين محافظ لجبل لبنان (القاضي محمد مكاوي) وللبقاع (القاضي كمال ابو جودة)، وتمديد عقدَي تشغيل شبكتَي الهاتف الخلوي، وعرض مجلس الانماء والاعمار تَوسِعة مطمَري «الكوستا برافا» وبرج حمود وإنشاء معمل للتسبيغ في «الكوستا برافا» ومناقصة لتشغيله وتطوير معملَي فرز النفايات في العمروسية والكرنتينا.

«القوات»

وقالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» انّ جلسة مجلس الوزراء غداً مهمة جداً لأربعة أسباب:

ـ السبب الأول، عودة الاندفاعة الحكومية بعد انقطاع وبعد إعادة تثبيت التسوية الحكومية وتحصينها من خلال الالتزام بسياسة نأي بالنفس فعلية، خصوصاً انّ الناس في حاجة للانكِباب على أولوياتها الحياتية من دون المَس بالثوابت الدولية.

ـ السبب الثاني، تأكيد أهمية بيان الحكومة في جلستها الاستثنائية وبيان مجموعة الدعم الدولية، كذلك ضرورة التقيّد بمضمون هذين البيانين وروحيتهما، خصوصاً انّ مجموعة الدعم أكدت الحرص الدولي على الاستقرار في لبنان ومشروع الدولة فيه.

ـ السبب الثالث، إستنكار جولة رئيس «عصائب أهل الحق» العراقية قيس الخزعلي في الجنوب، التي شكّلت انتهاكاً للسيادة اللبنانية ولسلطة الدولة اللبنانية وللقرار 1701، والطلب من السلطات المعنية معرفة طريقة حصول هذا الاختراق الخطير، والتشَدد لمنع تكراره مُستقبلاً.

ـ السبب الرابع، التحذير من محاولات فتح الحدود اللبنانية والاعتداء على السيادة الوطنية وانتهاك القرار 1701 من باب القدس والحق في المقاومة دفاعاً عن القدس، والتأكيد انّ لبنان لا ينتمي إلى «محور المقاومة»، وانه لا يحقّ لأيّ طرف التفَرّد بأيّ قرار خارج إطار الحكومة اللبنانية التي وقَفت وكل القوى السياسية ضد القرار الأميركي وخلف السلطة الفلسطينية، وانّ أحداً لا يحقّ له دفع لبنان إلى مغامرات إقليمية ولأهداف غير لبنانية، والتشديد على انّ الدولة اللبنانية وحدها تملك الحق في امتلاك السلاح والدفاع عن لبنان».

إجتماعات مفتوحة

وعلمت «الجمهورية» انّ الحريري بادَر الى اجتماعات مفتوحة مع الكتل النيابية لدرس مشاريع إنمائية واستثمارية، ضمن جداول تَلحظ مشاريع موزّعة على المناطق. وفي هذا الاطار عقد في السراي الحكومي اجتماع دام أكثر من 3 ساعات بين مجلس الانماء والاعمار ووفد من كتلة «التنمية والتحرير» بمشاركة وزراء المال علي حسن خليل والزراعة غازي زعيتر والتنمية الادارية عناية عز الدين.

خليل

وقال خليل لـ«الجمهورية»: «بحثتُ ورئيس الحكومة في مشروع الموازنة العامة للدولة لسنة 2018، وسيبدأ مجلس الوزراء درسها قبل نهاية هذه السنة، واذا ما سارت الأمور بنحو جيّد فإننا مع بداية السنة المقبلة نكون قد أنجزناها وأحَلناها الى المجلس النيابي للبدء في مناقشتها».

خلافات على النفط

على صعيد آخر، إنعكس مناخ التفاهم المتجدّد بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة على النقاشات التي شهدتها اللجان النيابية المشتركة التي اجتمعت أمس برئاسة النائب محمد قبّاني، بطلب من رئيس مجلس النواب نبيه بري. وفي مشهد غير عادي، بَدا واضحاً التناغم بين رئيس كتلة «المستقبل» فؤاد السنيورة ووزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل.

وكان السنيورة طالبَ في مطالعته في الجلسة بتأجيل البحث في مشاريع القوانين الاربعة المطروحة أمام اللجان، معتبراً «انّ الوقت مُبكر، ومن المستحسن التأكّد من وجود النفط قبل البدء في العمل بالقوانين المقترحة».

وبَدا وزير الطاقة متوافقاً مع رأي السنيورة، وطالبَ بالتمهّل في مناقشة الاقتراحات، في انتظار ان تتقدّم الحكومة باقتراحات القوانين المتعلقة بالنفط.
وفي المقابل، شَكّلت حركة «أمل» و«حزب الله» جبهة مناهضة لهذا التوَجّه، وطالبَ ممثلوهما باستمرار النقاش في المجلس النيابي لإقرار القوانين، وعدم انتظار اقتراحات الحكومة، لأنّ المجلس هو الأساس في سن القوانين وإقرارها، وليس الحكومة.

وفي حين انحازَت «القوات» الى دعم اقتراح السنيورة وابي خليل، فَضّل الحزب التقدمي الاشتراكي البقاء على الحياد، والتزم ممثلوه الصمت.
وجاء تشكيل اللجان في ختام الجلسة بمثابة حل وسط بين المختلفين، بحيث انّ المجلس يكون قد تابع مناقشة القوانين المطروحة، وفي الوقت نفسه يؤدي تشكيل اللجان الى إطالة فترة النقاش، في انتظار تبلور اقتراحات الحكومة في هذا الشأن. (تفاصيل ص 11)

فرنجية: أبوابنا مفتوحة

سياسيّاً، وغداة المواقف السياسية التي أعلنها الحريري وتوَعّده بأنه سيسمّي الاشياء بأسمائها، وبأنه سيبقّ بَحصة كبيرة عن الأحزاب التي طَعنته في ظهره، وذلك في برنامج «كلام الناس» قريباً، علماً انّ الحلقة المتلفزة ستبثّ الخميس المقبل في 21 الجاري، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ«الجمهورية» إنها «غير معنية بهذا الكلام».

في وقت لفتت أمس استضافة الحريري رئيس تيار «المردة» النائب سليمان فرنجية ونجله طوني والوزير يوسف فنيانوس، الى مأدبة غداء في «بيت الوسط» في حضور الوزير غطاس خوري.

ولدى سؤال فرنجية، هل أطلعه الحريري على من يقصد بقوله انه سيبقّ البحصة»؟ أجاب: «كلا، لا أنا سألته ولا هو قال». وأشار إلى أنّ «المردة» ليست في جَو تحالف مع «القوات»، وقال: «نحن في جَو حوار معهم، وما زلنا في إطار جَوجلة الامور».

وعمّا اذا كانت البلاد تقف على ابواب حلف انتخابي خماسي او سداسي؟ لفتَ فرنجية الى انه «لا تزال هناك خمسة أشهر لإجراء الانتخابات النيابية، وخلال هذه الفترة يتغيّر كثير من الامور، فالمشهد اليوم يتغيّر بعد ايام او اشهر. دولة الرئيس ونحن نتحدث عن كل الامور، ولن نكون بعيدين بعضنا عن بعض أبداً في الانتخابات».