IMLebanon

موقف المرعبي في ملف النازحين… قرار ذاتي او توزيع ادوار من المستقبل

 

 

مرة جديدة يفجرها وزير النازحين معين المرعبي في وجه وزير الخارجية جبران باسيل في موضوع النازحين بسبب ما قيل ان القمة الاقتصادية تعمل على تأمين العودة للنازحين من دون انتظار الحل السياسي، بحيث ولعت رشق وتبادل اتهامات بين وزارة النازحين ووزارة الخارجية.

 

اتهم المرعبي وزير الخارجية بالتفرد بالقرار وان كل ما يصدر عنه هو كلام شخصي وليس شرعيا ولا يمثل الدولة اللبنانية،كلام المرعبي في خضم القمة الاقتصادية معتبرا نفسه الوزير المعني بملف النازحين سبب بلبلة سياسية ادت الى اتصال من السراي وبيان توضيحي مفاده ان السياسة الخارجية تجري بالتنسيق مع رئاسة مجلس الوزراء. بدورها اكدت اوساط التيار الوطني الحر ان الموقف الذي عبر عنه وزير الخارجية جبران باسيل في القمة في موضوع العودة الآمنة الى سوريا جرى بالتنسيق مع رئيس الحكومة المكلف وبانه مطلع على ادق التـــفاصيل ، وعليه فان تساؤلات كثيرة باتت مطروحة هل فعلها مجددا وزير النازحين الذي صار له صولات وجولات في ملف النازحين ؟

 

تؤكد اوساط سياسية ان موقف المرعبي هو بدون شك حاصل بدون التنسيق مع تيار المستقبل وان لا علم لرئيس الحكومة المكلف في شأن هذا التصعيد الذي اربك ايضا سعد الحريري واضطره الى بيان توضيحي خصوصا ان الرئيس الحريري كان حريصا على ادق التفاصيل المتعلقة بموضوع القمة الاقتصادية وعلى تنسيق مباشر مع الرئاسة الاولى في ظل التعقيدات التي واجهت الازمة من ضعف وهزالة الحضور العربي الرسمي.اكثر من ذلك تعتبر الاوساط ان مواقف المرعبي غير مرضى عنها لدى تيار المستقبل ورئيسه خصوصا ان رئيس الحكومة المكلف حريص على تفادي اي الغام سياسية في هذه المرحلة السياسية الدقيقة التي تسبق انجاز الحكومة وحيث يواجه العهد العرقلة والتعطيل ويتم تهديد مستقبل رئيس الحكومة في رئاسة الحكومة.

 

وعليه تقول الاوساط ان تيار المستقبل يبدو محرجا في موضوع النازحين فلا هو قادر على الاعلان الصريح عن خطة متكاملة في موضوع اعادة النازحين وتبني الخطة الرسمية لوزارة الخارجية وفي الوقت نفسه فانه غير قادر على ان يكون في مواجهة التيار الوطني الحر وخلق حالة ارباك داخلية. علما ان العودة على دفعات التي تولاها الامن العام كانت لاقت تأييد كل الافرقاء والقوى السياسية.

 

بالمقابل فان التيار الوطني الحر هو الاقدر على الانخراط في هذا الملف، فالتيار يحمل لواء القضية بعد رئاسة الجمهورية دوليا وفي الداخل وسبق ان اثار رئيس الجمهورية المسألة على المنابر الدولية فيما قام باسيل بحملة سياسية واسعة يطالب بايجاد حلول لملف النزوح السوري الخطير والمكلف على لبنان الأمر الذي جعله هدفاً لحملات الانتقاد والاتهام تارة بالعنصرية والخيانة ومرات برفع الخطاب الطائفي .

 

ثمة تغيير واضح وهناك تنسيق بين المستقبل والتيار في هذا الموضوع فيما وزير النازحين على الارجح فاتح على حسابه.

 

وكأن ما يجري في ملف النزوح يجري «على كوكب آخر» لا يعنيه ، فهو لا ينسق مع المعنيين بملف العودة ، كما ان الوزارة ليس لديها خطط عملية مدروسة للمساهمة في العودة ولا متخصصين لها في هذا الملف وبالتالي فان كل اهتمامات الوزارة تكاد تكون محصورة بتوزيع المساعدات على النازحين لتوفير الاقامة المريحة لهم.

 

بالمقابل فان رئيس الجمهورية يضغط في هذا المجال لتسوية اوضاع النازحين بعدما تبين ان المجتمع الدولي غير عابىء بهم ويرغب بتوطينهم في مناطق استضافتهم ، وقد اعد التيار اكثر من ورقة سياسية لاجراءات تقليص اعداد النازحين وتنص الورقة على ان الحل السياسي هو الحل الوحيد للأزمة السورية وعلى ان الحل المستدام الوحيد لأزمة النزوح هو في عودة السوريين الى المناطق الآمنة داخل سوريا وعلى دفعات وعدم الرضوخ لنداءات من يقف في وجه هذا الأمر ، وتتضمن الورقة ضرورة تغيير المقاربة في التعاطي مع المجتمع الدولي لفرض ضرورة حماية وتحصين المجتمع المضيف ، واشتراط تقديم المساعدات للسلطات الرسمية اللبنانية اي الحكومة والمؤسسات العامة والبلديات مقابل دخول مساعدات مباشرة الى النازحين على قاعدة متساوية.

 

اذا كان التنسيق قائما بين بعبدا والسراي والخارجية في القمة الاقتصادية فالواضح ان الرئيس المكلف في صدد اعادة ترتيب الاولويات ،الاختلاف في وجهات النظر كان قائما في السابق بين بعبدا والسراي كانت في مقاربة الملف فقط ، فبالنسبة الى بعبدا او التيار الوطني الحر العودة لا تحصل الا وفق الآلية اللبنانية، فالأمم المتحدة لا تعمل على عودة النازحين الى بلادهم بل تريد توطينهم في البلاد المضيفة ، فيما التيار الوطني الحر الذي يلتزم مواقف رئيس الجمهورية لا يرى عيوباً في التفاوض مع النظام السوري لتأمين مستلزمات العودة . في حين ان تيار المستقبل يفضل ان تمر العودة عبر الأمم المتحدة وحدها بانتظار جلاء الصورة الاقليمية وانجاز الحكومة والدخول في موضوع تطبيع العلاقة مع سوريا ، و تيار المستقبل له حسابات خاصة به خصوصاً وان القاعدة المستقبلية تتقبل بصعوبة الخيارات السياسية الجديدة لرئيس الحكومة ، والتواصل مع النظام السوري بالنسبة الى الحريري امر يحتاج الى ظروف معينة وهو بدون شك عقبة اساسية في موضوع العودة .