IMLebanon

نصر الله اليوم: إلتزام بعون والردّ على الإتهامات

نصر الله اليوم: إلتزام بعون والردّ على الإتهامات

التعيينات العسكرية مرّت بهمّة هيئة الحوار . . وتعزيزات لمواجهة داعش في جرود عرسال

أهم ما أكدت عليه جلسة مجلس الوزراء ان لبنان، الذي وصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند هدوءه «بالهش»، ما تزال احتمالات التوافق فيه والتفاهم متقدمة على ما عداها، بصرف النظر عمّا إذا كانت طاولة الحوار هي التي توفّر الإطار للقرارات التي تمنع انهيار الدولة، أو كانت القرارات تصدر عبر ما تبقى من مؤسسات شرعية، مثل مجلس الوزراء الذي أكّد رئيسه تمام سلام انه «ماضٍ في تحمل المسؤولية إلى حين انتخاب رئيس جديد للجمهورية».

والاهم أيضاً، ان مجلس الوزراء سيعود لمتابعة جدول أعماله، سواء في ما تبقى من بنود إدارية وخدماتية ومالية وتسيير لمصالح النّاس والإدارات وعددها 138 بنداً، بعدما كان أقر أمس 241 بنداً من أصل 379، فضلاً عن مناقشة واتخاذ موقف من كل من: بند إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، وبند تثبيت متطوعي الدفاع المدني، ورصد الأموال لاجراء الانتخابات البلدية، وجميع هذه البنود الثلاثة تنطوي على صعوبات وإشكالات تنتظر الاتصالات والمشاورات السياسية لتذليلها قبل الثلاثاء المقبل.

وما دام السقف السياسي الذي يقف خلف الأداء، سواء في الحوار الثنائي بين «المستقبل» و«حزب الله» أو طاولة الحوار الموسع، حيث ان ملء الشواغر في المجلس العسكري الذي تمّ بالتوافق ما كان ليحصل لولا ان التعيين تمّ وفق ما جرى التفاهم عليه في جلسة الحوار الأربعاء الماضي، هو الأساس في حماية الاستقرار وضبط التفاهمات وتوفير الوقوف الوطني وراء المواجهة الدائرة شرقي البلاد وفي جرود عرسال بين الجيش اللبناني ومسلحي «داعش»، فإن الأنظار تتجه إلى السياسة مجدداً، سواء في شقها المحلي أو الإقليمي – الدولي لرؤية مسار ملء الشغور الرئاسي الذي لا يمكن ان يحصل اجرائياً الا في مجلس النواب، لا سيما على مرمى حجر من جلسة 8 شباط التي تصادف ليس الاثنين المقبل بل الذي سيليه أي بعد (11 يوماً) من خلال إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله عند الثامنة والنصف من مساء اليوم عبر محطة «المنار» ومحطات أخرى للحديث حصراً عن الرئاسة الأولى والمرشحين والاتصالات والمخارج والعقبات، وموقف الحزب من كل واحدة منها، في سياق رويته للاولويات والتحالفات بما في ذلك الرد على الاتهامات أو التحليلات أو ما تردّد عن ان «حزب الله» لا يريد انتخابات رئاسية الآن، ولو كان يريد لمارس الضغط على حليفه الرئيس نبيه برّي، أو مارس نفوذه لسحب المرشح النائب سليمان فرنجية، أو ان الأمور لم تنضج بعد لانتخاب الرئيس، والمطلوب مزيداً من الوقت لانضاج الاتصالات والمشاورات.

وفي الشق الإقليمي – الدولي، ينتظر المعنيون سواء من باريس أو طهران نقل معطيات أو معلومات تتصل بما دار تماماً في القمة بين الرئيسين هولاند والإيراني حسن روحاني التي تطرقت إلى الوضع في لبنان من زاوية الملفات الإقليمية، ومن زاوية العلاقة التي تربط الفرنسيين والايرانيين سواء ببكركي أو حارة حريك، وما يعني لهم الاستقرار في لبنان من التزام وأهمية.

ولم يخف الرئيسيان في المؤتمر الصحفي المشترك انهما تطرقا إلى الوضع اللبناني، مع ان ملف الاتفاقيات الاقتصادية والتعاون الثقافي والعلمي، فضلاً عن مجالات الاستثمار، وبداية التعاون السياسي بين الدولتين كان هو الطاغي على القمة التي تأتي في سياق تطبيع العلاقات بين إيران وعواصم العالم بعد التوقيع على الاتفاق النووي قبل نهاية العام الماضي.

وقال هولاند في المؤتمر الصحافي المشترك: «هناك بلد حيث الهدوء فيه هش، والوضع متوتر فيه، وهذا البلد هو لبنان. وهنا أيضا لإيران وفرنسا دور يلعبانه. علينا القيام بكل ما يلزم للحفاظ على وحدة لبنان ووحدة أراضيه والحرص على عدم استمرار الفراغ المؤسساتي».

من جهته قال روحاني: «نأمل أن يتمكن لبنان من الخروج من هذه الأوضاع. فلبنان صديق لبلدينا، وسنتعاون لمصلحة لبنان».

لماذا إطلالة نصر الله؟

من الثابت، حسب أوساط المراقبين المتابعين لسياسات «حزب الله»، أن ثلاثة أهداف وراء إطلالة السيد نصر الله اليوم، ليس من بينها فتح الطريق أمام انتخابات الرئاسة:

1- وضع حدّ لانفلاش المواقف الإتهامية ضد «حزب الله» بعد «إعلان معراب».

2- إنهاء حالة الإنتظار، ونزع فتائل تأثيرات ما يصفه إعلام حزب الله بالإعلام المضاد، فالهدف إعلامي بالدرجة الأولى.

3- وقف التآكل داخل فريق 8 آذار، وإعلان أن الحزب ليس في وارد ممارسة أي ضغط على حلفائه في 8 آذار.

وفي معلومات «اللواء» أن كلمة السيّد نصر الله والتي لم تكن مقرّرة سابقاً، ستؤكّد على ثوابت «حزب الله» من موضوع رئاسة الجمهورية.

وهذه الثوابت، بحسب مصدر في الحزب هي الآتية:

– إعادة التأكيد على أن المرشح الوحيد لقوى 8 آذار هو النائب ميشال عون.

– إعادة التأكيد على السلّة المتكاملة بمعزل عن إسم أي رئيس.

وفي المعلومات أيضاً أن نصر الله سيؤكّد أن الحزب لن يضغط على حلفائه في موضوع رئاسة الجمهورية، لكننا لن نذهب إلى الانتخاب متفرقين، محذراً من محاولات اللعب على وحدة فريق 8 آذار، أو الضغط علينا في موضوع الرئاسة فيما المشكلة الحقيقية في مكان آخر.

وكانت الماكينة الإعلامية للحزب سواء عبر سياسيين أو إعلاميين من الحلقة المقرّبة قد تناوبوا خلال الـ72 ساعة الماضية على بث مجموعة من المواقف، في مقدمها أن «حزب الله» سمّى النائب عون مرشحاً للرئاسة، وما يزال مرشّحه، وأن النائب فرنجية لم يُطلع حلفاءه على سائر الاتصالات التي تمّت مع الرئيس سعد الحريري، ولم يذهب أكثر من مرّة للإجتماع به في باريس بوصفه مرشّح 8 آذار، حتى يُلزم هؤلاء الحلفاء بدعمه، فالمسألة هنا لا تتعلّق بالخط السياسي، بل بالآلية التي اتّبعت سواء في الترشيح أو الالتزامات غير المعلنة.

وحسب هؤلاء، فإن قضية انتخاب الرئيس، لا سيما بعد اتفاق معراب لا تتعلّق بالأرقام أو بالأصوات، وإنما بالمعادلات السياسية التي تحكم وصول هذا الرئيس أو ذاك.

مجلس الوزراء

بنصاب حكومي شبه كامل، لم يتوفر منذ زمن بعيد، التأم مجلس الوزراء، وأقر ملء الشواغر في المجلس العسكري بالتوافق، بحسب ما تمّ الإتفاق عليه في جلسة الحوار الوطني أمس الأول، وهم العمداء الثلاثة: محسن فنيش عن المقعد الشيعي، وسمير الحاج عن الارثوذكس وجورج شريم عن الكاثوليك، بعد أن استحوذ هذا الموضوع على قسم كبير من نقاشات المجلس قبل اقراره، بالإضافة إلى مداخلة وزير الخارجية جبران باسيل  الطويلة حول سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان.

وأوضح مصدر وزاري لـ«اللــواء ان نصف الجلسة التي استغرقت موضوع التعيينات العسكرية، والنصف الآخر ناقشت قرابة ثلاث ساعات، ناقشت السياسة الخارجية، وفي الدقائق الخمس الأخيرة، وافق المجلس على البنود 241 التي تمّ اقرارها دفعة واحدة (دوكما) وكانت عبارة عن بنود مالية وهبات وسفر واتفاقيات وترشيح سفراء، وهنا حاول عدد من الوزراء طرح بعض البنود الملحة مثل مسألة الاعتمادات المالية للانتخابات البلدية وتثبيت عناصر الدفاع المدني من قبل وزير الداخلية نهاد المشنوق، فاعترض وزير العدل اللواء أشرف ريفي الذي حمل إلى مجلس الوزراء صور متفجرات ميشال سماحة، معلناً هذه قضيته وانه سيتابعها حتى النهاية، مطالباً بطرح القضية، فاقترح الرئيس سلام تأجيل طرح هذه المواضيع إلى الجلسة المقبلة التي تحددت قبل ظهر الثلاثاء المقبل، قبل سفره في اليوم  التالي (أي الأربعاء) إلى لندن للمشاركة في مؤتمر الدول المانحة للنازحين.

وكشف المصدر ان هناك شبه إجماع على التعيينات العسكرية، وأن موقف وزراء حزب الكتائب جاء من منطلق الحفاظ على المؤسسة العسكرية، وأن لا تكون هناك معارضة تجاه هذه المؤسسة، علماً ان الوزراء، سمير مقبل وبطرس حرب وسجعان قزي وآلان حكيم اعترضوا على تسمية العميد الحاج للمركز الأرثوذكسي مثلما كان اقترح وزراء «التيار الوطني الحر» فيما تحفّظ الوزيران عبد المطلب حناوي وميشال فرعون، لكن الرئيس سلام أوضح أن الأسماء الثلاثة، تمّ التوافق عليها في طاولة الحوار، والمقصود منه تفعيل عمل الحكومة، فما كان من الوزراء المذكورين إلا أن سحبوا اعتراضهم وتحفظهم باستثناء الوزير حرب الذي بقي مصرّاً على موقفه.

وبعد الانتهاء من هذا الملف، طرح الوزير باسيل الموقف الذي اتخذه في الجامعة العربية وفي المؤتمر الإسلامي في جدّة وفي البحرين، مشدداً على أن لبنان يرفض التدخل في شؤون الدول العربية، وهو مع الإجماع العربي، لكنه لاحظ أن سياسة النأي بالنفس التي يعتمدها لبنان تحتاج إلى توضيح لأنها تتسبب بانقسامات لبنانية.

وأثارت مداخلة باسيل، اعتراضات ونقاشات من جانب عدد كبير من الوزراء، بالإضافة إلى الرئيس سلام الذين تحدثوا جميعهم بلغة واحدة، مؤكدين أن الموضوع ليس قضية اصطفاف بل مصالح.

وفي هذا السياق كانت مداخلة لوزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس الذي أكد أن المسألة أبعد من اختلاف في وجهات النظر، بل هي في حقيقتها مصالح لبنان، فدعونا نبحث أين هو الضرر الذي قد نتسبب به وأين هي المصلحة المشتركة؟

وقال: ما كتبه عماد الخازن في «الحياة» لم يكن رأياً بل موقف، هناك استياء عربي وخليجي تحديداً مما حصل، وعلينا أن نتفادى هذا الاستياء ونوضح سياستنا الخارجية.

واقترح درباس بأن يكون هناك تنسيق دائم بين وزير الخارجية ورئيس الحكومة، كما اقترح أن يعلن وزير الإعلام في بيان موقف لبنان الرسمي وهو التضامن العربي ومع الإجماع والنأي بالنفس عندما يكون الخلاف عربياً.

كما تحدث في السياق معظم الوزراء تقريباً، من بينهم الوزير وائل أبو فاعور الذي أكد أن العروبة ليست وجهة نظر، لافتاً إلى أن العروبة الآن هي عروبة جامعة الدول العربية وعروبة الأنظمة، بعدما انتهت عروبة الرئيس جمال عبد الناصر.

وكانت مداخلة للوزير ريفي الذي أكد أننا في لبنان عرب ولا يمكن إلا أن نكون عرباً، وتلا نص المادة الثانية في الدستور التي تقول بأن لبنان عربي الهوية والإنتماء.

وقال: هذا واقعنا وتاريخنا ومستقبلنا.

أضاف: نعرف أن هناك صراعاً عربيا – إيرانياً، ونحن في هذا الصراع، لا يمكن إلا أن نكون مع العرب، وأي شيء يُبعدنا عن العروبة لا يمكن أن نقبل به نهائياً.

وعندما طرح اقتراح الوزير درباس أن يصدر وزير الإعلام بياناً يوضح فيه سياسة لبنان الخارجية إقترح وزير «حزب الله» حسين الحاج حسن إكمال مناقشة الموضوع في الجلسة المقبلة، وهكذا كان..

عرسال

في هذا الوقت، استأثر الوضع على الحدود الشرقية، اهتماماً سياسياً، لا سيما بعد المعلومات التي تحدثت أن مسلحي «داعش» سيطروا على مواقع «النصرة» المتقدّمة باتجاه الحدود اللبنانية، واستهدفت مدفعية الجيش اللبناني بشكل متقطع أمس تحركات المسلحين في جرود عرسال، وأطلق الجيش ليلاً قنابل مضيئة في منطقة وادي الخيل لكشف تحركات المسلحين، بعدما كان استهدف آلية لمسلّحي «النصرة» في الوادي المذكور ودمّرها.