IMLebanon

أميركا والخطر الايراني: أي مقاربة جديدة؟

 

واشنطن تمهّد بحملة منظمة لاعلان الرئيس دونالد ترامب نسخة الادارة من استراتيجية الأمن القومي. وهذا تقليد عالمي لكن أميركا تمارسه ببراعة في تحضير المسرح الداخلي والمناخ الخارجي لقرارات وخطوات دراماتيكية. مستشار الأمن القومي الجنرال هربرت ماكماستر يعرض العناوين العامة للتهديدات التي تراها الادارة: خطر الدول التحريفية مثل روسيا والصين، وخطر الدول الاحتيالية مثل كوريا الشمالية وايران. والمندوبة الدائمة في الأمم المتحدة السفيرة نيكي هايلي تتولى تركيز الكاميرا على الخطر الايراني والحديث عن تحالف دولي يمارس التصدّي لأعمال ايران المزعزعة للاستقرار.

 

فرنسا تأخذ موقعها في التحالف معلنة بلسان وزير الخارجية جان ايف لودريان.، لا لرغبة ايران في اقامة محور من طهران الى المتوسط. والبنتاغون يكرر بألسنة الجنرالات الحرص على إغلاق الممر الايراني في البادية بين العراق وسوريا. لا بل ان قائد القيادة الوسطى الجنرال جوزف فوتيل يقول اننا نعمل مع شركاء محليين في التصدّي للدور الخبيث لايران التي تحاول بناء محور من طهران الى بيروت. لكن الواقع ان المحور الايراني الذي تعلن واشنطن وباريس العمل لمنع قيامه هو محور أقيم بالفعل وانتهى الأمر. وهذا ما تعترف هايلي ضمنا به حين ترى ان التهديد الايراني لا يقتصر على اليمن ومن خلاله على السعودية والامارات العربية بل يشمل لبنان وسوريا والعراق، ثم تتحدث عن مقاربة جديدة.

لماذا المقاربة الجديدة؟ لأن النتائج جاءت معكوسة: رهان أوباما على الاتفاق النووي لضمان الاعتدال الايراني والتفاهم مع أميركا على القضايا الاقليمية انتهى الى توظيف طهران الاتفاق النووي في التخلص من عقوبات وعزلة دولية ثم التفرّغ لضمان مشروعها الاقليمي. وما هي المقاربة الجديدة؟ الانتقال من خطة سقطت الى خطة لا أحد يعرف نسبة النجاح أو الفشل فيها.

الأولى هي خطة أوباما القائمة على دور تركيا ودعم الإخوان المسلمين لتولي السلطة في بلدان الربيع العربي ومواجهة الارهاب التكفيري السنّي، وعلى التفاهم مع ايران المعتدلة بحيث تستقر المنطقة ومصالح أميركا على توازن محورين سنّي وشيعي. والثانية هي اضافة الإخوان المسلمين الى تنظيمات الارهاب السنّي وتسليط الأضواء على الارهاب الشيعي بقيادة ايران، ثم ترتيب تحالف دولي ل كبح النفوذ الايراني، وبالتالي ترتيب محور سنّي لا تقوى عليه ايران منزوعة الأذرع.

المفارقة ان خطة ترامب لمواجهة النفوذ الايراني ومن ضمنها تسوية النزاع الفلسطيني – الاسرائيلي لتشليح ايران ورقة فلسطين، اصطدمت بقرار أحمق أعطى طهران أقوى ورقة: تجاوز الموقف العربي في مواجهة الاعتراف الأميركي بالقدس عاصمة لاسرائيل.