IMLebanon

.. صيدا إلى الأمام

«حزب الله» يشيّع بدر الدين ويتوعّد.. والمحكمة الدولية ترفض التعليق

.. صيدا إلى الأمام  

انطلق في عاصمة الجنوب صيدا أمس فعلياً قطار الاستحقاق البلدي الى محطته التالية بعد بيروت والبقاع والجبل، حيث دخلت التحضيرات مرحلة متقدمة بالإعلان عن «لائحة إنماء صيدا.. صيدا الى الأمام» برئاسة المهندس محمد السعودي رئيس البلدية الحالي، والتي تضم إليه 20 مرشحاً، بينهم سيدتان، أربعة منهم جدد، والباقون أعضاء حاليون في البلدية، وكان لافتاً إعلان أمين عام تيار «المستقبل» أحمد الحريري عدم الاستمرار بالترشح معتبراً أنه «لم يكن يوماً فكر الشهيد رفيق الحريري من أجل مصلحة شخصية، بل نهج وطني دفع حياته ثمناً له.. وأنه لذلك وعلى النهج نفسه يترك المجال لـ«الزملاء في بلدية صيدا الحبيبة لاختيار المرشّح المناسب لذلك التكليف».

وستواجه لائحة «إنماء صيدا» المدعومة من تيار «المستقبل» و«الجماعة الإسلامية» والدكتور عبد الرحمن البزري «لائحة صوت الناس» برئاسة المهندس بلال شعبان والمدعومة من «التنظيم الشعبي الناصري» و«اللقاء الوطني الديمقراطي» ولائحة ثانية غير مكتملة برئاسة الدكتور علي الشيخ عمار.

وفي مؤتمر صحافي أعلن خلاله أسماء أعضاء لائحة «إنماء صيدا صيدا الى الأمام»، أكد السعودي أن أولى أولويات برنامجه الانتخابي العمل على تعزيز اللحمة داخل مدينة صيدا مدخلاً للإنماء وبمشاركة الجميع وتكريس دور صيدا الريادي والعلاقات اللبنانية – الفلسطينية والعلاقات مع الجوار شرقاً وجنوباً، مستعرضاً أبرز بنود البرنامج وعددها 36 بنداً. واعتبر السعودي أنه لا ينظر الى أعضاء اللائحتين المنافستين على أنهم خصوم بل يعتبرهم من أبناء صيدا الذين يحاولون «أن يخدموا المدينة»، مبدياً الاستعداد للتعاون معهم سواء نجح أم لم ينجح. وأكد العمل من أجل تفعيل اتحاد بلديات صيدا الزهراني، معلناً أن باب البلدية سيبقى «مفتوحاً للجميع وأن السياسة ستبقى خارجاً عند بوابتها«.

وفي مهرجان دعماً للائحة إنماء صيدا أقامه تيار «المستقبل» و»الجماعة الإسلامية» في حي البستان الكبير شاركت فيه حشود كبيرة من أبناء المدينة، أكد السعودي أن بلدية صيدا حققت 100 بالمئة من المشاريع التي كانت وعدت بها وأن لائحة إنماء صيدا تعد بالإيفاء بوعدها بتحقيق الـ36 مشروعاً حيوياً الجديدة للنهوض بالمدينة.

وفي المهرجان نفسه، دعا الرئيس فؤاد السنيورة لأن تكون مدينة صيدا في 22 الجاري نموذجاً في المشاركة بالاقتراع والتصويت للائحة إنماء صيدا «متل ما هيي»، وقال: كونوا مطمئنين أن مَن أدخلتموهم قبل ست سنوات الى بلدية صيدا سيكونوا الى جانبكم وسيعملون من أجل ازدهار صيدا كي تصبح عروساً من عرائس المتوسط في شرقه..

ومن جهتها أكدت النائب الحريري في كلمة في المهرجان أنّ صيدا «لا تنتظر الاستحقاقات لتحاسب وتسائل لأنها تحاسب وتسأل كل يوم ولا تتهاون في حقوقها وطموحاتها ولا تنتظر طويلاً لتحقق إنجازاتها«، مشيرة الى «أن المجلس البلدي سيكمل مسيرته نحو الأمام من أجل إنماء صيدا»..

فيما دعا المسؤول السياسي للجماعة الإسلامية في الجنوب الدكتور بسام حمود لأن يكون يوم الأحد في 22 أيار يوماً للتنافس على حبّ صيدا والمشاركة بكثافة والنزول الى صناديق الاقتراع «للتعبير عن حقنا في اختيار مَن نراه الأفضل ولنؤكد للجميع أن خيارنا هو لائحة إنماء صيدا».

شمعون: يريدون أن يتقاسمونا

أما في جبل لبنان فاستمرت الاستعدادات ليوم غد الانتخابي، وسط أجواء توافق في بعض البلدات مقابل معارك متوقعة في بلدات ومدن أخرى أهمها جونيه في قضاء كسروان وسن الفيل في المتن الشمالي، بالإضافة الى دير القمر في الشوف حيث أعلنت أمس لائحة «القرار لدير القمر» المدعومة من تحالف حزب الوطنيين الأحرار والوزير السابق ناجي البستاني في مواجهة اللائحة المدعومة من نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان و»التيار الوطني الحر».

وقال رئيس حزب «الأحرار» النائب دوري شمعون إن المطلوب «كفاءات وخبرات للعمل البلدي متوافرة في لائحتنا، أما اللائحة الأخرى فليس فيها خبراء في إدارة العمل البلدي«. ورداً على سؤال عن المعنى السياسي لهذه المعركة مع لائحة مدعومة من تحالف «التيار» «القوات» قال شمعون لـ»المستقبل»: «في الماضي خاضا (القوات والتيار) حرباً ضد بعضهما البعض وقسّمونا، أما اليوم فيريدون أن يتقاسمونا».

نعي بدر الدين

على صعيد آخر أعلن «حزب الله» رسمياً أمس، مقتل مصطفى بدر الدين أحد أبرز قياداته، والمتهم الرئيسي لدى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وقال إنه سيعلن خلال الساعات المقبلة نتائج التحقيق في الانفجار الكبير الذي استهدف أحد مراكزه قرب مطار دمشق الدولي.

حزب الله الذي نعى بدر الدين في بيان، أصدر بياناً ثانياً أعلن فيه أن «المعلومات المستقاة من التحقيق الأولي تفيد أن انفجاراً كبيراً استهدف أحد مراكزنا بالقرب من مطار دمشق الدولي» ما تسبب بمقتل بدر الدين «وإصابة آخرين بجروح»، بدون أن يحدد التاريخ. لكن صحيفة «الأخبار» القريبة من الحزب أشارت الى أنه قتل «ليل (أول من) أمس».

ولم يتضح ما إذا كان الانفجار ناتجاً عن عبوة ناسفة أو قصف مدفعي أو جوي، لكن نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال خلال مراسم التشييع في الضاحية الجنوبية: «أطمئنكم خلال ساعات من الآن أقصاها صبيحة غد سنعلن بالتفصيل ما هو سبب الانفجار ومن هي الجهة المسؤولة وسنبني على الأمر مقتضاه وقد تلمسنا خطوات واضحة تؤشر إلى الجهة وإلى الأسلوب، لكننا نحتاج إلى بعض الاستكمال لنتيقن مئة في المئة وسنعلن هذا الأمر على الملأ».

ورجحت معلومات ميدانية في الجنوب لموقع جريدة «المستقبل» أمس، أن يكون بدر الدين قد قتل مع 12 قيادياً من أهم الكوادر العسكرية في الحزب بسوريا، في حين رصدت مصادر أمنية حالة استنفار ملحوظة منذ الثالثة من فجر أمس في صفوف حزب الله إثر شيوع خبر مقتل بدر الدين.

الى ذلك، ذكر البيت الأبيض أمس، أن المنطقة التي قتل فيها بدر الدين في دمشق، لم تتواجد بها أي طائرات تابعة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جوش ارنست: «لم تكن هناك طائرات أميركية أو تابعة للتحالف في المنطقة التي قيل إنه قتل فيها«، كاشفاً أنه لا يمكنه تأكيد مقتله. 

وامتنع مسؤولون إسرائيليون، عن التعقيب رسمياً على اتهامات بمسؤولية الكيان الصهيوني عن اغتيال بدر الدين. وردّ المتحدث بلسان وزارة الخارجية الإسرائيلية عمانوئيل نخشون، على استفسارات للصحافيين حول مسؤولية بلاده بالقول «لا تعليق»، كما رفض وزير الاستيعاب الإسرائيلي زئيف ألكين التعقيب أيضاً على تلك الاتهامات خلال حديث له إلى إذاعة الاحتلال الإسرائيلي العامة، لكن مستشار الأمن القومي السابق يعقوب عميدرور، قال في حديث لإذاعة جيش الاحتلال «دولة إسرائيل ليست مسؤولة دوماً عن هذا (عمليات الاغتيال) ولا ندري إذا ما كانت مسؤولة عنه«.

ومن جهتها رفضت المحكمة الخاصة بلبنان التعليق على خبر مقتل بدر الدين الذي تحاكمه غيابياً بتهمة اغتيال الرئيس الحريري. وذكرت في بيان أمس: «لا نستطيع أن نقدم أي تعليق حول هذا الإعلان في وسائل الإعلام قبل صدور قرار قضائي»، مؤكدة أنها ستظل «ملتزمة باضطلاعها بولايتها بأعلى معايير العدالة الدولية».