IMLebanon

ملفان متفجرِّان أمام الجلسة اليوم .. والأنظار تتّجِه إلى 14 شباط

ملفان متفجرِّان أمام الجلسة اليوم .. والأنظار تتّجِه إلى 14 شباط

وفد الجالية في السعودية ينقل مخاوف اللبنانيين من الخروج علی الإجماع العربي .. ورفض إسلامي لمعركة في عرسال

تخطت المواضيع المطروحة على جلسة مجلس الوزراء اليوم، البنود المدرجة أصلاً سواء منها المتراكم إدارياً ومالياً، أو المتعلق بالشق القضائي أو الإنتخابي أو المالي والتوظيفي، ما هو مطروح إلى ترقّب سجالات وخلافات، لا سيما في قضية إحالة ملف ميشال سماحة إلى المجلس العدلي، حيث يتمسّك بمرسوم الإحالة وزراء تيّار «المستقبل» الأربعة مدعومين بوزراء الكتائب وكتلة الرئيس ميشال سليمان والنائب وليد جنبلاط، من دون أن يؤدي ذلك إلى الإستقالة، بل ربما الإنسحاب أو الإعتكاف وفقاً لما كشفه وزير الداخلية نهاد المشنوق من دار الفتوى بعد لقاء جولة أفق مع مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، انطلاقاً من أن المواجهة ستكون سياسية وبالحوار والإقناع فقط.

وإذا كانت الجلسة في أبعادها القضائية والوظيفية للوزير المشنوق فيها حصة كبيرة، فإنه سيكون في جعبته طلبان: الأول يتعلق بإصدار مرسوم بتثبيت متطوّعي الدفاع المدني، والثاني صدور مرسوم بالإعتمادات المالية لإجراء الإنتخابات البلدية في أيار المقبل،. بعدما بدا أن لا أحد من الكتل أو التيارات أو الأحزاب بإمكانه أن يقف حجر عثرة أمام توجه لإجراء الانتخابات في موعدها.

على أن مسألة التمويل وتعزيز مالية الدولة في ظل التوجه لإجراء الانتخابات البلدية وتثبيت متطوعي الدفاع المدني وترحيل النفايات، وفي ظل التراجع المستمر لسعر برميل النفط وانعكاساته الإيجابية على فاتورة المحروقات التي كانت لأشهر خلت باهظة الكلفة، وفي ضوء التوقع من أن صفيحة البنزين ستسجل غداً إنخفاضاً إضافياً، فإن فكرة إضافة 5 آلاف ليرة على سعر الصفيحة بحيث لا تقل عن 22 ألفاً ولا تزيد عن 25 ألفاً، تحمّس لطرحها أكثر من وزير، انطلاقاً من اعتبارات بعضها يتعلق بالسعر المتعارف عليه في المنطقة والعالم للصفيحة، وثانياً لحاجة المالية اللبنانية لأموال لتغطية النفقات الطارئة، والحد من المديونية العامة، وسط الغياب المستمر من العام 2005 لقطع الحساب والموازنة العامة.

وحرصت مصادر السراي الحكومي على نفي أن يكون موضوع البنزين مطروحاً على جدول أعمال مجلس الوزراء اليوم، لكنها لم تستبعد أن يطرح الموضوع من قبل بعض الوزراء، في مقدمهم وزير الداخلية، من خارج جدول الأعمال لتغطية الاعتمادات المالية المترتبة على تثبيت متطوعي الدفاع المدني وإجراء الانتخابات البلدية، علماً أن مستشار وزير الطاقة سيزار خليل نفى بدوره أن يكون ثمة مشروع في وزارته يتعلق بزيادة سعر الصفيحة 5 آلاف ليرة، مع أن زيادة سعر البنزين ليس من صلاحيات وزارته بل يعود إلى وزارة الاقتصاد ووزارة المال.

ولم يستبعد وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللواء» أن يحضر هذا الاقتراح بقوة، لكنه أعلن رفضه اعتماد هذا الإجراء.

وعشية سفره إلى لندن غداً، ترأس الرئيس تمام سلام إجتماعاً لسفراء الدول والمنظمات والهيئات المنظمة لمؤتمر «مساعدة سوريا والمنطقة» حول النازحين السوريين الذي تستضيفه العاصمة البريطانية الخميس، وصف الاجتماع بأنه تحضيري للإطلاع منهم على أجواء بلدانهم في ضوء الطلبات التي سيتقدّم بها لبنان إلى مؤتمر الدول المانحة.

سياسياً، تفاعلت تداعيات التفاهمات السياسية ومفاوضات ما قبل هذه التفاهمات.

ونابت «القوات اللبنانية» عن «التيار الوطني الحر» في إدارة الاشتباك في الوقت الضائع، مع رئيس تيّار «المردة» النائب سليمان فرنجية، حيث كشفت معلومات بنشعي بأنه يقف على أرض رئاسية صلبة، وهو ليس في وارد الإنسحاب قيد أنملة لأي كان، لا سيما للعماد ميشال عون.

وبعد أن نفت الدائرة الإعلامية في «القوات» ما كشفه فرنجية أمام مجموعة صغيرة من الإعلاميين إستضافهم (بترتيبات غير مفهومة)، من أن «القوات» عرضت عليه الرئاسة مقابل استبعاد العميد شامل روكز عن قيادة الجيش في حال وصل إلى الرئاسة الأولى، ذكّرت بأن المجالس بالأمانات، وأن «القوات» لولا شيمها بعدم كشف ما لديها، لكانت كشفت الكثير الكثير، وملأت الصحف بما كان يدور في تلك الاجتماعات.

وكان لافتاً في هذا السياق، زيارة وزير التربية والتعليم العالي الياس بوصعب للسفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، وهي زيارة حاول بوصعب إدراجها في خانة توضيح موقف لبنان من الاعتداء على السفارة السعودية في إيران، وتلقفها السفير عسيري بإعلان استعداده لنقل كلام بوصعب إلى قيادته في المملكة، في حين لا تستبعد أوساط مطلعة، أن يحاول «التيار العوني» توظيف هذا الإنفتاح على المملكة العربية السعودية، في سياق معركة رئيسه الإنتخابية الرئاسية، على الرغم من الصعوبات التي يدركها وسط الصراعات العنيفة في المنطقة.

14 شباط

في هذه الأجواء، تتجه أنظار قوى 14 آذار والوسط السياسي اللبناني كلّه، إلى الاحتفال الذي سيقيمه تيّار «المستقبل» في «البيال» في الذكرى الحادية عشرة لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري حيث سيطلّ الرئيس سعد الحريري من خلال شاشة عملاقة، وستكون كل التطورات السياسية المتصلة بالتفاهم حول ترشيح النائب فرنجية وإعلان معراب بدعم ترشيح عون والعلاقة مع «القوات» وخلط الأوراق على الساحة السياسية والرئاسية حاضرة في خطابه وصولاً إلى الحوار مع «حزب الله» والاستحقاقات الداهمة، كما سيحدد موقف تيّار «المستقبل» من كل المواضيع الملحّة والجارية لبنانياً وعربياً بما في ذلك الصدى السلبي لأداء الخارجية اللبنانية في المحافل الدبلوماسية ومواقفها في غير مصلحة لبنان، من دون أن ينسى الرئيس الحريري التشديد على مقومات العيش المشترك واتفاق الطائف ورفض السلاح غير الشرعي، والتمسّك بشعارات مبادئ ثورة الأرز التي فجّرها اغتيال الرئيس الشهيد.

هواجس الجالية

في السعودية

في هذا الوقت، بدأ وفد مجلس العمل اللبناني السعودي مهمة وطنية شاقة مع المسؤولين، تركزت وفقاً لمصادر الوفد حول إبلاغ المسؤولين أن أبناء الجالية، على الرغم من رحابة صدر القيادة السعودية والمسؤولين في المملكة العربية السعودية، ينظرون بعين الارتياب إلى ما وصف بأنه سياسة النأي بالنفس في الأزمة المتصاعدة بين العرب، وعلى رأسهم المملكة، وإيران بوصفها طرف اجنبي، حيث صبت المواقف التي اعتمدها وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل لمصلحة إيران، وبدا انه يعمل في خدمة أجندة «حزب الله» من غير الاكتراث الى مصالح لبنان واللبنانيين وضرورة حمايتها من خلال البقاء ضمن الأسرة العربية وعدم الخروج على مقرراتها على نحو ما حصل في مؤتمرات القاهرة وجدة والمنامة.

وأوضح ممثّل الجالية اللبنانية في جدّة وعضو وفد مجلس العمل الذي يزور لبنان حالياً كميل مراد أن اللبنانيين في المملكة ليسوا خائفين على مصيرهم هناك، اعتماداً على رحابة صدر المملكة قيادة وشعباً، والتي تفتح ذراعيها لكل اللبنانيين ومن كل الطوائف، لكن بدأ ينتابنا نوع من هاجس خوف  بعد المواقف الملتبسة التي اتخذها وزير الخارجية جبران باسيل في موتمرات القاهرة وجدة والبحرين، عندما نأى بنفسه عن الموقف ضد ايران، علماً ان النأي بالنفس هي كلمة حق يراد بها باطل.

ولفت مراد إلى أن هاجس الخوف نجم عن الأصوات التي ظهرت في إعلام المملكة والتي هاجمت اللبنانيين ككل، ودعت إلى طردهم من المملكة، بحسب ما جاء في صحيفة «عكاظ».

وقال أن هذه الحملة على الصعيد الشعبي تركت صدى غير مريح لدى الجالية، خصوصاً عندما نلمس ان الدولة اللبنانية لا تحمينا، أو تخرج عن الإجماع العربي، مع العلم أن العمق اللبناني هو المملكة العربية السعودية، ولا أحد ينافسها على العروبة، ونحن عرب ولن نكون إلا عرباً.

وأوضح أن الوفد اللبناني، الذي سيتابع جولته اليوم بزيارة البطريرك الماروني بشارة الراعي ورئيس كتلة المستقبل فؤاد السنيورة، لمس من الشخصيات التي زارها امس، وهي على التوالي: الرئيس سلام، وزير التربية الياس بو صعب ووزير الخارجية جبران باسيل، ثم السفير السعودي علي عواض عسيري والرئيس ميشال سليمان وأنهاها بزيارة وزير الداخلية نهاد المشنوق، لمس تأكيداً على إدانة لبنان للاعتداء على سفارة المملكة في طهران وقنصليتها في مشهد، وهو موقف ترك ارتياحاً، ونحن نعتبر ما صدر عن الوزير باسيل بأنه تصحيح لموقف لبناني رسمي وإن جاء متأخراً.

إطلاق التشيكيين الخمسة

وفي تطوّر أمني لافت، افرج مساء أمس عن التشيكيين الخمسة ومرافقهم اللبناني صائب فياض الذين كانوا خطفوا على طريق كفريا – البقاع الغربي في تموز الماضي، وتسلمهم الأمن العام اللبناني، من دون أن تعرف ملابسات اطلاقهم مثلماً لف الغموض خطفهم، باستثناء ما هو معروف بأن الحادث له علاقة بموقوف لبناني في تشيكيا يدعى علي فياض.

وأعلنت الحكومة التشيكية في بيان أن التشيكيين الخمسة سالمون، وسيتم استئجار طائرة لإعادتهم إلى وطنهم سريعاً، والتحقيقات التي تجريها الشرطة التشيكية جارية.