IMLebanon

جونيه تنقذ عون وسن الفيل تهزم «تحالف معراب»

«الكتائب» يحصد أكثر من «الحلف الثنائي» في جبل لبنان.. والمرّ يكتسح المتن

جونيه تنقذ عون وسن الفيل تهزم «تحالف معراب»

شكّلت الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظة جبل لبنان، أمس، اختباراً حامياً للقوى المسيحية مجتمعة، في أول امتحان شعبي لـ»تحالف معراب» بين «التيّار الوطني الحرّ» و»القوات اللبنانية» الذي عجز عن تشكيل كاسحة في العمق المسيحي، حيث مُني بهزات بلدية كان أشدّها وقعاً في سن الفيل على يد حزب «الكتائب اللبنانية» والنائب ميشال المرّ.

وإذ عجز هذا «التحالف» عن تجاوز خصوصيات مدينة جونيه فتوزّع ركناه على اللائحتين المتنافستين، فإن نتائج صناديق «عاصمة الموارنة» كما وصفها بعض العونيين، ظلّت حتى فجر اليوم بين مدّ وجزر بسبب الفارق الضئيل في الأصوات الذي أبقى رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون «على أعصابه»، بعدما قاد شخصياً هذه المعركة لتنجلي غبار صناديق هذه المدينة عن فوز أمرّ من الهزيمة للائحة المدعومة من عون بفارق بضع عشرات من الأصوات، على حدّ قول النائب السابق فريد هيكل الخازن لـ»المستقبل» فجراً. 

وإذا كان مشهد جونيه ناقصاً باعتبار أن «تحالف معراب» كان موزّعاً بين لائحتين، فإن نتائج صناديق سن الفيل جاءت مخيّبة تماماً لهذا «التحالف» الذي هزمه تحالف حزب «الكتائب اللبنانية» والنائب ميشال المرّ إثر معركة حامية كانت الأقسى في المحافظة بعد معركة جونيه. فيما سجّل النائب السابق فريد الخازن بالتحالف مع «الكتائب» فوزاً كاسحاً في غوسطا (قضاء كسروان) في وجه اللائحة المدعومة من ثنائي «التيّار» «القوات».

وإذ سجّلت ماكينات انتخابية متعدّدة تقدماً لحزب الكتائب والعائلات على حساب «تحالف معراب» في معظم أقضية محافظة جبل لبنان، مقابل تراجع عدد المجالس البلدية المحسوبة على «التيار الوطني الحر»، أكد رئيس الحزب النائب سامي الجميّل لـ»المستقبل» أن الحزب فاز «بأكثر من ثلاثين بلدية في المحافظة رؤساؤها منتمون للكتائب، مثل الدامور وفرن الشباك والناعمة وحمّانا والحازمية وكفرتيه وبياقوت وبيت شباب وروميه وجل الديب»، مضيفاً أن الحزب «فاز في عشرات البلدات بالتحالف مع آخرين مثل سن الفيل مع النائب المرّ وغوسطا مع الخازن وبيت الدين ووادي شحرور.

وفيما فازت «القوات اللبنانية» في قضاء المتن الشمالي في بلدية واحدة (قلاّبة برمانا) من أصل 53، مدعومة من الكتائب والنائب المرّ، وفاز «التيّار الوطني الحرّ» ببلديتين اثنتين في الفنار وضهر الصوان، حصد النائب المرّ 41 مجلساً بلدياً و64 مختاراً، كما قال لـ»المستقبل»، بينها 23 بلدية بالتزكية و19 بالمعارك»، فيما فاز الكتائب بالمجالس الأخرى.

وكانت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان انتهت الى مشاركة كثيفة، ونسبة اقتراع عالية برزت مؤشراتها في طبيعة المعارك الانتخابية، ومدى تداخل المحلي والعائلي بالحسابات السياسية. وتجلت حماوة المعركة خصوصاً في جونية وسن الفيل ودير القمر والدامور والحدث وبرجا وشحيم. كما سُجّلت في حارة حريك وبرج البراجنة والغبيري لوائح منافسة للثنائي الشيعي، «حزب الله و»أمل».

وكالعادة، لم تخلُ هذه الانتخابات من إشكالات «تقليدية» لم تخرج عن المألوف، وتولّت القوى الأمنية، من جيش وقوى أمن داخلي، معالجتها بشكل سريع وحاسم، ما ترك ارتياحاً لدى جميع الأفرقاء، علماً أن «الجمعية اللبنانية لديمقراطية الانتخابات» أكدت أنها اضطرت الى سحب مراقبيها من بلدة أفقا جبيل، بعد تلقيهم تهديداً من مندوب «لائحة الوفاء للمقاومة».

وإذ نوّهت المواقف بإدارة العملية الانتخابية التي جرت في أجواء آمنة وديموقراطية، شدّدت على ضرورة إنجاز الانتخابات الرئاسية والنيابية.

وأجواء الانتخابات البلدية والاختيارية التي وُصفت بالجيّدة جداً في جبل لبنان مع ما ساد النهار الطويل من حدة في التنافس انعكست إيجاباً على إقبال لافت من الناخبين بحيث سجّل جبل لبنان النسبة الأعلى مع اقتراع 56% من الناخبين. وكانت النسبة الأعلى في منطقة جبيل مع 65% وكسروان 62% وقضاء المتن 58,24% والشوف 53,50% وقضاء عاليه 52% وقضاء بعبدا 50,20%. وفق ما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في ختام اليوم الانتخابي.

ومع نسبة الإقبال العالية، كانت لافتة المشاركة المسيحية الكثيفة سواء في البلدات التي شهدت معارك كسر عظم سياسي، أو في البلدات التي تجاوزت فيها المعركة الترسيمات السياسية.

هذه المشاركة المسيحية مضافة الى عدم انسحاب اتفاق معراب على كل المدن والبلدات في جبل لبنان، وانكفاء الأحزاب أمام الحدة المحلية والعائلية في بلدات كثيرة على مستوى المحافظة ونتائج الانتخابات، لا بد أن ترخي بظلالها على الأحزاب التي بدأت تعيد حساباتها وتقيّم دورها وقدراتها.