IMLebanon

تصعيد ليلاً في عرسال: تفجير سيّارة وقتيلان بغارة على منزل و«النصرة» تهدِّد

تصعيد ليلاً في عرسال: تفجير سيّارة وقتيلان بغارة على منزل و«النصرة» تهدِّد

هولاند يتصل بالحريري عشيّة زيارة سلام .. وجيرو يقدّم عروضاً للإتفاق على رئيس

 

بالتزامن مع الانشغال بالوضع «المعقد جداً»، وفقاً لوصف مصدر رسمي رفيع، الذي تمر به قضية العسكريين المحتجزين لدى جبهتي «النصرة» و«داعش»، حركت زيارة موفد وزير الخارجية الفرنسي جان فرنسوا جيرو إلى بيروت في مهمة تهدف إلى وضع قضية انتخاب رئيس جديد للجمهورية على طاولة الأولويات، بالتنسيق مع كل من المملكة العربية السعودية وإيران، الركود المتعلق بهذه القضية، وانعشت الآمال بأن هذا التحرّك يوحي ان مسألة ملء الشغور الرئاسي تقضُّ مضاجع القيادات اللبنانية وأصدقاء لبنان من اوروبيين وعرب، لأن إطالة الفراغ في الرئاسة الأولى، احدثت تعقيدات إضافية في المشهد اللبناني من جوانبه كافة.

وعشية الزيارة الرسمية للرئيس تمام سلام إلى باريس غداً للقاء الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ونظيره رئيس الحكومة الفرنسية مانويل فالس، ومسؤولين فرنسيين آخرين، استقبل الرئيس سلام الموفد جيرو واستمع منه إلى طبيعة المهمة التي وصل إلى بيروت من أجلها، والمعطيات التي توفرت لدى بلاده بشأن إمكانية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في الأسابيع الأولى من السنة المقبلة، وهو الذي أعلن صراحة ان «بلاده تحث اللبنانيين على انتخاب رئيس من دون تدخل خارجي»، وهو يحمل في جعبته اقتراحات تتعلق بالدور الفرنسي للوصول إلى اتفاق إذا كان لبنان يرغب بذلك».

وعلى الخط نفسه، أجرى الرئيس هولاند اتصالاً هاتفياً بالرئيس سعد الحريري، لم يوضح المكتب الإعلامي للرئيس الحريري طبيعته، لكن مصادر متابعة تعتقد ان الاتصال على صلة بمهمة جيرو وزيارة الرئيس سلام التي يرافقه فيها نائب رئيس الحكومة وزير الدفاع سمير مقبل ووزير الخارجية جبران باسيل، مما يكشف عن طبيعة المحادثات سواء في شقها الدفاعي، في ما خص مراحل تجهيز الهبة السعودية للجيش اللبناني بعد توقيع الاتفاق بين باريس والرياض، انفاذاً للهبة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، فضلاً عن استكمال ما يتعلق بالشأن الرئاسي، في ضوء التفويض الذي يحمله الوزير باسيل من رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون بشأن حدود الموقف المتاح في ما خص الرئاسة الأولى.

مواقف سلام

 وصدرت عن الرئيس سلام سلسلة مواقف عشية سفره، نقلتها عنه وكالة «فرانس برس»، حيث وصف قضية الرهائن بأنها «صعبة جداً ومعقدة»، واصفاً الخاطفين بأنهم يتصرفون «بطريقة متوحشة يفرضون الإرهاب عندنا»، مستبعداً أن يتمكن تنظيم «داعش» من الامتداد إلى لبنان، لكنه يسعى إلى اضعاف لبنان، معتبراً أن غياب رئيس الجمهورية يخلق «تعقيدات اضافية».

ورأى سلام في مواقفه أنه بعد مفاوضات استغرقت أشهراً طويلة بين الجيشين اللبناني والفرنسي وبين السعودية وفرنسا، بدأت الأمور تتحرك، معرباً عن اعتقاده بأننا سنبدأ بتسلم الأسلحة خلال الأسابيع المقبلة، مشيداً بدور فرنسا في توعية المجتمع الدولي على مشكلة النازحين السوريين، كاشفاً عن انه سيطلب من الحكومة الفرنسية أن تساعد لبنان على تخطي المعاناة مع النازحين، وتوفير ما يلزم من دعم للبنى التحتية ولحاجات المجتمع اللبناني.

وأكّد سلام في حديثه للوكالة نفسها، بناء 12 برج مراقبة لمراقبة الحدود مع سوريا بشكل أفضل، بمساعدة ضباط بريطانيين استخدموا وسائل حديثة، مشيراً إلى أن هذه الابراج التي اقيمت قبل أسبوعين باتت تحت اشراف الجيش اللبناني، وتسمح له بمراقبة التحركات في الحدود الشرقية ومنطقة عرسال بشكل أفضل، واقامة موقع دفاعي متقدّم.

مهمة جيرو والحوار

 ولاحظت مصادر دبلوماسية غربية، أن وجود الموفد الفرنسي جيرو في بيروت يُشير إلى أن ثمة طبخة رئاسية، موضوعة على النار، قد تثمر أو لا تثمر، فهذا موضوع آخر، باعتبار انها ليست اول محاولة فرنسية بتكليف من واشنطن تجرى اعتماداً على موقف إيراني مستجد، باطلاع من المملكة العربية السعودية.

وقالت أن أوّل مؤشر لتقدم المساعي الفرنسية سيكون انعقاد الجلسة الأولى للحوار بين «المستقبل» و«حزب الله» الذي من المتوقع أن يكون بمثابة «تظهير» لمساعي القناة الفرنسية في الاستحقاق الرئاسي، مشيرة إلى ان عدم تحديد موعد لاطلاق ورشة الحوار هذا يعني أن المساعي الفرنسية لم تحقق بعد أي تقدم، وبالتالي قد يتأخر موعد بدء الحوار إلى ما بعد نهاية السنة الحالية، في حال لم تحصل تطورات إيجابية مفاجئة.

وفي هذا السياق، أكّد مصدر قيادي في قوى 8 آذار لـ «اللواء» بأن تحديد أجندة الحوار بين المستقبل وحزب الله ينتظر تحديد موعد رسمي للجلسة الحوارية الأولى بينهما، جازماً بعدم وجود أية إشارات توحي بلقاء قريب هذا الأسبوع، على اعتبار أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لم يتبلغ من «المستقبل» عن تاريخ محدد لعقد الجلسة الأولى، ولم يبلغ بدوره حزب الله بأي شيء من هذا القبيل.

ولفت المصدر الى أن النقاش سيكون مسموحاً حول كل المواضيع دون استثناء من الرئاسة الى السياسة والأمن والإرهاب، لكن تحديد النقاط التي ستدرج رسمياً على جدول الجلسات وترتيبها يحتاج الى تحديد موعد أول للقاء الطرفين.

تجدر الإشارة الى أن جيرو أجرى أمس مروحة واسعة من اللقاءات، شملت الى الرئيس سلام كلاً من الرئيسين نبيه بري وفؤاد السنيورة، والبطريرك الماروني بشارة الراعي، ورئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، والوزير باسيل، على أن يزور اليوم الرئيسين ميشال سليمان وأمين الجميّل والنائب ميشال عون، مؤكداً أن الشغور في موقع الرئاسة الأولى يؤثر سلباً على حسن عمل السلطات العامة ويقلق فرنسا وعدداً كبيراً من شركائها، مشيراً الى أن فرنسا تضع نفسها بحيادية وعدم انحياز في خدمة لبنان لمواجهة هذا الطريق المسدود، موضحاً أن فرنسا ليس لديها مرشح وليس لديها فيتو على أحد، وعلى اللبنانيين أن يحزموا أمرهم ويختاروا رئيساً من دون تدخل خارجي، وأن على اللبنانيين أن يتوافقوا على مرشح، ويجب أن يحصل اتفاق، وإذا رغب لبنان بذلك، فإن فرنسا تقترح تسهيل هذا الاتفاق.

تطورات عسكرية على خط الرهائن

 على أن التطورات العسكرية التي حصلت ليلاً من شأنها أن تطيح بالهدنة التي أوجدتها مبادرة هيئة العلماء المسلمين لملء الفراغ الذي أحدثه انسحاب الوسيط القطري من مهمة استعادة العسكريين المحتجزين.

فبعد تفجير سيارة حسن عز الدين الملقب بالمكحل في عرسال وبتر قدميه، وهو مشتبه بأنه ينتمي الى الجماعات المسلحة، وفقاً لتلفزيون «الجديد»، استهدفت مروحية منزلاً في منطقة العجرم على أطراف عرسال، وقصفته مما أدى الى سقوط ثلاثة قتلى وجريحين، سارعت «النصرة» الى كشف هوية صاحب المنزل وهو محمد حسين الحجيري (أبو هيثم) الذي قتل مع أحد أطفاله، وإصابة الأم وباقي الأطفال.

وقالت «النصرة» على موقعها على «تويتر» أن منزل العائلة يقع في وادي عجرم شرق حاجز وادي حمد المعروف بحاجز الملاهي، وأن طائرة من دون طيّار استهدفته بصاروخ موجه.

واعتبرت «النصرة» في تغريدة أن ما حدث هو نتيجة قرارات خلية الأزمة «التي تزعم أن هدفها إنقاذ حياة العسكريين المخطوفين.. وأن هذه القرارات بدأت تأخذ منحى قد يودي بحياتهم (أي العسكريين) بسبب هيبة الدولة المزعومة» (في إشارة الى الغارة).

غير أن «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية ذكرت أن القصف الذي استهدف أطراف عرسال نفذه الطيران السوري ببراميل متفجرة، وهو ما أكده أيضاً راكان الحجيري لتلفزيون «المستقبل»، مشيراً الى أن القتيلين هما محمد حسين الحجيري وإبنه يحيى.

مبادرة هيئة العلماء المسلمين

 قبل هذه التطورات، كانت مبادرة هيئة العلماء المسلمين قد حطت رحالها في دار الفتوى، حيث حرص مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان على إحالة هذه المبادرة على رئيس الحكومة، من دون ان يُبدي أي موقف، على اعتبار ان هذا الملف هو شأن الحكومة بامتياز وليس ملفاً دينياً.

اما بالنسبة للتكليف الذي تطالب به الهيئة رسمياً للتوسط مع الجهات الخاطفة للعسكريين، فقد كان مدار بحث على أكثر من صعيد رسمي، وثمة اتجاه لصرف النظر عن تلبية هذا الطلب لأنه يتعارض مع قرارات مجلس الوزراء، وخلية الأزمة بالنسبة لتكليف مسؤولين رسميين، في مقدمهم المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم لمتابعة هذا الملف بالتفاوض المباشر أو غير المباشر.

وتساءلت أوساط رسمية عمّا إذا كان في حوزة هيئة العلماء ضمانات بالنسبة لتجاوب الخاطفين مع مبادرتها، خاصة وأن التجارب السابقة لم تكن مشجعة.

وكان وزير البيئة محمّد المشنوق قد اعلن لـ«اللواء» انه ليس متأكداً ما إذا كانت الحكومة ستعمد إلى تكليف أحد في ملف العسكريين بهدف اجراء مفاوضات، مؤكداً ان الدولة لا تفاوض بالتقسيط أو بالتجزئة بل من خلال حل شامل.

ولفت الوزير المشنوق الى أن هناك تفهماً للمساعي التي تبدل بهدف وقف قتل العسكريين، ولا سيما مسعى هيئة العلماء، وأن أي طرف يأتي بنتائج إيجابية تؤدي الى إطلاق المخطوفين مرحب به.

وعلمت «اللواء» أن هذا الملف، ولا سيما في أعقاب وقف الوساطة القطرية سيحضر في اجتماع لمجلس الوزراء بعد عودة الرئيس سلام من زيارته الباريسية، وبعد أن يكون قد التقى أيضاً رئيس هيئة العلماء الشيخ سالم الرافعي.

والسؤال الذي طرح بقوة، في ضوء جواب الحكومة هل تتابع هيئة العلماء مساعيها من دون تفويض رسمي من الجانب اللبناني؟

 يبدو أن جواب الهيئة حاضر لدى الشيخ الرافعي وهي تحتفظ به،على الرغم من أنها لن تتفاجأ بالموقف الحكومي، وربما كانت تتوقعه، ولذلك رفعت من سقف شروطها.

وأوضح الشيخ الرافعي في اتصال مع «اللواء» أن الهيئة أطلقت مبادرتين،الأولى تضمنت اطلاق سراح النساء والاطفال المعقتلين، مقابل عدم تهديد العسكريين بالذبح، أما الثانية، فكانت بعنوان «الكرامة والسلامة»، لحفظ كرامة الدولة وسلامة المخطوفين.

ولفت الى أن تدخل الهيئة كوسيط بين الدولة والمسلحين جاء نتيجة توتر الوضع وانسحاب الوسيط القطري، والهدف هو إفساح المجال أمام استمرار المساعي وتأخير التهديد بالقتل.

وقال أنه بعد مناشدة أهالي العسكريين للهيئة بالتدخل، أصبحنا ملزمين أمام الناس بالتحرك، لأننا لا نستطيع أن نقول للأهالي لاعلاقة لنا، وفي المقابل لا نستطيع أن نقوم مقام الدولة دون استئذانها، ولذلك شئنا أن ندخل البيوت من أبوابها، فكانت زيارة الهيئة لدار الفتوىلإطلاق المبادرة من دارها.

وأعلن الرافعي أن الهيئة ستلتزم ما تقوله الحكومة، فإذا قبلت بالتفويض، فإن لدينا شرطاً وهو أن لا يدخل أحد آخر على خط المفاوضات إلا بعلمنا، ملمحاً الى أن الحكومة تتحمل مسؤولية القرار في حال فشلت مساعي الهيئة.

ملف النفايات

 على خط آخر أبلغ الوزير المشنوق أن لجنة النفايات الصلبة ستعقد صباح اليوم اجتماعاً لها في السراي يخصص للبحث في استكمال البحث بالملف ووضع دفاتر الشروط المنتهية وشق طريق التنفيذ للسير نحو إيجاد حل لهذا الملف.

وكرر أنه في حال استغرق موضوع اطلاق المناقصة وقتاً فسيصار الى اللجوء الى تمديد مؤقت.

وكشف أن الوزارة باشرت اتخاذ اجراءات بحق المخالفات المرتكبة بحق البيئة وأنه سيمتنع عن تسمية أحد منعاً للإساءة.