IMLebanon

البزّال شهيداً في التصعيد الإرهابي للمواجهة تحريك الأزمة الرئاسية مع زحمة الموفدين؟

بعد أيام من المكمن الذي نصبته لدورية من الجيش في جرود رأس بعلبك وتفجير عبوة ناسفة في جرود عرسال مما أودى بسبعة شهداء عسكريين، صعدت التنظيمات الارهابية المواجهة المفتوحة مع الجيش فأقدمت “جبهة النصرة” ليل أمس على تنفيذ تهديداتها المتكررة بإعدام الدركي المخطوف لديها علي البزال. وعكس هذا التصعيد الاجرامي بتصفية البزال بعد التوقيفات الاخيرة التي نفذها الجيش وشملت مطلّقة زعيم تنظيم “داعش” وزوجة احد قادة “جبهة النصرة”، ضغطاً كبيراً داميا تحاول عبره التنظيمات الارهابية ان تنزع من الجانب اللبناني ورقة القوة الاضافية التي تمكن منها واعادة مسألة المخطوفين العسكريين الى نقطة الصفر بعدما اخذت التحقيقات الجارية مع المرأتين الموقوفتين لدى مخابرات الجيش تتوغل الى كشف ادوار تنفيذية لهما من مثل التمويل والتجنيد.

وأعلنت “النصرة” قرابة الحادية عشرة ليلاً عبر موقع “تويتر” انها اعدمت البزال مهددة باعدام عسكري آخر خلال فترة وجيزة، معتبرة ذلك “أقل ما نرد به على الجيش اللبناني اذا لم يتم اطلاق الاسيرات”. وعلى الاثر قطع اهالي الشهيد البزال الطريق بين بلدتي البزالية واللبوة كما سجل ظهور مسلح كثيف في البزالية. وسجل أيضاً انتشار لوحدات الجيش في البقاع الشمالي منعاً لاي تداعيات أمنية لاعدام الدركي الشهيد، خصوصا ان بيانا صدر باسم “شباب آل البزال” توعد بالانتقام للدركي الشهيد وتزامن مع انتشار حواجز مسلحة في البزالية واعمال تفتيش للسيارات.

حركة الموفدين

وكان المشهد الداخلي توزع أمس بين استنفار حكومي وأمني لمواجهة التطورات المتعلقة بالوضع الميداني على جبهة عرسال والبقاع الشمالي وملف العسكريين المخطوفين من جهة، والحركة الديبلوماسية الناشطة في اتجاه بيروت من جهة اخرى. ومع ان أولوية الملف الامني طغت على معظم الاتصالات والاجتماعات التي عقدت في السرايا الحكومية، استرعت انتباه المراقبين والاوساط السياسية حركة موفدين ديبلوماسيين الى بيروت بدءاً بزيارة الموفد الرئاسي الروسي نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف الذي كانت له جولة واسعة من اللقاءات السياسية سيكملها اليوم. كما ان جولة واسعة مماثلة من اللقاءات سيجريها الاثنين والثلثاء من الاسبوع المقبل الموفد الفرنسي مدير قسم الشرق الاوسط في وزارة الخارجية الفرنسية فرنسوا جيرو وتتركز خصوصا على ملف الانتخابات الرئاسية . كما تصل الثلثاء الى بيروت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الامنية فيديريكا موغيريني.

وأبرزت مصادر رسمية لـ”النهار” دلالات مهمة لهذه الحركة، اذ رأت انها تعكس تنامي الاهتمامات الدولية والاقليمية بالاستقرار في لبنان . واشارت هذه الى ان ما يعني لبنان في المقام الاول من هذه الحركة المتعددة الطرف هو ان الموفدين الاجانب يتكلمون بلغة شبه واحدة عن رغبات بلدانهم وسياساتها الثابتة حيال ضرورة الحفاظ على الاستقرار في لبنان والعمل ما امكن على تخفيف تداعيات الحرب السورية عليه ومن ثم الدفع بقوة نحو وضع حد لازمة الفراغ الرئاسي فيه. وهو أمر ظهر بوضوح في المحادثات التي أجراها الموفد الروسي الذي لفت في محطاته في اليوم الاول من زيارته توافقه التام مع كلام للرئيس ميشال سليمان عن “اعلان بعبدا”. وكان الرئيس سليمان شدد خلال لقائه بوغدانوف على “اهمية اعلان بعبدا الذي كان ليضمن تحييد لبنان ويخفف الانعكاسات السلبية للمعارك الجارية في جواره لو لم تتراجع بعض القوى اللبنانية عن تأييدها له على طاولة الحوار”. ورد بوغدانوف بان روسيا “تبدي اهتماماً لاستقرار الاوضاع في لبنان وتشجع على انجاز الاستحقاق الرئاسي وتثمن دور الجيش اللبناني والقوى الامنية في مكافحة الارهاب”. وجدد تأييد بلاده لـ”اعلان بعبدا” الذي قال “انه يصلح تعميمه على باقي دول المنطقة”.

كما كانت للموفد الروسي لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء تمام سلام ووزير الخارجية جبران باسيل وقائد الجيش العماد جان قهوجي، ثم زار مساء النائب طلال ارسلان وعقد بعد ذلك اجتماعا مع نواب “حزب الله” وشارك ليلاً في الاحتفال الذي أقيم في الاونيسكو احياء للذكرى الـ70 لاقامة العلاقات الديبلوماسية بين لبنان وروسيا. وسيلتقي اليوم الرئيس امين الجميل والعماد ميشال عون والرئيس فؤاد السنيورة والنائب وليد جنبلاط.

وكان جنبلاط كشف عبر تغريداته في موقع “تويتر” أمس انه التقى الى عشاء في لندن “صديقه” مساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان قائلاً: “أعرف أن أشخاصاً كثيرين في لبنان يكرهونه لكنني لا آبه الصديق هو صديق”. وعاد جنبلاط ليلاً الى بيروت.

الحوار

في غضون ذلك، استبعدت أوساط مواكبة للاستعدادات الجارية للحوار الثنائي بين “تيار المستقبل و”حزب الله ” ان تنطلق أولى جلسات هذا الحوار في الايام القريبة، ولكنها توقعت ألا يتجاوز موعد بدئه عيد الميلاد . وقالت إن تحديد الموعد لم يعد مسألة مفصلية بعدما بدأت الاستعدادات لانطلاق الحوار تشيع مناخا ايجابيا حتى قبل بدئه. وأوضحت ان مدير مكتب الرئيس سعد الحريري نادر الحريري سافر أمس الى الولايات المتحدة وسيعود منها قبل عيد الميلاد مما يرجح انطلاق الحوار بعد عودته.

وفي المواقف من هذا الحوار، برز أمس قول الامين العام لـ”تيار المستقبل” أحمد الحريري: “جل ما نريده من أي حوار ان نقفل أبواب الشر التي فتحها “حزب الله” علينا وان نبحث عما يفتح ابواب الخير على اللبنانيين وان نعيد الاعتبار للشركة الوطنية الحقيقية التي يمكن من خلالها فقط ان نواجه كل الاخطار وعلى رأسها خطر الارهاب والتطرف”. وأضاف: “ان المعادلة المقدسة اليوم هي شرف تضحية وفاء وليس أي معادلة اخرى وان كل التضحيات تهون أمام تضحيات الجيش اللبناني”.

الجيش

الى ذلك، عقد اجتماع امني موسع أمس في السرايا برئاسة الرئيس سلام ضم وزراء الدفاع والداخلية والعدل والمال وقائد الجيش والقادة الامنيين. واذ احيطت المناقشات والمقررات بكتمان شديد، علم ان المجتمعين تناولوا التطورات الميدانية الاخيرة على الحدود الشرقية مع سوريا والاجراءات العسكرية المتخذة تحسبا لكل الاحتمالات، كما تناولوا مستجدات قضية العسكريين المخطوفين في ظل التوقيفات التي قام بها الجيش في الاسبوعين الاخيرين.

وفي هذا السياق علمت “النهار” ان وزير الدفاع سمير مقبل أبلغ الجهات الرسمية أن قيادة الجيش ترفض أي تطاول على المؤسسة العسكرية خارج إطار النقاش الرصين في إجتماعات العمل وداخل الغرف المغلقة نظراً الى الاساءة التي تلحق بالمؤسسة وقت يخوض الجيش عمليات ضد الارهاب ويقدم التضحيات في هذا الاطار. وقد حصل الوزير مقبل على الالتزام المطلوب في المواقف التي تصدر عن أي جهة من عمل المؤسسة.

ويصل الى بيروت في 11 كانون الأول الجاري رئيس أركان الجيش الفرنسي السابق الجنرال ادوار هوريو لاجراء محادثات تستمر يومين بصفته رئيس مؤسسة التبادل العسكري بين فرنسا والسعودية وذلك لمتابعة عملية إدارة إنفاق هبة الثلاثة مليارات دولار المقدمة من المملكة الى الجيش.