IMLebanon

 بان بعد موغريني في لبنان.. وتحرُّك أوروبي للرئاسة والنازحين  

في غمرة الانهماك بمفاوضات السلام السورية في جنيف، ورصدِ تداعيات الانسحاب الروسي الجزئي من سوريا، وفي ظلّ الجمود السياسي في لبنان على الجبهتين الرئاسية والتشريعية، والتوتّر السائد على الجبهة الحكومية الذي ترجِم في جلسة مجلس الوزراء أمس الأوّل، يستعدّ لبنان لاستقبال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الخميس المقبل، بعد أن يكون قد استقبل الممثّلة العليا للاتّحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوّضية الأوروبية فيديريكا موغريني التي ستزوره الاثنين.

علمت «الجمهورية» من مصادر أممية وسياسية أنّ حركة الموفدين الدوليين تهدف في جانب منها للاطلاع على أوضاع النازحين في لبنان والبحث في تداعيات الأزمة السورية، خصوصاً على مستوى اللاجئين السوريين.

وقالت هذه المصادر إنّ بعض القيادات اللبنانية تَبلّغت رغبة بان كي مون في استطلاع رأي اللبنانيين في الحلول المطروحة للأزمة السورية وسُبل مواجهة تداعياتها على لبنان، وكذلك بالنسبة إلى إصراره على أن يقدّم اللبنانيون «مبادرة شجاعة» للخروج من الشغور الرئاسي لتنتظمَ العلاقة بين المؤسسات الدستورية وما بين لبنان والخارج، تأميناً لحضور لبناني أكبر على الساحتين الإقليمية والدولية بحضور رئيس البلاد الذي أناطَ به الدستور مخاطبةَ العالم».

وستلتقي موغريني مع كلّ مِن رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل. ثمّ تزور مخيّماً غيرَ رسمي للّاجئين السوريين ومدرسةً رسمية في برالياس وتَعقد مؤتمراً صحافياً في الخامسة مساءً في مقرّ بعثة الاتحاد الأوروبي.

وتندرج زيارة موغريني لبيروت «في إطار الشراكة القوية بين الاتحاد الأوروبي ولبنان، وتهدف إلى مناقشة التطوّرات التي يشهدها لبنان في هذه الأيام الصعبة ومواجهة التحديات المشتركة كالأزمة السورية، والواقع الذي يخلّفه اللاجئون، ومكافحة الإرهاب».

كاغ

توازياً، زارت المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان سيغريد كاغ الرئيس برّي أمس، وأطلعَته على أجواء مجلس الأمن والأمم المتحدة، وعرضَت معه للأوضاع في لبنان والمنطقة. كذلك زارت سلام للغاية نفسِها.

رتابة سياسية

سياسياً، يُقفل الأسبوع على رتابة في الوضع السياسي خرَقها البدء بتنفيذ خطة رفعِ النفايات إلى المطامر المحدّدة لها. وتوسَّم المسؤولون أن تكون هذه الخطوة فاتحةً لمرحلة ينحسر معها التعطيل في المؤسسات الدستورية لمصلحة تفعيلها وتعزيز إنتاجيتها، سواءٌ على المستوى الحكومي بتصدّي مجلس الوزراء للملفات والقضايا الوطنية والحياتية، أو على المستوى النيابي مع دخول مجلس النواب عَقده التشريعي الأوّل وتصميم رئيسِه على عقدِ جلسات تعالج مئات مِن مشاريع القوانين التي تهمّ اللبنانيين على كلّ المستويات، وهذا الأمر سيكون البندَ الأوّل للبحث على جدول أعمال جولة الحوار المقبلة بين قادة الكتَل النيابية في 30 من الشهر الجاري، والتي ستَسبقها جلسة جديدة لانتخاب رئيس الجمهورية في 23 منه، يأمل الجميع في أن يُنتخب فيها رئيس، على رغم أنّ المعطيات حتى الآن تشير إلى أنّ مصيرها سيكون كسابقاتها، لانعدام اكتمال نصابها وعدمِ التوافق بعدُ على شخص الرئيس العتيد.

وفي هذه الأثناء تترقّب الأوساط السياسية مواقفَ جديدة للأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله في حوار مع قناة «الميادين» مساء بعد غدٍ الاثنين. ورجّحت المعلومات أن تتناول هذه المواقف القضايا الداخلية والانسحابَ الجزئيّ الروسي من سوريا والعلاقة المتوتّرة بين الحزب وجامعة الدول العربية عموماً وبينه وبين الدول الخليجية خصوصاً.

قاسم

وعشيّة إطلالة نصرالله، قال نائبُه الشيخ نعيم قاسم: «إنّ الانسحاب الجزئي الروسي لا يؤثّر على القوّة العسكرية التي تساند الجيش السوري وحلفاءَه لمواجهة «داعش» و»النصرة» ومَن معهما (…) ولذا، نحن مرتاحون إلى أنّ الخطوة الروسية لم تغيّر شيئًا في معادلة القوة المضافة للجيش السوري وحلفائه».

ونفى قاسم أيَّ انسحاب لـ»حزب الله» من سوريا، مؤكّداً أنّه «لا زال في الميدان كما كان، ولم يبدّل ولم يغيّر من خطواته ولا من جهوزيته ولا من مشروعه، فهو يتابع توجّهَه وقراره في مواجهة التكفيريين من أجل أن نصل إلى الحلّ السياسي في سوريا».

وقال: «نحن مرتاحون إلى الإجراءات الميدانية في سوريا، ومرتاحون إلى التفاهم على وقفِ الأعمال العدائية، ما يعطي فرصةً للحلّ السياسي، ومرتاحون إلى الحلّ السياسي الذي يُناقش في جنيف على ضوء مؤتمر فيينا، وعليه لا يوجد تغيّرات تدعو إلى القلق بل إنّ هؤلاء الذين يحلّلون قلقًا أو فرَحًا إنّما يحللون خارج دائرة فهمِ الواقع الموضوعي، وفي نهاية المطاف نحن نَعتبر أنّ خيارات الشعب السوري هي الأساس في النتيجة السياسية وفي الانتخابات وفي الحكومة، وما دام هذا هو المسار فنحن ناجحون ورابحون ومستمرّون في هذا المجال».

قزّي عند برّي

وفي الحركة الداخلية، بَرزت زيارة وزير العمل سجعان قزي لعين التينة أمس، واصفاً زيارته لبرّي بأنّها «زيارة لحارس مشروع انتخاب رئاسة الجمهورية، فهو الرئيس الذي لم يتأخّر يوماً عن تحديد جلسة بعد جلسة على أمل حصول النصاب، وهو رئيس الكتلة النيابية التي لم يَعتذر أيّ نائب من كتلته عن حضور كلّ الجلسات لانتخاب الرئيس، وهو الذي يُجري الاتصالات العربية والدولية واللبنانية لتسهيل الانتخابات، وهي لا تحصل حتى الآن».

وأوضَح أنّ الحديث مع بري «دار حول ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، رغم أنّ المعطيات تحتاج الى إنضاج سياسي، فيما النضج الدستوري حاصل منذ نحو سنتين».

وشكرَ قزّي لبرّي باسمِ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الجهودَ التي يَبذلها لانتخاب رئيس للجمهورية، مشيراً إلى أنّ برّي «أبدى إعجابَه بمداخلات الشيخ سامي في جلسات الحوار» .

قليموس لـ«الجمهورية»

وفي الملفّ المسيحي، تشخصُ الأنظار اليوم إلى الرابطة المارونية التي تخوض انتخاباتها التي أخذت طابعاً سياسياً بَعد التوافق «القواتي» ـ «العوني» والنخَب المارونية بمباركة بكركي.

وفي وقتٍ تحدّثت المعلومات مساءً عن انسحاب المرشّحين لمنصب رئيس الرابطة المارونية وفوز رئيس لائحة «التجذّر والنهوض» النقيب أنطوان قليموس بالتزكية، وانحسار المعركة على منصب نائب الرئيس، أكّد قليموس لـ«الجمهورية» أنّ «إنتخابات الرابطة اليوم ديموقراطية، والاتّجاه لفوز لائحتنا»، مشيراً إلى أنّ «اللائحة أعلِنت من بكركي وبدعم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، وأنّ التصويب عليها كان متوقّعاً». وقال: «الانتخابات السبت (اليوم)، والاثنين يوم آخر، حيث يبدأ العمل الجدّي لتطوير الرابطة ومساعدة المجتمع المسيحي على النهوض مجدّداً».

حسن خليل

من جهّة ثانية، يسافر وزير المال علي حسن خليل صباح اليوم الى واشنطن لإجراء محادثات مالية ومصرفيّة مع الدوائر الأميركيّة المختصّة، وعشية سفره، قال خليل لـ«الجمهوريّة»: زيارتي لواشنطن غايتها متابعة العلاقات الثنائية على الصعيد المالي وإستكمالاً لزيارة الوفد النيابي اللبناني، وسأشرح للمسؤولين في واشنطن وجهة نظر لبنان في ما يخصّ المواضيع المصرفيّة والمالية، وستكون فرصة للنقاش مع البنك الدولي في نتائج مؤتمر لندن للمانحين وقضية النازحين السوريين في لبنان».

النفايات

وعلى صعيد آخر، تضاربَت المعلومات حول الساعة الصفر التي ستنطلِق معها عملية جمع النفايات ونقلِها إلى مطمر الناعمة، بعد نيلِ الموافقة النهائية أمس من محيطه لمدّة ستّين يوماً لنقلِ كمّيات منها إلى المطمر والتي تقدَّر بنحو 1500 طن من مختلف المناطق اللبنانية لقاء تعهّد باستثمار 12 مليون دولار لمعالجة المطمر لاحقاً.

وقالت المصادر إنّ التزامن مع بقيّة المطامر ليس ضرورياً، والتحضيرات لتنظيم نقل النفايات إلى مطمرَي برج حمود و»الكوستابرافا» قد بدأت ويُمكن استخدام الطرق إليهما الإثنين المقبل.

مرجع أمني

وفي وقتٍ لاحِق من ليل أمس أكد مرجع أمني لـ«الجمهورية» هذه المعلومات، وقال إنّ الساعة الصفر قد حدّدت عند السادسة فجرَ اليوم إلى مطمر الناعمة فقط، فيما الترتيبات اللوجستية والإدارية الخاصة بتشغيل مطمرَي برج حمّود والكوستابرافا لم تكتمل بعد. وقال المرجع إنّ التعليمات أعطيَت إلى القوى الأمنية لمواكبة نحو 300 شاحنة ستتوجّه إلى المنطقة يومياً.

جنبلاط

على أنّ إعلان الوزير أكرم شهيّب فتحَ مطمر الناعمة لمدّة ستّين يوماً دفعَ برئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الى التغريد مساءً عبر «تويتر»، قائلاً: «خطّة النفايات نجحَت أخيراً مِن خلال الجهود الجبّارة التي بَذلها وزير الزراعة أكرم شهيّب وفريق عمله، برعاية رئيس مجلس الوزراء تمام سلام».

وشكر جنبلاط جميعَ الذين ساهموا في تسهيل هذه المهمة من أحزاب سياسية وحركات مدنية من دون استثناء، وشخصيات وفعاليات ومجتمع مدني»، وقال: «إسمحوا لي أن أخصّص أهالي منطقة الغرب الساحلي بشبابها وشِيبها ومشايخها بلفتةٍ خاصة، فهُم سهّلوا هذه المهمّة بقبولهم فتحَ مطمر الناعمة لمدة ستّين يوماً فقط لا غير، وعلى إثرها نرى معهم ومع سائر القوى السياسية والفعاليات، وبالتشاور والتنسيق مع رئيس الحزب

«الديموقراطي اللبناني» النائب طلال إرسلان، أين تعالج نفايات منطقة عاليه وكيف؟».