IMLebanon

عوني الكعكي والمسؤولية الجديدة

يوم الخميس يكون للصحافة اللبنانية نقيبها الجديد.

عوني الكعكي سيخلف النقيب العزيز محمد البعلبكي الذي أعطى النقابة ثلاثة وثلاثين عاماً من عمره المديد إن شاء الله، وحققت ولايته إنجازات تذكر وتشكر.

إلاّ أنّ دماً جديداً يحمله عوني الكعكي معه الى الجسم النقابي، فالرجل آت من نجاحات كبيرة هو الذي ورث عن المرحوم والده جريدة الشرق إمتيازاً، فإذا بها تتحول الى صحيفة تعيل، مع شقيقاتها الصادرات عن «دار الشرق» نحو 250 أسرة في مجالات المهنة كافة.

تسلم عوني أمانة الشرق فإذا الوزنة وزنات، فالشرق تناسلت، مع عوني وشقيقه معين، وبإشراف النقيب الجديد مجموعة من المطبوعات التي حققت نجاحات كبرى. فهناك مجلّة «نادين» الفنية الأكثر إنتشاراً في مجال قراءة المجلات الأسبوعية باعتراف الجميع. وهناك مجلة «نادين الأم والطفل»، ومجلة «مود- نادين» إضافة الى مجلة أولمبياد الرياضية، ومجلة تعنى بشؤون السيارات، ومجلة تعنى بشؤون الصحة والطبابة… إضافة الى الملاحق المتعددة.

الوزنة التي أودعها الوالد الراحل المرحوم خير الدين الكعكي بعد الجد معين الكعكي المؤسس ضاعفها عوني الى وزنات عديدة… من خلال مسيرة نضال طويل عرفت التفوق كما الإخفاق، وعرفت العلو والهبوط لتستقر «الشرق» في الصدور، من دون توقف يذكر، إلاّ بقوة قاهرة ولأوقات محددة، فتكون أعرق جريدة متواصلة الصدور في لبنان منذ نحو 90 عاماً.

لماذا نردّد، هنا، هذه الوقائع التي قد يعرفها الكثيرون وقد يجهلها آخرون؟

الجواب، ببساطة، لأننا نأمل خيراً عميماً على يد عوني الكعكي ورفاقه الذين فازوا بإجماع المقترعين، يوم أمس… ورفاق اللائحة هم نخبة من الزملاء نعرفهم واحداً واحداً، ولنا بينهم غير أخ وصديق، وكلهم أعزاء أصحاب بصمات واضحة في الحقول الصحافية التي عملوا فيها.

على صعيد شخصي كنت آمل لو حضر جميع المعترضين وشاركوا في الإنتخابات من خلال لائحة مكتملة، وليفز من يفوز، وليقدم الذين لم يحالفهم الحظ بالفوز التهنئة الى عوني ورفاقه. ولكن المقاطعة حق لمن قاطع. وتلك هي الديموقراطية… فإذا لم نعشها نحن معشر الصحافيين فمن هو الذي يعيشها؟ ألسنا حراسها الحقيقيين؟ ألم نكن روادها الأوائل؟ ألم نحوّل صفحاتها مرمحاً لفرسان الكلمة الحرة وحلبة لأبطال الرأي والرأي الآخر؟

قلت نأمل خيراً من مجلس النقابة الجديد لأنني أعرف عوني ومعظم رفاقه عن قرب. ولأنني أعرف في النقيب الآتي الوفاء الى ميزات أخرى. ولأنني أعرف أنه صاحب المبادرات الناجحة… والنجاح لا يتجزأ.

ومع محبتي للنقيبين العزيزين محمد البعلبكي والياس عون أرى أن الصحافة اللبنانية في حاجة الى مبادرات على طريق النهضة المرجوة. وفي يقيني أن عوني لها، وكذلك رفاق مجلس النقابة، وفي إطار التعاون مع نقابة محرري الصحافة اللبنانية.

لقد صنعت الصحافة مجداً للبنان. ولا شك في أن لبنان بتعدده الثقافي وفّر لها المجال المناسب لتكون مجده. وصحفنا اللبنانية هي صحافة النوعية، وليست صحافة الكمية. إنها صحافة الكلمة وليست صحافة الكيلو والرطل.

وإذ أوجه التهنئة الى الصحافة اللبنانية بأجمعها في هذه المناسبة يطيب لي أن أهمس في أذن الأخ الحبيب عوني فأقول: إنها مسؤولية كبرى إضافية تلقى على عاتقك، وأنا أعرف إنك لها، فالعبء حيث الجدير.