IMLebanon

بيروت لن تموت… بيروت ستبقى أم الشرائع

 

في هذه اللحظات الحزينة، حيث يغمرني الشعور بالألم والغضب، أنظر في صفحات التاريخ لأتعلم من بيروت الحكمة وأستمع إليها تنصحني ماذا أفعل!

قالت لي صفحات بيروت في التاريخ، هل نسيت أنني إحدى أقدم المدن في تاريخ الحضارة البشرية؟ قلّب في صفحاتي، كم مرّة دمرتني الزلازل والحروب، ألم أنهض دائما من بين الرماد، كطائر الفينيق؟ لا تيأس ولا تقف على الأطلال، شمّر عن ساعديك وانطلق لتعيد بهائي.

وقالت لي بيروت؛ ألست أنا أم الشرائع؟ إياك أن تمارس لعبة العين بالعين والسن بالسن، ولعبة المحاكمات الثورية، والكلام الثائر. كن محاميّ وأرفع مأساتي إلى أعلى سلطات العدالة في العالم. طالب بالتحقيق الفوري، وسائل المسؤول عن هذه الجريمة ضد الإنسانيّة. إجعله يدفع ثمن فعلته، لكن بقرار من العالم أجمع. فأنا بيروت، التي وضعت نظام العدالة للعالم، وهذا اليوم صار من واجب العالم أن يحكم لي بحقوقي وفقا للعدل والقانون.

وقالت لي بيروت؛ ألست أنا من قال على أرضي أنني أرض الرسالة للبشرية من أجل التآخي بين الحضارات؟ إياك أن ترفع صوتا يزيد جرحي في مأساتي، لتدق أجراس الكنائس ولترفع آذان المساجد وترفع على جدار الكنيس صورتي. كلكم معا تعيدون لي مجدي الحضاري.

وقالت لي بيروت؛ ألست أنا من قال عنها العالم، عاصمة الكتاب؟ لا تسمح أن تجرك أنقاضي إلى السلاح بل اجعلها صورا وكلمات تعمم في كل الدنيا نموذجا لظلم الحاقدين، والظلاميين، والعنصريين، والإرهابيين، والفاسدين.

وقالت لي بيروت؛ ألست أنا عاصمة الفرح والفن والإبداع والحريات؟ قفوا صفا متراصا في عتمة الفاسدين في بيروت واحملوا الشموع المضاءة على شاكلة صليب وهلال ونجمة وكتاب شرائع. اجعلوا من ابداعكم صورا تحملها قلوب الملايين الذين يحبونني حول العالم، فتظل صور مأساتي نماذجا عبر التاريخ، عن إبداعكم الثقافي والإنساني.

في لحظة الحزن يا بيروت نعدك أن تعودي عاصمة الحياة ونموذج إرادة الحياة التي لن تموت في أعماقنا.